الاشتغال على مسرحيات عالمية و”راجعين راجعين” مسك الختام

في إطار البرامج المعتادة التي اعتاد عليها المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي في كل سنة، وبعد أيام مسرح الجنوب، جاءت الأيام الوطنية للمسرح الأمازيغي، التي اختتمت فعاليتها يوم الخميس، والتي تضمنت عدة برامج من عروض مسرحية وكذا ندوة فكرية على المسرح الأمازيغي استمتع بها الحضور، عرفت حضور مشاركين من مسارح جهوية عمومية، ومسارح خاصة استطاعوا من خلالها الصعود فوق خشبة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، بالإضافة إلى هذا، قدمت المسرحية الأخيرة من إنتاج المسرح الوطني “راجعين راجعين”، المقتبسة من شهداء يعودون هذا الأسبوع، للمرحوم طاهر وطار.

عن ما ميز هذه الأيام الوطنية، يقول المخرج جمال قورمي: “لعل الشيء الجميل والمميز في هذه الأيام هي المناقشات بعد العروض، اكتشفنا من خلالها أنه هناك جمهورا يريد أن يكون له مكان لتبادل الأفكار والتلاقي مع مختلف الشرائح والمهتمين بالفن الرابع، كان هذا الفضاء عبارة عن جلسات، عرفت تجاوبا كبيرا من طرف الحاضرين بمختلف الاهتمامات، ساهمت بشكل كبير في نجاح هذه الأيام وأعطت فكرة عن الفن الرابع للجمهور الحاضر، من سينوغرافيا والكتابة المسرحية وغيرها، أي زرعت الذوق الفني عند المتلقي”.

أما عن الإضافة التي قدمتها هذه الأيام للمسرح ككل، أضاف المخرج أنها استطاعت أن تخرج من الطابع التقليدي الفلكلوري، حيث أصبح هذا المسرح يشتغل على مسرحيات عالمية على غرار شكسبير، غير أنه حافظ في نفس الوقت على بيئته، لأنه كما يقال المبدع ابن بيئته،  كما سمحت هذه الأيام، باكتشاف كتاب مبدعين، خاطبوا الجانب الإنساني أكثر منه مخاطبة البيئة الأمازيغية وهو شيء جميل، ظهرت من خلال طاقات شبانية كبيرة في كل الاختصاصات، سواء في الكتابة أو الأداء أو الموسيقى، يبقى فقد التأطير والتوجيه وإعطائهم فرصا للحضور وتقديم ما لديهم من أفكار فوق الركح ليصبحوا يوما في يوم ما محترفين، وهذا كله يبشر بأن الحركة المسرحية الجزائرية لا تزال على الطريق الصحيح، والجزائر ولادة في هذا الميدان،كما أنه دليل، على أن المسرح الوطني لم يغلق أبوابه تقريبا طول السنة، وفي حركية دائمة وعمل مستمر ومتواصل، استطاع خلاله القائمون على المسرح في الجزائر، بناء مشروع كبير رغم كل ما يحيط به من عراقيل في بعض الأحيان.