-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بينما تعجز إفريقيا عن الخروج من عنق زجاجة الوباء

أوروبا أنهت منافساتها وباشرت التفكير في الموسم القادم

أوروبا أنهت منافساتها وباشرت التفكير في الموسم القادم
ح.م

انطلق مساء الجمعة، ما تبقى من مباريات عودة الدور الثمن النهائي لرابطة أبطال أوربا بمواجهتين، الأولى بين مانشستر سيتي وريال مدريد، والثانية بين جوفنتوس وليون الفرنسي، واللتين تابعهما الملايين عبر العالم، على أن تجرى مساء اليوم السبت مباراة برشلونة ونابولي من جهة ومباراة بيارن ميونيخ وتشيلسي من جهة أخرى، ما يعني أن أوروبا التي كانت الأكثر تضررا بالجائحة القاتلة، خاصة في البلدان الكروية الكبرى، مثل إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وألمانيا التي تعدّ ملايين الإصابات وعشرات الآلاف من القتلى بفيروس كورونا، أنهت مواسمها الكروية المحلية بأمان وحتى فرنسا أنقذت ما يمكن إنقاذه بإجراء مباراتي الكأس، ومنحت للجمهور بعض مقاعد الحضور.

 كما بدأت مباريات أوروبا ليغ منذ يوم الأربعاء الماضي ثم الخميس، ورابطة الأبطال على أن تنتهي خلال شهر أوت الحالي، ليبدأ التحضير لموسم كروي ما بعد كورونا مبكرا وتعود حلاوة كرة القدم للميادين، بينما بقت القارة السمراء ومنها الجزائر تتخبط في اجتماعات وأقاويل واتهامات، عاجزة عن إيجاد الطريق الصحيح، كما عجز الاتحاد الإفريقي، عن إقناع الدول المعنية بكأسي الكونفدرالية ورابطة أبطال إفريقيا، بأماكن وتواريخ وكيفية لعب النصف النهائي والنهائي المبرمجين مع بداية الخريف القادم فبقيت اللعبة عاجزة عن الخروج من عنق زجاجة الوباء القاتل.

وتبدو القارة الإفريقية هي الأكثر تأخرا في بروتوكولات العودة للمنافسة، فباستثناء تونس وجنوب إفريقيا وبعض الدول في وسط القارة السمراء، مثل بورندي وإثيوبيا التي أعادت المنافسة أو على وشك العودة في أقرب وقت، مع بروتوكولات صارمة من الناحية الصحية قبل الرياضية فإن الكثير من دول القارة السمراء ألغت المنافسة نهائيا وبطريقة ارتجالية، ومنها الجزائر، التي سايرت أوربا في توقيف الدوري وبقية الأقسام، ولم تسايرها في العودة، وستدفع اللعبة مع اللاعبين المحليين الثمن غاليا كما تدفعه بقية المجالات ومنها الدراسة بكل أطوارها، ولحسن حظ الدول الإفريقية الكبرى أن أحسن لاعبيها ينشطون خارج الوطن، وإلا لأضاعت جيلا من اللاعبين وربما صارت نتائجها في المونديال القادم فضيحة، كما حدث في سنة 1974 عندما خسر الزائير في مونديال ألمانيا بتسعة أهداف كاملة.

في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعد ملايين الإصابات وقرابة 140 ألف قتيل بفيروس كورونا عادت اللعبة الشعبية إلى الميادين كما عادت في كندا وفي الكثير من المقاطعات في البرازيل التي تعيش كارثة وبائية بكل ما تعنيه الكلمة، كما عادت اللعبة في دول أمريكا الوسطى العاشقة للعبة كرة القدم مثل السلفادور وهوندوراس وكوستاريكا، وعلى نفس النهج سارت أستراليا وعديد دول القارة الكبرى آسيا، حيث استرجعت الملاعب الكويتية والقطرية وحتى السورية نشاطها، وباشرت العمل على تقديم برنامج جديد للتصفيات القارية والمونديالية حتى لا تضيّع الفرق والمنتخبات مزيدا من الوقت وتحصد خسائر كبيرة رياضيا وماليا وحتى معنويا.

المعروف عن الاتحاد الإفريقي خاصة في عهد الرئيس الجديد أحمد أحمد، أنه يسير على خطا ما يحصل في أوروبا إلى درجة تحويل المنافسة القارية إلى فصل الصيف بالرغم من أن غالبية البلدان الإفريقية حرارتها في فصل الصيف لا تطاق، إلى درجة أن منظمة الصحة العالمية وحتى الفيفا في كأس أم إفريقيا السابقة في مصر 2019، حذرت الكاف من المخاطر التي تحدّق باللاعبين وهم ينشطون في شهر أوت، ومعروف أن القاهرة لا يُحتمل مناخها في الخريف والربيع، فما بالك في فصل الصيف، ولكنها هذه المرة واصلت السير على نفس نهج الأوروبيين ولكنها لم تحثّ الدول الإفريقية ولم ترافقها من أجل أن تتجاوز محنتها كما فعلت الدول الأوربية الكروية الكبرى التي لعبت وباعت مبارياتها ودفعت أجور لاعبيها ونجحت في إنقاذ مواسمها الكروية بأقل الأضرار.

المعادلة الكروية الحالية تقول بأن الأوروبيين يلعبون وأبناء إفريقيا يتفرجون عليهم، وستجد البلدان التي وافقت على إلغاء الدوريات المحلية، صعوبة كبيرة في تسويق نجومها، فمن غير المعقول أن يقبل فريق أوربي أو خليجي أو حتى صيني لاعبا موجودا في راحة تامة من دون أي مباراة ولا مران منذ بداية السنة الحالية، والجزائر من أكبر المتضررين من سوء التقدير الذي ميّز عملية التوقيف التي كانت تقليدا لما وقع في أوربا وعدم العودة التي ربما كانت تقليدا لما حدث في فرنسا التي ندمت على ما فعلت.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ڨولها و ماتخافش

    اما في الجزائر ففرق تسد ضربت الجزائر في حراكها وزادتها في عدم اكمال المباريات وتتويج فريق زاد في الطين بله وكثرت الاقاويل وكان الاجدر اكمال باقي المقابلات و التخلي عن منافسة 20 فريق