-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإنكار‭ ‬لا‭ ‬يفيد‮ ‬‭!‬

الشروق أونلاين
  • 2978
  • 5
الإنكار‭ ‬لا‭ ‬يفيد‮ ‬‭!‬

عبد العزيز بلخادم وصف الحركة التمردية أو التصحيحية الجديدة ضده في البداية، على أنها أمر مضحك، نافيا وجودها من الأصل، قبل أن يقرر بلخادم ذاته، إمعانا ربما في ممارسة الضحك والقهقهة مع المتمردين، تحويل قياديين منهم على لجنة الانضباط التي لم نسمع بها يوما في الحزب‭ ‬العتيد،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التشكيلات‭ ‬السياسية‭ ‬والحزبية‭ ‬غير‭ ‬المنضبطة؟‭!‬

  • بلخادم، ذاته، بشحمه ولحمه، وهو وزير دولة، قال بتاريخ 18 أكتوبر الماضي، أنه لا وجود لأزمة حليب في البلاد، لكن بعدها بأيام قليلة، قررت وزارة الفلاحة، فتح مناقصة دولية للاستنجاد بالمستوردين من أجل التخلص مما وصفته الوزارة، أزمة الحليب الخانقة؟!!
  • قضية نفي الأزمات، وإنكار الكوارث واستبعاد المشاكل، ومناقضة الواقع، هي سلوكيات حكومية متوارثة بين المسؤولين عندنا منذ سنوات، ولعل الأزمة الكبرى، أو أمّ الأزمات، التي جرى نفيها أو التقليل منها، قبل أن يكتشف الجميع، أننا بصدد كذبة كبيرة، هي مشكلة الإرهاب ذاته. فقد أكد وزير الداخلية السابق، نور الدين يزيد زرهوني فيما سبق، القضاء على جرثومة الإرهاب، وتحدث عن بقايا، وهي ذاتها اللهجة التي استعملها الوزير الأول، أحمد أويحيى متحدثا في بيانه الأخير أمام البرلمان، عن مواطنين تائهين لوصف من بقي من الإرهابيين في الجبال(‮ ‬‭!‬‮)‬‭..‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الجديد،‭ ‬المنتمي‭ ‬لنفس‭ ‬حكومة‭ ‬أويحيى‭ ‬وزرهوني‭ ‬وبلخادم،‭ ‬ليتحدث‭ ‬عن‭ ‬إعادة‭ ‬تسليح‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬مواجهة‭ ‬الخطر‭ ‬الإرهابي؟‭! ‬
  • وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمثلة،‭ ‬والنماذج‭ ‬التي‭ ‬تثبت‭ ‬للجميع‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تقول‭ ‬الشيء‭ ‬وتفعل‭ ‬نقيضه،‭ ‬وهو‭ ‬أسلوب‭ ‬يبرهن‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬وصف‭ ‬المواطنين‭ ‬التائهين‭ ‬ينطبق‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬وهلم‭ ‬جرّا؟‭!‬
  • في معظم التحقيقات الأمنية التي يشاهدها الجزائريون في الأعمال التلفزيونية من أفلام بوليسية ومسلسلات، يقول المحقق للمتهم، جملته العادية والمكررة والمعروفة، وهي أن الإنكار لا يفيد، لكن في واقع المسؤولية في الجزائر، مهما بلغت درجاتها، من الأميار إلى الوزراء، نجد أن الإنكار والنفي مفيدان جدا للاستمرار في المنصب وللحفاظ على الكرسي، ولعل  الاعتراف بالخطأ، أو الانصياع للواقع والرضوخ للحقيقة، أضحت هي الأساليب غير المفيدة، وتحولت إلى طرق سريعة، يطير المسؤول عبرها من منصبه، فمتى سنتخلص من سياسة الإنكار لا يفيد، حتى نبلغ‭ ‬مستوى‭ ‬أنّ‭..‬الاعتراف‭ ‬سيّد‭ ‬الأدلة؟‭!!‬
  •  
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • azouz

    ربما بلخادم يريد الإحتفاظ بحقوق تأليف "التصحيحية" لوحده .

  • محمد

    اللي دايو الواد يشد في الريح......هاهاهاهاهاها

  • بلال بلعربي

    مسكينة الجزائر بلاد الملايير تعيش حياة الفقراء البئساء

  • الجنوب المحقور

    الشعب وحده من يدفع هذا الانكار وعدم الاعتراف حتى بالازمات
    والله والله سيأتي اليوم الذي يضحك فيه الشعب على مثل هؤلاء

  • قادة‭ ‬بن‭ ‬عمار

    عيرمكان لاه تفعم في الداير قرن من التحقيق والله ما تفهم حبة ما تعمرش راسك