-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ألد أعداء اللغة العربية مدرّسوها!

فيصل القاسم
  • 21393
  • 31
ألد أعداء اللغة العربية مدرّسوها!

ليس هناك أدنى شك بأن الكثيرين يسيئون للغة العربية، بقصد أو بغير قصد. فبعض مالكي الفضائيات العربية مثلاً يشجعون العاملين في قنواتهم للإساءة للغة العربية جهارا نهارا، كأن يطلبوا من المذيعات والمذيعين التونسيين مثلاً أن يتحدثوا باللهجة التونسية، واللبنانيين باللهجة اللبنانية، والمصريين باللهجة المصرية، وهلم ما جرى…

  • وكأنهم بذلك ينفذون مخطط “سايكس- بيكو” لغوياً، كما لو أنه لا يكفينا هذا التشرذم الجغرافي والسياسي اللذين ولــّدتهما الاتفاقية البريطانية الفرنسية المشؤومة لتشطير العالم العربي، فلا بد، بنظرهم، من تكريسها لغويا.
  • أما بعض الأفلام العربية فقد فعلت كل ما بوسعها للنيل من اللغة العربية عندما راحت تصور المأذون الذي يوثق عقود الزواج بطريقة كوميدية، وكأنها تسخر بذلك من كل من يحاول أن يتقن لغة القرآن نطقا ونحوا.
  • ولا ننس الكثير من الحكام العرب الذين يتقنون العربية كما أتقن أنا اللغة الصينية، فيظهر بعضهم على شاشات التلفزيون ليقترف مجازر لغوية ما أنزل الله بها من سلطان. والأغرب من ذلك أن بعض حكامنا يتحدث اللغات الأجنبية بشكل أفضل مما يتحدث لغته الأصلية. ناهيك عن أن الكثير من المثقفين العرب المزعومين يجرون الفاعل وينصبون المجرور.
  • وحدث ولا حرج عن أولئك الذين يتباهون بكتابة أسماء محلاتهم التجارية باللغة الإنجليزية بدل لغتهم الأصلية. وهنا لا بد من الإشادة بالخطوة السورية القاضية بمنع استخدام غير العربية في كتابة اللافتات وأسماء المحال التجارية، مما اضطر الكثيرين في سوريا في الآونة الأخيرة إلى تغيير واجهات محلاتهم. وهو إجراء جدير بالثناء والتقدير.
  • ولو افترضنا أن أصحاب الفضائيات العربية، ومخرجي الأفلام، والحكام العرب، والمتباهين بالإنجليزية على حساب العربية معذورون في عدم الاهتمام باللغة العربية لأسبابهم الخاصة، مع أنها ليست أسبابا وجيهة، فإننا يجب أن لا نلتمس أي عذر لمدرّسات ومدرّسي اللغة العربية الذين من المفترض أن يفعلوا المستحيل للذود عن لغة الضاد وتقديمها بالشكل الأفضل والأسهل للطلاب والطالبات في مدارسنا كي يتخرجوا متقنين للعربية بالشكل الأمثل، وكي تبقى لغة الضاد حية في خطابنا. لكن لو نظرنا إلى طرق تدريس اللغة العربية في المدارس العربية من المحيط إلى الخليج لوجدنا أن المدرّسين والمدرّسات هن ألد أعداء اللغة بامتياز، وهن يشاركن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في المؤامرة على اللغة العربية مع الفضائيات، والحكام شبه الأميين لغوياً، والأفلام، والمفتونين باللغات الأجنبية بسبب عقدة النقص. كيف؟
  • جلست قبل أيام مع مجموعة من التلميذات والتلاميذ العرب، وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث عن وضع اللغة العربية في المدارس العربية الخاصة والحكومية، فإذ بالجميع يشتكي بصوت عال من صعوبة اللغة العربية، لا بل إن بعضهم راح يتباهى بلغته الإنجليزية وسهولة تعلمها. فقلت لهم: “ومن أخبركم بأن اللغة العربية لغة صعبة وعصية على التعلم”، فأجابوا بأنهم يجاهدون كثيرا لتعلمها، لكنهم لا يفلحون. وراح بعضهم يشتكي من صعوبة الفاعل، والمفعول به، والمجرور، والمفتوح والمضموم، والمكسور. لا بل إنهم صرخوا بصوت واحد عندما سألتهم عن المضاف إليه في اللغة العربية، وطالبوني على الفور بأن أشرح لهم هذا المصطلح اللغوي المبهم بنظرهم. فسألتهم وهم على وشك الانتقال إلى المرحلة الثانوية: “أولم يعلموكم ما هو المضاف”، فقالوا: “نعم، لكننا لم نفهمه حتى الآن”. لقد بدت تلك القواعد البسيطة جدا لغزا محيرا لأولئك التلميذات والتلاميذ، مما جعلني أشعر بحزن شديد. فقد ظننت أن طرق تعليم اللغة العربية في المدارس العربية قد تطورت أسوة بطرق تعليم اللغات الأخرى، لكن، على ما يبدو، أن الأمور ما زالت على حالها، وأن المدرّسين والمدرّسات ما زلن في واد واللغة العربية في واد آخر.
