-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أخطر عصابة خلف عصابة الصهاينة

أخطر عصابة خلف عصابة الصهاينة

العصابة الصهيونية التي تستولي اليوم بقوة السلاح على فلسطين ما كان لها لِتَصمُدَ فترة وجيزة لو لم تكن خلفها عصاباتٌ أقوى وأكثر تجذرا في السطو والاحتلال والإبادة والاحتقار والاستعلاء. هؤلاء هم الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون والألمان والإيطاليون والأستراليون وحتى اليابانيون… وغيرهم من القوى الغربية التي استمرت طيلة قرون من الزمن على هذا النهج وبَنَتْ أمجادها ومازالت عليه.
الأمريكيون كانوا لَفيفا من عدة شعوب أوروبية (إنجليز، إيطاليون، ألمان، فرنسيون، إسبان… وغيرهم)، احتلوا شمال قارة بأكمله وأبادوا سُكَّانها الأصليين إبادة كاملة ووصفوهم بـ”الهَمجيين” و”الدّمَويين”، نَاسين أنهم هم مَن غزا أرضهم وهم مَن حاربهم وهجَّرهم من أقاليمهم، ومُتَنَاسِين أنهم كانوا يقضون عليهم بالأسلحة النارية المتطورة في تلك الفترة التي تقتل المئات دفعة واحدة في الوقت الذي لم يكن هؤلاء يملكون سوى النِّبال والخناجر.. وللأسف علّمتنا ثقافتهم العنصرية لمدة طويلة أن مصطلح “الأباش” (وهو اسم قبيلة من قبائل الهنود الحُمر الكبيرة) مرادفٌ تماما للحيوانات البشرية… نفس العبارات التي يستخدمها اللصوص الصهاينة اليوم تجاه أسيادهم من الفلسطينيين سكان قطاع غزة وغيرها من المناطق… ذاك اللص والمستعمِر الصغير من ذلك اللص المستعمِر الكبير. وهذه العصابة من الأخرى..
ينطبق ذات المثل على الفرنسيين والإنجليز والإيطاليين والأستراليين… جميعا سعوا إما إلى إبادة الشعوب الأخرى والسيطرة على أراضيها وثرواتها، أو استعبدوهم واضطهدوهم وقضوا على كل مَن ثار منهم للبقاء مُسيطِرين… ماذا بقي من السُّكان الأصليين في أستراليا “الأبوريجان”؟ أعداد قليلة مُنتَشِرة هنا وهناك مازالوا مُتَشَبِّثين بصعوبة بهويتهم ولغتهم… كم من الملايين الذين قضت عليهم جيوش الاحتلال الفرنسي في الجزائر، واصفة إياهم بـ”المتخلفين” و”أعداء الحضارة”، ثم بـ”الإرهابيين” و”قُطاع الطرق” أثناء ثورة التحرير عندما تم استبدال المصطلحات بأخرى…؟ ما الذي فعله كافة الأوروبيين بإفريقيا عندما كانوا يدخلونها بقوة السلاح ويطاردون أبناءها العُزَّل يصطادونهم في رحلات “السفاري” ويتنافسون مَن يقتل أكبر عدد منهم أو يأسرهم عبيدا يبيعونهم في سوق النخاسة؟ تماما كما هم اللصوص الصهاينة اليوم في فلسطين يعتبرون الفلسطينيين دون مستوى البشر لا حقَّ لهم في الماء ولا الغذاء ولا الدواء… يسجنونهم بالآلاف في السجون وبالملاين في قطاع غزة… لقد حرق هؤلاء الأوروبيون بقية شعوب العالم بطريقة أو أخرى لمدة قرون، وأفنوهم طيلة قرون، ومازالوا إلى اليوم يُضمرون لهم نفس الشعور لا يكترثون لا لدمائهم ولا لحرماتهم ولا لكونهم من بني البشر، وهكذا تفعل عصابتهم المشكَّلة من الصهاينة في فلسطين..
هي ذي أخطر عصابة خلف عصابة الصهاينة، وهكذا علينا النظر إلى من يُشكِّلها، لقد أكدوا هذه المرة كم هم من طينة واحدة، ومن جنس واحد، لا فرق بينهم سوى في الدرجة والأسلوب…
وقد كشفهم اليوم الموقفُ من استهداف قطاع غزة على حقيقتهم: أخرج ما بجعبتهم من حقد دفين على غير الغربيين وعلى المسلمين خاصة، أظهرأنهم إذا كانوا سبب نشأة الكيان المصطَنَع سنة 1948 فهم وقود بقائه إلى اليوم، وأنَّهم لن يقبلوا علاقة مع المُطبِّعين، مهما كانت التنازلات، دون درجة علاقة العبد بالسّيد..
يتجلى ذلك بوضوح تام في موقف رؤساء الدول الغربية وعلى رأسهم الأمريكيون، ويتجلى في موقف إعلامهم الذي يُسمُّونه “حُرًّا” وما هو كذلك، ويتجلى في مواقف نُخبهم التابعة لهذا المنطق التسلّطي.. فقط هي بعض القوى غير العنصرية من داخله مازالت تصدح بالحق وتنتصر للمظلوم كما كانت عبر التاريخ، من دون أن تكون لها السلطة الكافية لتغيير مسار هذا التيار الغربي العنصري الجارف الذي مازال على طبيعته كما نشأ منذ قرون..
لذلك، فإن الوقت اليوم هو وقت مراجعة عميقة لِمَا نُسمِّيها “علاقات تعاون” مع هذا الغرب المُتوحِّش، ووقت عدم الثقة في برامجه، ولا في سياساته، وانتظار كل الشرور منه، ووقت تسريع وتيرة التخلص من كل ما يربطنا به من برامج اقتصادية أو صناعية أو غيرها… إن معركة “طوفان الأقصى” ينبغي أن تكون تسونامي على العلاقات مع الغرب، تتم فيها مراجعة جذرية للعلاقات التي تربطنا به، واستبدالها بعلاقات أكثر توازنا واحتراما مع شعوبِ حضارات أخرى لم يكن لها مثل هذا الماضي التعيس والحاضر الأكثر تعاسة… شكرا لكم أبطال الطوفان، لقد كشفتم بصفة لا تقبل الشك هذه المرة طبيعة هذا الوحش الغربي وذُرِّيَته من أبناء صهيون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!