-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تجمع بين المتعة والمخاطر.. وغالبية سائقيها أطفال

“التروتينات” الكهربائية.. وافد جديد على طرقات الجزائر

ع. تڤمونت
  • 1240
  • 0
“التروتينات” الكهربائية.. وافد جديد على طرقات الجزائر
أرشيف

انتشرت في الآونة الأخيرة الدراجات الكهربائية أو ما يعرف بالـ”تروتينات” بشكل ملف للانتباه بمختلف المدن الجزائرية، ويأتي هذا الإقبال المتزايد على استخدام التروتينات، خاصة لدى فئة المراهقين والأطفال، في الوقت الذي تحصل فيه وسيلة النّقل تلك على شهرة واسعة، كونها من المركبات صاحبة المزايا المتطورة بالرغم من أسعارها المرتفعة والتي تتراوح بين 9 و13 مليون سنتيم، حسب النوعية والحجم، لكن بالرغم من ذلك فقد تحولت الدراجات الكهربائيّة إلى كابوس لدى سائقي المركبات والراجلين على حد سواء، خاصة بعد أن زاد عددها وسرعتها بشكل كبير، وذلك جراء الاستخدام السلبي لهذه الدراجات الكهربائية التي تضمن حتما متعة مؤقتة لأصحابها، لكن في الوقت ذاته تكون مخاطرها أكيدة.
وأضحى من الصعب تلخيص المخاطر والأضرار الرئيسيّة التي تسبّبها التروتينات، فبالرغم من متعة قيادتها، إلا أن مخاطرها أضحت كثيرة، إذ رغم امتلاك الدراجات المذكورة لمحرك كهربائي، وحسب مهتمين، فإن القانون لا يعترف بها على أنّها “مركبة آلية”، مما يعني أن الحوادث التي تحدث بسبب الدراجات الكهربائية لا تعتبر حوادث سير وفقا للتعريفات القانونيّة لحوادث السير، بالإضافة إلى ذلك، فإن مالكي الدراجات الكهربائية غير مُلزمين بالحصول على “تأمين إجباري”، فيما تعتبر الإصابات الناجمة عن حوادث الدراجات الكهربائية أخطر بكثير من إصابات الدراجات العادية، لكونها أسرع من سابقتها، بسرعة تصل إلى نحو 35 كلم في الساعة، كما اتضح أن أغلب سائقيها من فئة الأطفال والمراهقين، ما يعني جهلهم التام بضوابط قانون المرور.
وتحولت التروتينات، بعد انتشارها الكبير، إلى مصدر قلق وخطورة كبيرة على سلامة سائقيها، لاسيما في ظل غياب ثقافة الالتزام بقوانين والأنظمة المرورية، واتضح – حسب المعاينات الميدانية – أن الكثير من الأطفال الصغار، الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة، يملكون دراجات كهربائية وبالتالي فإن المسؤولية تقع على الأولياء، خاصة إذا علمنا أن ثقافة الالتزام بالقوانين أضحت منعدمة عند غالبية الأطفال، وهي القوانين التي سُنت مثل قوانين باقي المركبات، والتي تسمح للدراجة في هذا الصدد بالسير على حافة الشارع ويمنعها من السير على الرصيف، إلا في حال ما كان هناك مسار مخصص للدراجات، كما لا يسمح القانون بتاتا بقيادة الدراجة، مهما كان نوعها، بدون وضع الخوذة على الرأس.
ويؤكد أصحاب الاختصاص أن “الالتزام بقوانين المرور يمنع الكثير من الحوادث ويخفف الضرر في حال وقع حادث، وأن ارتداء الخوذة لدى سائقي الدراجات، كهربائية كانت أو هوائية أو حتى ميكانيكية، من أهم الأمور الواجب الالتزام بها”، كما أشار هؤلاء إلى أن “الدراجات الكهربائية مثل السيارات فهي بحاجة بين الفينة والأخرى للصيانة، خاصة ما تعلق بالفرامل التي يستوجب تفحصها دوريا وذلك تفاديا لوقوع الكوارث، خاصة على الطرقات المنحدرة. فيما يرى هؤلاء أنه قد أضحى من الضروري تخصيص مسارات خاصة بالدراجات الهوائية والكهربائية وذلك قصد حماية مستعمليها وبالتالي تفادي القلق والخطر الذي يتعرض له الراجلون وسائقو المركبات.

حوادث سير.. على الرصيف!
وفي الموضوع فقد تبين أن الدراجات الكهربائية أضحت تستخدم للأسف بشكل خاطئ وسلبي، وذلك من خلال المراوغات الخطيرة التي يقوم بها سائقوها، سواء على الأرصفة أو الطرقات، ما يتسبب في إصابة الراجلين في أقدامهم أو سقوطهم أرضا على رؤوسهم، فيما قد يكون السيناريو أخطر في حال السقوط باتجاه الطريق، علما أن أغلب سائقي وراكبي الدراجات الكهربائيّة أضحوا صغارا في السن وقليلي الخبرة، فيما تعتبر الدراجة بمثابة وسيلة نقل غير ثابتة نسبيا مقارنة بالسيارة ذات الأربع عجلات، علما أن الراجل لن يتوقع في هذه الحالة تعرضه للدهس وهو يسير على الرصيف وأن أسوأ حالات الاصطدام تكون لدى كبار السن، بسبب بطء هروبهم من الخطر من جهة وضعفهم جسديا لمقاومة صدمة الدراجات الكهربائية، هذه الأخيرة التي تأتي مفاجئة، إذ عكس المركبات الميكانيكية، فإن الدراجات الكهربائيّة لا تحدث ضجة مما يصعب التنبّه لها، وهو نفس سيناريو القطارات “الصامتة” التي خطفت العديد من الأرواح.
وينصح المختصين سائقي التروتينات بإلزامية ارتداء الخوذة وتثبيت وسائل تبرز وجودهم على الطرق من عاكسات الضوء والمصابيح والأجراس والمنبهات والملابس المناسبة منها ملحقات السلامة على غرار واقيات الركبة وباقي المفاصل، كما يُمنع استخدام الهاتف المحمول أو الاستماع إلى الموسيقى أثناء ركوب الدراجة، فيما تمنع الثقافة المرورية ركوب الدراجة أثناء عبور ممر المشاة، أين يستوجب على السائق النزول من دراجته والمشي كما ينصح هؤلاء الأطفال، من راكبي الدراجات الكهربائية وحتى الهوائية، بضرورة معرفة قواعد المرور والامتثال لها على غرار الإشارات المرور والإشارات الضوئية ومؤشرات الاتجاهات مع أهمية إعطاء حق الأولوية للراجلين وغيرها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!