  • طبعا لا ألوم التلاميذ والتلميذات اللواتي قابلتهن، لأن الأمر نفسه حصل معي، فقد تخرجت من الجامعة دون أن أعرف ما هو المضاف إليه. وأتذكر أنني تعرفت إلى المضاف إليه بعد ذهابي إلى بريطانيا للتحضير لشهادة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي، قسم المسرح السياسي، إذ عُرض علي قبيل التخرج من الجامعة العمل في هيئة الإذاعة البريطانية، وكان مطلوبا مني اجتياز امتحان اللغة العربية، لكنني لم أكن مستعدا، خاصة وأنني كنت أجهل المضاف إليه، فما بالك بالأعداد أو الممنوع من الصرف، مما حدا بي فورا إلى تعلم اللغة العربية من جديد، وبما أنه لم تتوفر في الجامعة التي كنت أدرس فيها كتب عربية، لجأت إلى كتاب يعلم اللغة العربية بالإنجليزية، وليتني اطلعت على ذلك الكتاب الرائع من قبل، فهو الذي رمم لي لغتي العربية، وجعلني متقناً لها خلال أشهر، لا بل عاشقا لها بعد أن تعرفت على قواعدها السهلة، فاللغة العربية لغة منطقية بامتياز، وقواعدها دقيقة، لكن بمجرد حفظها تصبح اللغة طيعة للغاية.
  • تصوروا أنني أمضيت أكثر من عشرين عاما في تعلم اللغة العربية في العالم العربي، ومع ذلك لم أفهم منها إلا القليل، حتى علمني إياها كتاب إنجليزي رائع لكاتب يدعى “رايت”. لا شك أنني مسؤول بالدرجة الأولى عن عدم تعلم اللغة العربية، لكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المدرّسات والمدرّسين الذين فشلوا في تعريفنا على المضاف إليه طيلة تلك السنين الطويلة. تصوروا أن الكتاب الانجليزي قدم لي كل القواعد العربية بطريقة مبسطة وسهلة للغاية، مما جعلني استسهل اللغة العربية، وأتحسر على تلك السنين التي أمضيتها وأنا أجاهد لأتقن الجار والمجرور دون جدوى. يا الله تصوروا أننا لا نستطيع أن نعلم لغتنا. تصوروا أن الأجنبي يستطيع تعليمنا لغتنا بطريقة أفضل وأسهل وأبسط وأسرع. وبالمناسبة أفضل قاموس عربي إنجليزي وضعه لغوي ألماني وليس عربي، واسمه “هانز فير”.
  • وبالعودة إلى الطالبات والطلاب العرب الذين اشتكوا لي من صعوبة اللغة العربية في المدارس العربية، قلت لهم إنني سأعلمكم أساسيات القواعد العربية خلال ساعة، مما جعلهم يضحكون، فتحديتهم وبدأت بتعريف المضاف والمفعول به والأعداد والمجرور وغيره، فتعلموها بسرعة رهيبة، لكنهم لم يصدقوني لأنهم وجدوا تلك القواعد في غاية السهولة، وهو ما لم يعلمهم إياه مدرّسوهم ومدرّساتهم في المدرسة. لقد قالوا لي إن مدرّسيهم يجعلون تلك القواعد البسيطة تبدو أصعب من نظرية “النسبية” لأنيشتاين، لأن طريقتهم في التدريس عقيمة وبائدة ومتحجرة. وفعلا خرج الطالبات والطلاب الذين قابلتهم مسرورين للغاية لأنهم تعلموا أشياء كانوا يظنون أنها عصية على التعلم. لا بل إن بعضهم بدأ يتصل بزملائه وزميلاته في اليوم التالي ليخبروهم بأنهم تعلموا قواعد اللغة العربية، وأنهم سيتحدون المدرس من الآن فصاعدا. والفضل في ذلك لا يعود إلي بأي حال من الأحوال، بل إلى ذلك اللغوي الإنجليزي الذي علمني اللغة العربية، وجعلني أهضمها وأنقلها للغير بنفس الطريقة البسيطة والممتعة.
  • فيا أيتها الطالبات والطلاب الذين تذمرتم لي من صعوبة اللغة العربية في المدارس العربية، أنصحكم بأن تبحثوا عن كتب إنجليزية وألمانية لتعليم اللغة العربية، فستجدونها أروع وأسهل وأكثر إلماما بلغة الضاد من الكتب التي وضعها بعض المدرّسين العرب الذين يعطونك الانطباع بأن تعلم اللغة العربية أصعب من الصعود إلى القمر.  
  • تباً لكم أيتها المدرّسات والمدرّسون العرب، فأنتم ألد أعداء اللغة العربية. وأنصحكم بأن تتعلموا كيف تعلموا قبل أن تعلموا.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
31
  • نصر عبد الحكيم بليح

