-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"عبد الحميد أوشريف" الرئيس المدير العام لمجمع "أوشريف"

أتمنى مساندة السلطات لتحقيق مشاريع ضخمة في الفلاحة والمنتوجات الغذائية

الشروق أونلاين
  • 4151
  • 2
أتمنى مساندة السلطات لتحقيق مشاريع ضخمة في الفلاحة والمنتوجات الغذائية

وفاة والده وظروف المعيشة الصعبة التي عاناها الجزائريون في مرحلة شبابه، جعلته يغير نظرته للحياة فطلّق دراسة الطب وتعلّق بحب العمل، يردّد دوما شعارات “بالإرادة نصل حيثما نشاء”، “بحب العمل يكون النجاح مضمونا”، من دكان متواضع إلى التوزيع، فالتصنيع وصولا إلى مجمع بعدة فروع، “عبد الحميد أوشريف” يحط رحاله اليوم في الصحراء باستثمارات ضخمة، قابلنا الرئيس المدير العام لمجمع “أوشريف” في مكتبه بسطيف فكان معه هذا الحوار.

 

توقفتم عن دراسة الطب لاقتحام النشاط التجاري، بعدها توجهتم نحو الصناعة بإمكانيات بسيطة وصولا إلى مجمع بفروع متعددة، كيف يمكنكم اختصار هذه التجربة؟  

نقطة البداية كانت امتدادا لنشاط الوالد رحمه الله، الذي كان يملك دكانا متواضعا لبيع المواد الغذائية في مرحلة طبعتها صعوبة النشاط التجاري وقسوة الظروف المعيشية، فلم يكن وقتها يتوفر موزعين تجاريين مثلما هو الحال اليوم، فالتاجر يؤمن احتياجاته بنفسه وكان الوالد كبيرا في السن، كنت أكبر الإخوة أدرس في الجامعة وأساعده أيام العطلة، وبعد وفاته طلقت دراسة الطب واقتحمت الحياة المهنية لإعالة أسرتي، بدأت بتوزيع المواد الغذائية وبعدها توجهت نحو الصناعة بإنشاء مصنع عائلي في منطقة شلغوم العيد سنة 2003، باشرت رسميا إنتاج المصبرات لعلامة Latina في 2004، بتشكيلة منوعة من الطماطم، الهريسة ومعجون الفواكه مختلف الأحجام في علب زجاجية، ثم في علب معدنية، و Latina مدينة ايطالية وعلامة تجارية لمعجون طماطم مشهور لصديق ايطالي، وفي الجزائر هي المصنع الأم لمجمع “أوشريف” الذي أنجب عدة فروع وهي Fouaraللمصبرات، العصائر والمشروبات الغازية، والمولود الحديث Fougaraالذي سيكون بمثابة انفجار تطور ونمو المجمع وبوابته للاستثمار في منطقة الصحراء.

اقتحمتم صناعة المصبراتفي مرحلة صعبة شهدت اختفاء علامات كثيرة وغلق أبواب معظم المصبرات،لماذا اخترتم هذا النشاط بالذات، ألم تخشوا المغامرة وقتها؟

والله أنا أقول ـ المكتوب- القضاء والقدر هو الذي أخذني إلى هذا النشاط بمساعدة بعض الظروف طبعا، كنت أوزع كل المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك، وفي وقت ما لاحظت أن المصبرات ترّوج بشكل كبير حتى وجدت نفسي مختصا في توزيع المصبراتومن هنا قرّرت إطلاق وحدة إنتاج في هذا المجال وتمكنت من صنع اسم في السوق في مرحلة حساسة عرفت استمرار علامات تعد على أطراف أصابع اليد الواحدة وهي ازدهار، بن أعمر ولاتينا، والامتياز الذي كان عندي كنت صاحب خبرة في توزيع المواد الغذائية وأنا من ينتج ويوزع، فالتجربة التي اكتسبتها في التوزيع مكنتني من الصمود والبقاء فضلا عن حرصي على عامل الجودة ومحاربة البريكولاج.

