-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الانتعاش في روسيا والإنعاش في “العرش”

الانتعاش في روسيا والإنعاش في “العرش”

لم تمر زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى روسيا، من دون أن تؤلم بعض الأطراف التي سوّقت لاستحالتها في هذا الظرف، وحاولت أن تدخلها إلى دائرة الخطيئة، وعندما تجلت فوائدها، ندبت أمام حائط المبكى، كما جرت العادة في السنوات الأخيرة، خاصة أن حائط المبكى انتقل من القدس إلى الرباط، من خلال الزيارات المتكررة من وزيرة الاتصال الإسرائيلية ورئيس أركان جيش الاحتلال، ورئيس الكنيست الإسرائيلي… وهناك مسؤولون مغاربة اعترفوا بأنّ تقاربهم مع الصهاينة، إنما الهدف منه مطاولة الجزائر، أو تخويفها، حسب زعمهم.

الفتوحات الاقتصادية التي ستتحقق من الشراكة مع روسيا ومن دخول منظمة البريكس، لا يمكن إطلاقا مقارنتُها بما هو واقعٌ حاليا بين كيان يخشى ظله، وبين نظام ملكي في شبه حالة سًكر ثمِل، ومع ذلك ظل الذباب المخزني الذي نعلم جميعا، بأنه المترجمُ الوحيد لأحاسيس النظام الملكي ولرغباته، يقدِّم مقارنات ومحاولات بائسة، لأجل تخدير الشعب المغربي الذي حاولوا على مدار عقود حرمانه من نعمة العقل، بالسماح له بزراعة “الكيف” وترويجه وتعاطيه، ويواصلون الآن عملية تخدير كبرى، من خلال إمطاره بالكذب والبهتان، وإفهامه بأن عدوه الأول هو الجار الجزائري، والصديق الأقرب له هو المحتل الصهيوني، وبلغ الوهن أن أعلنها رجال سياسة وتاريخ وحتى دين من الذين لا يرون إلا ما يراه العرش، والعرش لا همّ له سوى أن يبقى، وليذهب الشعب والدولة إلى الجحيم.

وعندما نقارن ما بين ما كتبته الصحف الغربية بكل أطيافها، وما كتبته الصحف المغربية، عن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى موسكو ولقائه بالرئيس الروسي بوتين، ندرك بأن ما يقوم به النظام المغربي اتجاه شعبه من تضليل، هو جبروتٌ جديد لم يسبق للبشرية وأن عاشته، فمن غير المعقول أن نجد في الكرة الأرضية، إنسانا يصدِّق بأن الجزائر أو أي بلد آخر، به كل هذه الشرور التي يتحدّث عنها الذباب المخزني العفِن، وبأن المغرب أو أي بلد آخر، فيه كل هذه الخيرات التي يتغنى بها هذا الذباب، ومع ذلك يعيش هؤلاء الذين يرون أنفسهم “ملائكة”، حياة الذين يصفونهم بـ”الشياطين” أكثر منهم، فيمرضون بصحتهم، ويفقرون بثرائهم، ويُذلون في عزتهم.

أجمل ما في الانتعاش الذي عرفته العلاقات بين الجزائر وروسيا، أنها مكَّنت الجزائر من تنويع شركائها الاقتصاديين، والاقتراب أيضا من مجموعة “البريكس” التي صار استعجال الانضمام إليها خيارا وطنيا، سيضعنا في مكان سيزيد من تعقيد حالة الإنعاش التي يوجد فيها العرش وأزلامه، من الذين يعيشون حياة الجزائر، وهم لا يعلمون ربما بأنهم قد يخرجوا من حياتهم، في شبه موت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!