    ليست اللغة هى الوحيدة التى تشعرنا بالغربة وسط بلادنا ولكن كل المجالات التى تنافس فيها العرب أبعدتهم عن هويتهم وأفقدتهم آصرة العروبة وارتمى كل بلد عربى فى أحضان مستعمريه السابفين

  • فريد

    لك كل الحق في ما تقول وتصف المدرسون في ايامنا هذه يهمهم الراتب اكثر من التدريس ، حتى ان الاضراب عن التدريس من طرف المدرسين اصبح عادة عندهم او كمعاطف يرتدونها عندما يحل فصل ويغادر فصل اوعندما يملون من التدريس (5 أشهر في السنة ). ونحن مقبيلون على إضراب الله يستر.

  • OOOOO

    Fuck you asshole

  • البربري

    الا ديب الذي يلوم الاساتذة لا يعرف التعليم اين كنت حين ظهرت الاصلاحات التغريبية ام تحب العربية على شاكلة اذهب انت وربك فقاتلا انشر طريقة تدريسك للغة العربية لعل العرب سيقضون على تخلفهم

  • kamal

    desole de ne pouvoir ecrire en arabe mais je voulais tout de nene exprimer ma deception quand a un docteur qui pour moi etait qlq chose mais a partir de cet article ????? il faut soigner ton arabe docteur ton article est bourre de fautes

  • عمر

    assholeيس هناك أدنى شك بأن الكثيرين يسيئون للغة العربية، بقصد أو بغير قصد. فبعض مالكي الفضائيات العربية مثلاً يشجعون العاملين في قنواتهم للإساءة للغة العربية جهارا نهارا، كأن يطلبوا من المذيعات والمذيعين التونسيين مثلاً أن يتحدثوا باللهجة التونسية، واللبنانيين باللهجة اللبنانية، والمصريين باللهجة المصرية، وهلم ما جرى...

