-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تعتبر إحدى الظواهر التي قد يكشفها الإحصاء العام السادس للسكان

أسماء الفنانين الأتراك تغزو سجلات الحالة المدنية

نادية طلحي
  • 1766
  • 0
أسماء الفنانين الأتراك تغزو سجلات الحالة المدنية
أرشيف

مع بداية عملية الإحصاء العام السادس للسكان في الجزائر، وإعلان وزير الداخلية والجماعات المحلية، إمكانية أن تكون خلاصة عملية الإحصاء مفاجئة للسلطات، فإن بعض المختصين ومن زاوية أخرى تحدثوا عن تغير النسيج الإجتماعي وبروز بعض الظواهر الإجتماعية بصفة رسمية، ومن بينها التركيز على التغييرات التي حدثت في طرق إطلاق الأسماء على المواليد الجدد.

وقد أثر الانفتاح الإعلامي وغزو الفضائيات على عادات وتقاليد العديد من العائلات الجزائرية، بشكل كبير، وطال حتى أسماء المواليد الجدد، حيث ظهرت في السنوات الأخيرة العشرات من الأسماء المبتكرة والمركبٌة، وتراجعت أسماء الأسلاف من الأجداد والجدّات بحجّة أنها لم تعد تليق بالجيل الحالي، حتى تكاد تختفي نهائيا من قواميس أسماء بعض العائلات، بل أكثر من ذلك فإن بعض الأمهات يعتبرن أن تلك الأسماء القديمة أضحت من الماضي وترمز لزمن الشيوخ والعجائز.
في السابق كان الأزواج يفضلون تسمية مواليدهم بأسماء الآباء والأجداد، ويتبركون بالمناسبات والأعياد والمواسم الدينية، فيطلقون تسميات تلك المناسبات على من يولدون فيها من الذكور على غرار اسم العيد، أما الأنثى فتسمى عيدة، ومن صادفت ولادته أحد الأشهر القمرية، على غرار، شعبان ورمضان وغيرها من الأسماء الأخرى التي كانت تعتبر فخرا للعائلات بالنظر لرمزيتها الدينية، كما ارتبطت الأسماء أيضا ببعض أيام الأسبوع على غرار أسماء الخميسي، الجمعي وبوجمعة والسبتي وغيرها بالنسبة للذكور، أما بالنسبة للإناث فقد كانت أسماء حدّة وربعية وخميسة وغيرها، فيما تداول المجتمع سابقا أسماء لبعض الفواكه الملكية كتفاحة، عرجونة، خوخة وغيرها من الأسماء الأخرى، التي أصبحت اليوم بالنسبة للأزواج الشباب بمثابة الماضي، بل أن إطلاقها على المواليد الجدد أضحى من المستحيلات كونها ترمز حسب الجيل الجديد إلى التخلف.
ومع تطورات العصر الحديث بدأت تلك الأسماء في الزوال تدريجيا، وانتشرت بعض الأسماء التي لم تكن في المجتمع الجزائري، ففي مطلع تسعينيات القرن الماضي وخلال حرب الخليج الأولى انتشر اسم صدام بقوة نسبة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وغزت أسماء ابنيه قصي وعدي وحتى رغد سجلات الحالة المدنية عبر العديد من بلديات الجزائر، وهي الأسماء التي لم تصمد كثيرا بعد انتشار الفضائيات والقنوات الأجنبية التي أدخلت على العائلات الجزائرية أسماء جديدة عربية، لكن لم يكن لها علاقة بالمجتمع الجزائري، على غرار إسم لميس، ميرنا، لينا، مهند وغيرها من الأسماء التي اقتبستها بعض الأمهات من المسلسلات التركية.
وعلى الرغم من اختلاف العادات والتقاليد بين العائلات الجزائرية إلا أن أسماء الفنانين والمشاهير دخلت قواميس أغلب العائلات الجزائرية، وتحولت إلى مرجع للأزواج الجدد الذين ينتظرون مواليدهم. ومع كل ذلك الزخم في الأسماء واختلاف الثقافات إلا أن ترتيب أسماء الله الحسنى واسم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلٌم تبقى من بين أكثر الأسماء انتشارا في الجزائر وحتى في دو الغرب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!