أرخص من الكلاب !
بينما كان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما يجتمع مع رئيس وزراء البرتغال خوزيه سوكراتس، ويتحدث بمنتهى الجدية، عن الأزمة المالية، ونظام الدفاع الصاروخي الأوربي وحرب أفغانستان التي يموت فيها العشرات يوميا، وجّه كلامه لرئيس الوزراء قائلا: “إنني أشكر البرتغال لأن أحد أفراد عائلتي ترعرع هنا وهو كلبنا، بو، انه أشهر عضو في البيت الأبيض”؟!!
-
بعدها بأيام، اجتمع رجل روسيا القوي، فلاديمير بوتين، مع رؤساء 13 دولة، في مقدمتهم، رئيس وزراء الصين بسان بطرسبورج، ليس من أجل دراسة النفوذ الأمريكي، ولا الخطر الإيراني، أو انتشار الفقر في العالم، ولكن لدراسة كيفية إنقاذ النمور من الانقراض؟! نعم، النمور المهددة بالانقراض، وكأن الإنسان الجائع في العالم ليس مهددا بالمصير ذاته؟!
-
في مصر، ثار الكثيرون في الأشهر الماضية لقيام كلبٍ يملكه أمير خليجي يقيم في شرم الشيخ السياحية بالاعتداء على مواطنين بسطاء، والغريب أن هذا الكلب الأجنبي، حصل على حقوقه كاملة، غير منقوصة، وتقدم صاحبه بشكوى ضد الغلابى من المصريين الذين تواجدوا في مكان سياحي فخم، لا يجوز أن يدخلوه، ويصح للكلب، سليل العائلة العريقة، أن يدخله ويمرح فيه ويعض الناس متى شاء، وأينما شاء؟!
-
أمّا عندنا في الجزائر، فقد أضحت إعلانات البحث عن الكلاب المفقودين تنافس إعلانات البشر، في الجرائد، والغريب أن إعلانات الكلاب، عادة ما تكون مصحوبة بمكافآت مالية مغرية، في حين أن إعلانات البشر من المفقودين، لا يربح فيها الواحد إلا دعوة الخير، وجملة، أجر الجميع على الله”…هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير”؟!!
-
كما نشرت إحدى الصحف هذا الأسبوع، خبرا يقول إن محكمة من محاكم الجمهورية، قررت حبس سيدة، أطلقت كلبا تملكه على مواطنين عاديين، وهي تهمة غريبة، وحكم غير مسبوق، يؤشر على أن الكلاب دخلت ساحات المحاكم عندنا في البلاد، على غرار اقتحامها الساحة السياسية قبل فترة، عندما استعمل أحد النواب كلابا مدربة لطرد المناوئين له في مقر حزب عتيد؟!
-
حياة كثير من “المزلوطين” والفقراء والغلابى على امتداد هذا العالم العربي الشاسع باتت أرخص من حياة الكلاب، وموت كلب واحد أضحى يجلب حزنا عارما يصعب تصديقه في الوقت الذي يموت فيه الناس كالذباب، دون أن يتحرك جفن واحد من المسؤولين لتغيير المنكر، بل ويتراقصون على جثث الضحايا دون وازع ديني أو أخلاقي، ألم يقل الممثل الراحل، عز الدين مجوبي، شاكيا باكيا منتقدا في مسرحية ”الحافلة تسير”.. »أن الكلاب دايرين حفلة«؟!!