    *
    وكأنهم بذلك ينفذون مخطط "سايكس- بيكو" لغوياً، كما لو أنه لا يكفينا هذا التشرذم الجغرافي والسياسي اللذين ولــّدتهما الاتفاقية البريطانية الفرنسية المشؤومة لتشطير العالم العربي، فلا بد، بنظرهم، من تكريسها لغويا.
    *
    أما بعض الأفلام العربية فقد فعلت كل ما بوسعها للنيل من اللغة العربية عندما راحت تصور المأذون الذي يوثق عقود الزواج بطريقة كوميدية، وكأنها تسخر بذلك من كل من يحاول أن يتقن لغة القرآن نطقا ونحوا.
    *
    ولا ننس الكثير من الحكام العرب الذين يتقنون العربية كما أتقن أنا اللغة الصينية، فيظهر بعضهم على شاشات التلفزيون ليقترف مجازر لغوية ما أنزل الله بها من سلطان. والأغرب من ذلك أن بعض حكامنا يتحدث اللغات الأجنبية بشكل أفضل مما يتحدث لغته الأصلية. ناهيك عن أن الكثير من المثقفين العرب المزعومين يجرون الفاعل وينصبون المجرور.
    *
    وحدث ولا حرج عن أولئك الذين يتباهون بكتابة أسماء محلاتهم التجارية باللغة الإنجليزية بدل لغتهم الأصلية. وهنا لا بد من الإشادة بالخطوة السورية القاضية بمنع استخدام غير العربية في كتابة اللافتات وأسماء المحال التجارية، مما اضطر الكثيرين في سوريا في الآونة الأخيرة إلى تغيير واجهات محلاتهم. وهو إجراء جدير بالثناء والتقدير.
    *
    ولو افترضنا أن أصحاب الفضائيات العربية، ومخرجي الأفلام، والحكام العرب، والمتباهين بالإنجليزية على حساب العربية معذورون في عدم الاهتمام باللغة العربية لأسبابهم الخاصة، مع أنها ليست أسبابا وجيهة، فإننا يجب أن لا نلتمس أي عذر لمدرّسات ومدرّسي اللغة العربية الذين من المفترض أن يفعلوا المستحيل للذود عن لغة الضاد وتقديمها بالشكل الأفضل والأسهل للطلاب والطالبات في مدارسنا كي يتخرجوا متقنين للعربية بالشكل الأمثل، وكي تبقى لغة الضاد حية في خطابنا. لكن لو نظرنا إلى طرق تدريس اللغة العربية في المدارس العربية من المحيط إلى الخليج لوجدنا أن المدرّسين والمدرّسات هن ألد أعداء اللغة بامتياز، وهن يشاركن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في المؤامرة على اللغة العربية مع الفضائيات، والحكام شبه الأميين لغوياً، والأفلام، والمفتونين باللغات الأجنبية بسبب عقدة النقص. كيف؟
    *
    جلست قبل أيام مع مجموعة من التلميذات والتلاميذ العرب، وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث عن وضع اللغة العربية في المدارس العربية الخاصة والحكومية، فإذ بالجميع يشتكي بصوت عال من صعوبة اللغة العربية، لا بل إن بعضهم راح يتباهى بلغته الإنجليزية وسهولة تعلمها. فقلت لهم: "ومن أخبركم بأن اللغة العربية لغة صعبة وعصية على التعلم"، فأجابوا بأنهم يجاهدون كثيرا لتعلمها، لكنهم لا يفلحون. وراح بعضهم يشتكي من صعوبة الفاعل، والمفعول به، والمجرور، والمفتوح والمضموم، والمكسور. لا بل إنهم صرخوا بصوت واحد عندما سألتهم عن المضاف إليه في اللغة العربية، وطالبوني على الفور بأن أشرح لهم هذا المصطلح اللغوي المبهم بنظرهم. فسألتهم وهم على وشك الانتقال إلى المرحلة الثانوية: "أولم يعلموكم ما هو المضاف"، فقالوا: "نعم، لكننا لم نفهمه حتى الآن". لقد بدت تلك القواعد البسيطة جدا لغزا محيرا لأولئك التلميذات والتلاميذ، مما جعلني أشعر بحزن شديد. فقد ظننت أن طرق تعليم اللغة العربية في المدارس العربية قد تطورت أسوة بطرق تعليم اللغات الأخرى، لكن، على ما يبدو، أن الأمور ما زالت على حالها، وأن المدرّسين والمدرّسات ما زلن في واد واللغة العربية في واد آخر.
    *
