-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التفكير في الأمن .. لا التخويف به

التفكير في الأمن .. لا التخويف به

لعلّ أكبر ما يتفق عليه الجزائريون اليوم هو أنهم ينعمون بالأمن في ربوع وطنهم، وهي نعمة كبرى لا ينكرها إلا جاحد، ولا يغمط حق القائمين والساهرين عليها إلا حاقد أو ناكر للجميل، لذلك تجدهم يَقبلون بالتفكير في الملفات المطروحة في هذه المناسبة الانتخابية لتُصبح منظومتنا الأمنية أكثر فعالية أو تُعزز بشرعية انتخابية حقيقية وعدالة مُنصفة وتنمية شاملة، إلا أنهم لا يقبلون البتة بأن يُخيّروا بين اللاأمن والأمن، كما يسعى البعض إلى طرحه من خلال سياسة التخويف.

إن المكتسبات الأمنية التي حققتها بلادنا كبيرة والتضحيات التي تم تقديمها ومازالت تقدم لأجل ذلك لا تُقدر بثمن، لذلك فإن الأسئلة التي ينبغي أن تُطرح اليوم وينبغي أن يجيب عليها الجميع بما في ذلك السياسيين في برامجهم هي كيف نواجه التهديدات الأمنية الجديدة المحيطة بنا؟ كيف نتمكن من أن تكون لدينا سياسة أمنية فاعلة مع ما يحدث في دول الساحل الجنوبية ودول الجوار؟ كيف يصبح المواطن جزءا من السياسة الأمنية التي تعتمدها الدولة وليس فقط غاية من غايتها؟

يبدو لي أننا بلغنا مرحلة من الوعي بأهمية الأمن الشامل لم تبلغها الكثير من الدول التي لم تعرف التجربة التي عرفناها، ونحن الآن على أبواب مرحلة جديدة تقوم على الانتقال إلى مستوى آخر من الأمن هو أمن الإنسان بمختلف مكوناته، ولا يحق لأي كان أن يعيدنا إلى التفكير في المربع الأول للأمن، كما أننا امتلكنا من الخبرة ما يكفي لأن نقترح استراتيجيات أمنية على جيراننا تقوم على تلك المقاربة الشاملة التي لا تفصل بين الأبعاد الأمنية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

إن الطرح الجزائري اليوم ارتقى إلى مستوى التفكير في كيفية تطوير استخدام أرقى الوسائل التكنولوجية والعلمية سواء في مجال مراقبة الحدود أو مكافحة الجريمة المنظمة وتبييض الأموال أو وضع استراتيجيات شاملة للتعاون في المنطقة، والمرحلة الحالية مواتية لتعزيزه بطرح وطني أكثر شمولية يجعل منه سياسة يتبناها المواطن بوعي تام لتحقق نتائجها المرجوة.

وهنا يأتي دور البرامج السياسية، وفي هذا المستوى وبهذه الكيفية ينبغي أن تتدخل، أما السير باتجاه ذلك الخطاب الذي يُخيّر الجزائريين بين الأمن واللا أمن دفعة واحدة، كما يفعل بعض المترشحين لاستمالة الناس أو تجنيدهم أثناء الحملة الانتخابية الحالية من خلال التخويف فينبغي الرجوع عنه.

لقد أصبحت لدى الجزائريين المناعة الكافية والوعي الكافي بأن الزمن اليوم هو للتفكير وليس للتخويف، وأن الأمن غاية تُصنع وليس وسيلة يتم التهديد بها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • Kada

    الغايةتبرر الوسيلةهي النظرةالميكيافليةلهذا النظام الفاشل والفاسد.ما تقوله حقيقة ان الامن يصنع.فهو تفكرفيه عقول الشرفاءمن ابناءالشعب ويخطط له عباقرةالجزائر وينفذه الملخلصين من ابناء الوطن المؤمنين حقا بامن الوطن و المواطن وسلامتهما. للكل الوطن وكل الجزائريين وليس لفئة معينةكالتي تقطن المناطق الخضراءالمشددة الحراسة.فبدل مايفكر ساكنيها في الغايةالتي يصبوا لها كل الجزائريين تراهم يفسدون ويجعلونها وسيلةمن اجل تخويف المواطنين ان هم لم يقبلوابمايقولون ومايفعلون وبمايعملون بعنادمقيت ممكن يؤدي بناللمجهول

  • بدون اسم

    التهديد الخارجي للأمن يستغل الفجوات التي بالداخل، فمنها يتسلل و يستغها لزعزعت الاستقرار الداخلي..فهو يستغل الفقر لدى الفئات المحرومة و يستغل الحقرة و الظلم المسلط على فئة أخرى و يستغل المجرمين و اللصوص في إثارة الفوضى بالسرقات و القتل و الخطف... إذن يجب تحسيس الناس بالأمن و حمايتهم من عصابات الاجرام حتى يكون الشعب كله درعا واقيا في وجه أي تهديد أجنبي...

  • بدون اسم

    الأمن و الاستقرار الذي يتحدثون عنه و يخوفون به الناس يجب تعزيزه بثقة الناس فيمن يكحمهم و يسير أمورهم؟ صحيح تلك الأيام السود و الحمر التي عشناها في تلك العشرية تقريبا انتفت؟ لكن برز ارهاب من نوع آخر، السرقة، الاجرام، الخطف...فعندما لا يشعر الانسان بالأمن لا على ماله أو روحه أو ابنه و....و إذا صرخ لا أحد يجيبه...يجب أن نعزز الأمن الداخلي أولا للشعب، فإن حققنا ذلك فلا خوف بعد ذلك من التهديد الخارجي؟