 لكن الأوضاع اليوم تغيرت، مصانع كثيرة أعادت بعث نشاطها، هل تظنون أنكم قادرون على كسب حصة أكبر أو على الأقل الاحتفاظ بمكانتكم الحالية؟  

حقيقة العديد من المصانع التي توقفت عن النشاط بعد تعرضها لأزمات مالية في 2004، عادت اليوم إلى النشاط وفتحت أبوابها مجددا بعدما منحتها الدولة دفعة أوكسجين بفضل سياسة الدعم ومسح الديون منذ 3 سنوات، لكن الكميات التي تنتجها لا تؤمن احتياجات السوق الوطنية لمدة شهرين، فالواقع يؤكد أن أحوال هذه المؤسسات شبيهة بالمريض الذي يصارع في غرفة الإنعاش، فالمرحلة مؤقتة وتعود إلى سابق عهدها، فإذا لم تستطع الصمود في الظروف السابقة، كيف يمكنها اليوم في ظل المنافسة وسياسة انفتاح السوق، ثم في الجزائر يوجد 3 منتجين أساسيين للطماطم والبقية فرعيين des sous traitant

خلقتم منافسة ضدكم بعلامة “فوارة” في مجال المصبرات بدل تعزيز “لاتينا” بمنتجات أخرى كالصلصات مثلا، ما تعليقكم؟

مصنع Latinaبشلغوم العيد منجز على قطعة أرضية ذات ملكية خاصة بالعائلة وبإمكانيات شخصية، أما مصنع “فوارة” بولاية سطيف فجاء بعد الاستفادة من قطعة أرض بالمنطقة الصناعية في إطار سياسة دعم الاستثمار، ثم Latina اليوم أخذت مكانتها واستطاعت حجز حصة معتبرة من السوق الوطنية.

 لكنكم طرحتم منافسا جديدا، لماذا لم يكن مصنع سطيف امتدادا للمصنع الأم بشلغوم العيد؟

الجدير بالذكر أن المصبرات خاصة الطماطم منتجات أساسية واسعة الاستهلاك في الجزائر وأنا لا أنظر إلى تقديم منتج جديد لا يقل جودة عن سابقه من باب المنافسة، إنما أنظر إليه من باب التنويع، تنويع مداخيل المجمع وتنويع العلامات التجارية في السوق لتكون منتجاتنا دوما حاضرة وبقوة في كل المناطق، وتسمية فوارة جاءت تكريما لمنطقة سطيف التي أعيش فيها.  

فكرة التوجه نحو المشروبات بعلامة “فوارة”؟

في مصنع Latina ننتج جميع أنواع المصبرات من الطماطم والفلفل إلى معجون الفواكه بمختلف النكهات وكذلك نقوم بإنتاج لب الفاكهة la pulpe de fruit لتمويل مصانع العصير، هذه الأخيرة أتعبتنا دوما في دفع الفواتير، الأمر الذي جعلنا نفكر في إنتاج العصير وانطلقنا فعلا في ذلك وتبعه إنتاج المشروبات الغازية بعدة أذواق وهو مشروع فكّرت في تجسيده منذ فترة في شلغوم العيد، لكن ظروف النشاط المكثف حالت دون تحقيقه هناك،وكما تعلمون مصانع العصير تحصل على لب الفاكهة من أوروبا والصين، والامتياز الذي أتمتع به أني أنتجها لنفسي. والبداية كانت بنكهة البرتقال، الليمون وكوكتيل الفواكه مختلف الأحجام، وبعدها إنتاج الصودا بذوق البرتقال، الليمون، الأناناس، الفراولة وستعزز قريبا بنكهات التوت البري والمانغو، ومن المشاريع المستقبلية في المشروبات إنتاج العبوات المعدنيةles canettes  وعلب titra pack أحجام 1 لتر و0.20 سل.

هل تظنون أن منتجات “فوارة” أخذت مكانتها في السوق أم مازال أمامكم عمل كبير؟

رغم حداثتها إلا أن مختلف تشكيلات منتجات “فوارة” أخذت مكانة في السوق وكأنها أطلقت منذ 6 سنوات، فقد استطاعت اختزال كل هذا الزمن بفضل تجربتي في مجال المصبرات وحرصي على الجودة وإدماج التكنولوجيات الحديثة في الإنتاج، فالمصنع مجهز بمخبر ايطالي لمراقبة المنتج والنوعية من أحدث التكنولوجيات، وخلال هذا العام بإذن الله سأعمل على مضاعفة رقم الأعمال حتى 3 مرات.