    طبعا لا ألوم التلاميذ والتلميذات اللواتي قابلتهن، لأن الأمر نفسه حصل معي، فقد تخرجت من الجامعة دون أن أعرف ما هو المضاف إليه. وأتذكر أنني تعرفت إلى المضاف إليه بعد ذهابي إلى بريطانيا للتحضير لشهادة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي، قسم المسرح السياسي، إذ عُرض علي قبيل التخرج من الجامعة العمل في هيئة الإذاعة البريطانية، وكان مطلوبا مني اجتياز امتحان اللغة العربية، لكنني لم أكن مستعدا، خاصة وأنني كنت أجهل المضاف إليه، فما بالك بالأعداد أو الممنوع من الصرف، مما حدا بي فورا إلى تعلم اللغة العربية من جديد، وبما أنه لم تتوفر في الجامعة التي كنت أدرس فيها كتب عربية، لجأت إلى كتاب يعلم اللغة العربية بالإنجليزية، وليتني اطلعت على ذلك الكتاب الرائع من قبل، فهو الذي رمم لي لغتي العربية، وجعلني متقناً لها خلال أشهر، لا بل عاشقا لها بعد أن تعرفت على قواعدها السهلة، فاللغة العربية لغة منطقية بامتياز، وقواعدها دقيقة، لكن بمجرد حفظها تصبح اللغة طيعة للغاية.
    *
    تصوروا أنني أمضيت أكثر من عشرين عاما في تعلم اللغة العربية في العالم العربي، ومع ذلك لم أفهم منها إلا القليل، حتى علمني إياها كتاب إنجليزي رائع لكاتب يدعى "رايت". لا شك أنني مسؤول بالدرجة الأولى عن عدم تعلم اللغة العربية، لكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المدرّسات والمدرّسين الذين فشلوا في تعريفنا على المضاف إليه طيلة تلك السنين الطويلة. تصوروا أن الكتاب الانجليزي قدم لي كل القواعد العربية بطريقة مبسطة وسهلة للغاية، مما جعلني استسهل اللغة العربية، وأتحسر على تلك السنين التي أمضيتها وأنا أجاهد لأتقن الجار والمجرور دون جدوى. يا الله تصوروا أننا لا نستطيع أن نعلم لغتنا. تصوروا أن الأجنبي يستطيع تعليمنا لغتنا بطريقة أفضل وأسهل وأبسط وأسرع. وبالمناسبة أفضل قاموس عربي إنجليزي وضعه لغوي ألماني وليس عربي، واسمه "هانز فير".
    *
    وبالعودة إلى الطالبات والطلاب العرب الذين اشتكوا لي من صعوبة اللغة العربية في المدارس العربية، قلت لهم إنني سأعلمكم أساسيات القواعد العربية خلال ساعة، مما جعلهم يضحكون، فتحديتهم وبدأت بتعريف المضاف والمفعول به والأعداد والمجرور وغيره، فتعلموها بسرعة رهيبة، لكنهم لم يصدقوني لأنهم وجدوا تلك القواعد في غاية السهولة، وهو ما لم يعلمهم إياه مدرّسوهم ومدرّساتهم في المدرسة. لقد قالوا لي إن مدرّسيهم يجعلون تلك القواعد البسيطة تبدو أصعب من نظرية "النسبية" لأنيشتاين، لأن طريقتهم في التدريس عقيمة وبائدة ومتحجرة. وفعلا خرج الطالبات والطلاب الذين قابلتهم مسرورين للغاية لأنهم تعلموا أشياء كانوا يظنون أنها عصية على التعلم. لا بل إن بعضهم بدأ يتصل بزملائه وزميلاته في اليوم التالي ليخبروهم بأنهم تعلموا قواعد اللغة العربية، وأنهم سيتحدون المدرس من الآن فصاعدا. والفضل في ذلك لا يعود إلي بأي حال من الأحوال، بل إلى ذلك اللغوي الإنجليزي الذي علمني اللغة العربية، وجعلني أهضمها وأنقلها للغير بنفس الطريقة البسيطة والممتعة.
    *
    فيا أيتها الطالبات والطلاب الذين تذمرتم لي من صعوبة اللغة العربية في المدارس العربية، أنصحكم بأن تبحثوا عن كتب إنجليزية وألمانية لتعليم اللغة العربية، فستجدونها أروع وأسهل وأكثر إلماما بلغة الضاد من الكتب التي وضعها بعض المدرّسين العرب الذين يعطونك الانطباع بأن تعلم اللغة العربية أصعب من الصعود إلى القمر.
    *
    تباً لكم أيتها المدرّسات والمدرّسون العرب، فأنتم ألد أعداء اللغة العربية. وأنصحكم بأن تتعلموا كيف تعلموا قبل أن تعلموا.

  • خالد

    اتفق معك في هذا التحليل يا دكتور فيصل و اضيف ان بعض المدرسين الذين فشلوا في تفسير المواد التي يدرسونها للتلاميذ يجبرون هؤلاء للجوء الى الدروس الخصوصية عند تفس المدرس هل يعقل هذا

  • هدى

    أسخف تحليل قرأته
    اللغة العربية يقضي عليها المجتمع و العامية وليس خطأ الأساتذة إن كنت تحترم كتب الأجانب و تحسن استعمالها بينما تتهم المصادر العربية... على الأقل قدم أمثلة على ادعاءاتك.
    للعلمة تعلمت العربية من حصة "كويتية" رائعة تسمى "إفتح يا سمسم" لم تعد تبث للأسف رغم أنها جعلتنا اطفالا نعشق لغتنا...
    هداك الله يا أخي.. نتعلم العربية من الأجانب؟ ألم تعلم أن الثقافة لصيقة باللغة فأنت تفتح بابا جديدا لمحو ثقافتنا و هذا "عبر تعلم لغتنا"
    هداك الله
    أرجو النشر

  • hamza

    شكرا على مجهوداتك.

  • said

    هل من المعقول ان دكتورا عربيا ينصح بتعلم اللغة من غير مصدرها الحقيقي ، اين سيبويه يا أخي.

  • عبدلله.ب

    اللغة العربية تفوق كل تصور.لكنما العيب فينا.

  • محمد

    يادكتور قل :الطريقه نفسها, ولا تقل: نفس الطريقة

  • عبد العزيز

    الاعتزاز باللغة نابع من الاصالة والتاريخ والحضارة ،ومن لا تاريخ له لا دين له ، ومن احتقر نفسه فلا تنتظر منه يرفع مجتمعه ولا لغته .