وماذا عن مشروع “فوغارة” في الصحراء؟

الإطلاق الرسمي لمشروع “فوغارة” في ولاية أدرار بتاريخ 13 فيفري من السنة الجارية تزامنا مع ذكرى تفجير القنبلة الذرية في منطقة رقان، من أجل إعادة بعث مشروع الرئيس الراحل “هواري بومدين” في المنطقة، من الناحية التكنولوجية المصنع مرّ عليه الزمن بعد 40 سنة، لكن المنطقة توفر الكثير من المحفزات، فهناك إنتاج كبير لمادة الطماطم وبجودة عالية تتلف كميات معتبرة منها سنويا بسبب مشكل النقل، وهدفي من المشروع ليس التعليب وإطلاق منتج نهائي في السوق إنما صنع المادة الأولية لتغطية العجز المسجل في الطماطم.

إذن نفهم من كلامكم أنكم تبحثون عن تمويل مصانعكم بالمواد الأولية بدل استيرادها في براميل من أوروبا والصين؟

نحن نؤمن احتياجاتنا بأنفسنا، لم نلجأ يوما إلى الاستيراد، ندرك جيدا أن المحاصيل موسمية في الجزائر، حسب الموسم نخزن المنتج المتوفر في أكياس خاصة داخل براميل، وكل المصبرات في الجزائر تعاني من الندرة، خاصة في الطماطم التي إنتاجها صيفا في فترة قصيرة بين 40 و60 يوما، وهو ما يجعل المصانع تلجأ للاستيراد لتغطية العجز الموجود ولولا ذلك لكان سعر علبة الطماطم بـ 200دج، فأيهما أفضل وأقرب أدرار التي تصل فيها السلع في يومين وبجودة مضمونة، أم الصين خلال شهرين والنوعية علامة استفهام؟ إضافة إلى الحواجز الجمركية ودفع العملة الصعبة، فمشروع “فوغارة” بشرى لكل المنتجين الذين يعانون من مرارة الاستيراد، فهدفي في الصحراء بدل استيراد المادة الأولية أنتجها، ولو تدعمني السلطات خلال ثلاث سنوات بإذن الله ستصبح الجزائر دولة مصدرة للطماطم.

 هل من مشاريع أخرى؟

الصحراء هي المستقبل، أتمنى مساندة السلطات لتحقيق مشاريع ضخمة في الفلاحة والمنتجات الغذائية، في المصبرات سنتوجه نحو الصلصات بأنواعها والاستجابة لكل متطلبات السوق في المجال، ومن المشاريع التوجه نحو التصدير باستهداف دول افريقية، آسيوية وأوروبية.

كلمة ختامية؟

اليوم أتمنى لو تتخلى الدولة عن سياسة الدعم وتوقفها نهائيا حتى يظهر المستثمر الحقيقي، ففي ظل سياسة الدعم كأننا في مقابلة كروية كل واحد ومهاراته ومراوغاته، اليوم الشباب لا يدرس ولا يعمل، وكل المصانع والقطاعات تواجه مشاكل في اليد العاملة بسبب قروض التشغيل، وهذا مؤسف. في الحقبة الاستعمارية كنا دولة مصدرة، اليوم نستورد كل شيء رغم الدعم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • karim

    ضبطت مصالح الدرك الوطني في ميلة كميات معتبرة من الطماطم منتهية الصلاحية داخل مصنع لاحد الخواص (مجمع للصناعات الغذائية الخاصة بصنع المعلبات للخضر والفواكه ) بشلغوم لعيد ولاية ميلة .
    و جاء ذلك على إثر معاينة قام بها أعون الدرك انتهت بحجز : "2041 برميل خاص بمركز معجون الطماطم بسعة 245 كلغ للبرميل بوزن إجمالي 500 طن (500045 كغ ). و 28 برميل مركز لب الفواكه بوزن اجمالي قدره 6860 كغ، بالإضافة إلى كمية معتبرة من من علب معجون الطماطم المنتهية الصلاحية الموجهة للاستهلاك".

  • عبدالقادر

    عندما دعمت انت بأموال الشعب تطلب في الأخير من الدولة رفع الدعم على المواطن وعن الشعب البسيط شفت الأنانية تاعك كي دايرة