  • ferkoun

    اني اتفق معك يا دكتور فيصل نعم مناهجنا الدراسية لو درس بها انشتاين نفسه و بكل عبقريته لكان ماله كما ال اليه معضم الشباب العرب
    لقد درست اللغة العربية كاي جزائري و قد تلاخظ اخطائي في الكتابة ربما تندهش ان الذي كتبها عربي و لكن ما باليد حيلة ان كانت مدرسة اللغة العربية في البلدان العربية مهتمة بالطبخ و الخياطة اثناء التدريس و ضعف شخصية الاساتذة في بعض الاحيان و نقص التكوين في هذا المجال و ضعف مستوى المتخرجين من الجامعات الجزائرية في اللغة العربية ... فاقد الشيء لا يعطيع يا دكتور
    لقد درست اللغة العربية في المرحلة الثانوية و احقاقا للحق كان مدرس اللغة العربية جيد جدا ، و هذا راجع لحبه للغة العربية و حبه للقران الكريم و لكن الواقع يقول ان مدرسين اللغة العربية لم يغيرو مناهج التدريس منذ الاستقلال مما ترك المجال للتدريس بالطريقة الالية التي غاب عنها البحث و التحفيز العلمي
    كما لا يفوتني ان اعترف ان الضعف الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي للعرب ادى الى تراجع هذه اللغة لغة القران الكريم و عدم الاهتمام بها لا داخليا و لا خارجيا و كمثال حي نرى بعض الاباباء يفضلون ان ينادوهم ابنائهم ب papa maman بدل من امي و ابي و الامثلة كثير فالمثقف الذائع في بلدنا هو من يتقن اللغة الفرنسية و الانجليزية و لولا ادراج اللغة العربية في الادارات العمومية في الجزائر و خاصة القضاء (لراجع اصدارات الجريدة الرسمية الجزائرية شهر افريل 2009) لزداد الامر سوءا خاصة بعد تذمر بعض الجزائريين المخظرمين جيل فجر الاستقلال
    و ارى ان الجزائر خطت خطوة اجابية في تعميم اللغة العربية عبر المؤسسات الرسمية و بداية الى اعطاء الاهمية القصوى لهذه اللغة
    ارجوا ان اتواصل مع الدكتور فيصل القسم
    firitari@hotmail.com

  • مفيد

    من فضلكم هل من الممكن عنوان الكتاب

    و بارك الله فيكم

  • مبارك الأولفي

    لم تتقدم أمة عبر التاريخ، إلا بلغتها الأصلية.

  • Ibrahim Sabry

    يا سيدي قل (تخرجت في الجامعة) وليس (تخرجت من الجامعة) وبالمناسبة أنا دارس للأدب الإنجليزي أيضاً.

  • i

    you are talking about learn how to save our language then u want everyone to go find arabic origin in foreigner books i see u are really honest to ur arabic language u told must to save after that u told a good way to lose our trust for rest of life and go trust foreign books i see but everyone read urs must to know u are first one who was already change cos love others and respect than arab so pls dont talk about arab u are not one of them i hope i can write in arabic just i dont have arabic key board in here and i stay now out my arab home but i never had changed same u are good luck and pls be polite when u are talking about every teacher this u cant to do i see this news paper never agree leave comment have little shit but i see u can shit on air back to ur god ask god to forgive u about ur shit words then go study too about how to talk about others

  • فـــــــاطــــــــــمــــــــــة نـــــســــومـــــر

    لقد وضعتك يادكتور فيصل أصبعك على الجرح، فرغم كل ما ذكرت من أسباب تحقير العربية وإضعافها، فإن تعلم القرآن الكريم ولو الحزب الأخير في السنوات الخمس الأولى من الطفولة إضافة إلى وسرد القصص القصيرة والأغاني والأناشيد والحوار المباشر والأنشطة اللغوية اليدوية والسمعية والبصرية والتحفيز بالجوائز والمنافسات الخفيفة لكفيل بأن يشكل ملكة اللغة العربية لدى الطفل لتحصنه باقي سنوات عمره من الغزو اللغوي الأجنبي، لكن هذا لا يحدث بدون تعهد بالتعلم الصحيح والمتواصل للعربية لاسيما في مرحلة الإبتدائي.................. وما نجح الغرب في ذلك إلا بالتعليم المبكر للغاتهم لأطفالهم في مراحل الحضانات والتحضيري بالإعتماد خاصة على النشاطات اللغوية السهلة كالحوار المباشر والأناشيد والأغاني وقراءة القصص القصيرة المشوقة على مسامعهم وحتى في البيوت حين وقت النوم، مع أنهم لا يعلمون أبناءهم اللغات الأجنبية إلى بعد انتهاء المرحلة الإبتدائية من التعليم وانطلاق المرحلة الثانوية منه..... والله أعلم.

  • أمينة

    يارك الله فيك

  • reda

    لقد ذكرتني بالمعجم المفهرس الذي سمعت ان صاحبه انجليزي و هو من اروع القواميس عربي عربي

  • نورالدين عين تادلس

    سيبويه في الجزيرة و نحن لا ندري
    أنت و الله لو قطعوا عنك فلسا ما كتبت حرفا
    اتقوا الله يا تجار الحروف
    انشري يا شروق و لا تتحيزي.....من جزائري

  • نضال

    لماذا لاتنشروا كل التعليقات؟ فأين هي الموضوعية وحرية التعبير؟ ثم لماذا يقول من ينتسبون إلى الجزيرة كل شيء عن الجزائر، ولما نريد أن نوضح أو نرد تمنعون نشر تعليقاتنا؟ فأين المصداقية؟ وأين العدالة؟

  • المهاجر

    المقال جميل و هو محمل بمجموعة لا بأس بها من الأخطاء اللغوية ...و هل كان سيبويه عربيا؟
    لا غرابة يا فيصل في أن تجد مرجعا إنجليزيا مفيدا في اللغة العربية أكثر من أي مرجع عربي آخر.
    أفضل قاموس عربي إنجليزي وضعه لغوي ألماني وليس عربي، واسمه "هانز فير".
    هانز فير مسلم و إلى العروبة ينتسب يا فيصل و أصبح إسمه هاني فيصل

  • بدون اسم

    لماذا لم تتحدث عن اللغة الفرنسية فى مقالك -- هل ذلك خوف من الشعب الجزائرى الذى اظن انك ترتمى فى احضانك فى تلك الظروف الذى اعتقد انك تستطيع استغلالهاجيدا فى تحقيق اهدافك التى لا يعلمها الا اللة---- وانت تعلم جيدا ان الاخوة الجزائريين لا يتقنوا اللغة العربية لارتباطهم الشديد بفرنسا اكثر بكثير من ارتباطهم بالعروبة والقدس

  • moh

    bravo

  • عمر المنشار

    إذا كنت فيصلا قاسما مستعارا فلله درك.وإن كنت حقيقيا فلله درك ياأفصح العرب في القرن الواحد والعشرين ، يكفيك فخرا لغويا من بيت مئات المفاخر اللغوية استفهاماتك الرنانة، وتساؤلاتك البليغة البالغة ....إنك حقا ............عربي

  • ABDO

    raja3to linafsi fatahamto haçati *****wa nadayto qawmi fa7tassabto 7ayati
    ramawni bi 3oqmin fi chababi wa laytani***3aqomto falam ajza3 liqawli 3odati
    ana el ba7ro fi a7cha'ihi doro kaminon *** fahal sa'alo el ghawassa 3an sadafati

  • رضا

    دكتور فيصل اذا الخلل في برامجنا التعليمية وطريقة المدرس في تعليم طلبته,لقد استمعت منذ ايام الى الدكتور احمد زويل في احد الفضائيات المصرية وهو يتحدث على العلم وطرق تدريس العلم بلغة بسيطة وممتعة جدا وباسلوب سهل جدا.
    ارجوا من من مدرسينا ان يتعلموا كيف يعلمون. شكرا دكتور فيصل على مقالك الممتع.

  • algerois

    سبحان الله

  • خديجة الصافية

    لماذا هذا التجني علينا يا اخي فيصل انا استاذة لغة عربية اتحداك ان تكون فصيحا فصاحتي يا دكتور؟