-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التيسير في الميسر

عمار يزلي
  • 1739
  • 3
التيسير في الميسر

ما إن رميت الملعقة جانبا، ودون أن أسأل من أين لكم بفطور اليوم، لأني لم أذهب للسوق منذ زمن ولم أعط دينارا واحدا لأي أحد من مدة، رميت بضع خطوات واقفا باتجاه باب الخروج أهم بالالتحاق بالمقهى حيث تجتمع الشلة للحديث حول نتائج المونديال ولعب الدومينو والروندة والبوكير من أجل الشامية وقلب اللوز. غير أني في آخر خطوة تذكرت المغرب. فقلت أعود وأصليها قبل أن أخرج، ثم عدلت عن الأمر بحجة أني “مقلق”.. من الصباح وصحابي يستناوني في القهوى، البرطية راها بدات! طولت عليهم. قلت سوف أصليها عندما أعود (صليتها في وقتها..قبل صلاة العشاء، التي صليتها قبيل الصبح وأخرت صلاة الصبح إلى ما قبل المغرب!).

في المقهى، كان الدخان يحجب الأنظار (أحسن! كان يحجب عني على أقل رؤية بعض الكمامير! بعضهم كان يعمل معي وبعضهم عملت عنده وبعضهم الآخر لم أعمل له شيئا ولكني أكرهه هكذا لوجه الله.. هكذا…من عندهم! يبدون لي “أنتيباتيك” دون أن أعرفهم!

ولأنه لم يكن في جيبي لا مال ولا أعمال، بعد أن صرفت نحو مليون سنتيم من أجل ضمان نومة مريحة في شهر رمضان! صرفتها على تأثيث البيت وسلامة أمني حتى لا أرى ولا أسمع من الصباح إلى المساء!، فقد راهنت على الربح، لأن الخسارة تعني بالنسبة اليوم أن “أكردي” وأنا “الكريدي” عندما أبدؤه، لا أخرج منه! كريدي، يتبع كريدي حتى أني لا أجد “إينيتي” واحدة في هاتفي استعملها للضرورة “باش نبيبي”!” الكريدي ما كانش..مع أن الكريدي كاين!. الحمد لله ربي جاب التيسير في الميسر، وكنت أنا وبوشعور صاحبي قد تغلبنا على الثنائي العتيد “القاوري وعوج الركالة”، وأكلنا الزلابية وصباع القاضي والشامية حتى قلنا فيكس! إضافة إلى القهاوي وأتايات والدخان! بقينا على هذا الحال إلى غاية الساعة 4 صباحا. الحمد لله لم يكن قد بقي الكثير من الناس في المقهى، مما زادنا إصرارا على إطالة أمد الليل (يا ليل طول أو لا تطول، لابد لي أن أسهرك)..هذه الأغنية تذكرني بأنه في العصر الأخير من حضارة الأندلس، كنا لا نختلف كثيرا عن حضارة “آمالوس” التي نعيش فيها! لا يهم..ما يهمني هو أننا ضربنا الثنائي القاوري وعوج الركالة” بعشر برطيات مقابل واحدة! البرريزل يا محاينك البريزيل!

تركنا المقهى وهم يسيقون وكنا نحن أربعة فقط! عندما دخلناها لأول مرة بعد المغرب كنا عشرة، ثم بعد صلاة التراويح تضاعف العدد ثلاث مرات، وبقي يتضاعف إلى غاية منتصف الليل ثم بدأ في التناقص تدريجيا، إلى أن بقينا نحن الأربعة في الدور النهائي! وصلنا إلى “لافينال” (لو خسرت، لكنت قد بقيت أسيق القهوى!)

دخلت البيت، ومصاريني تعوي كالكلب! (الكلب يعوي أم يزأر؟ ماذا يقولون عنه؟ ..ما علاباليش؟)..مصاريني كانت تخور مثل القرد..وتزغرد مثل الدجاجة..مررت مرور الكرام على الثلاجة أسألها عن صحتها وعن أحوالها، ففتحت فمها فارغة. ثم قلت :أسلم على “الفور” فورا، قبل أن أذهب لأصلي المغرب والعشاء ثم أنام، فلم أجد فيه شيئا مدسوسا لا مالحا ولا مسوسا! (بورطان، موالفين يدسو الماكلة فيه..! بدلوا الطيكطاك؟؟)..سنرى تحت السداري! هااا..جبرته! طاجين بالكفتة والدنجان..! تعالى يا حبيبي..اشتقت لك ياروحي..وأشرع في التهامه، به بما أعطاه الله! دون أن أسأل نفسي لمن هذا الحق أو لماذا هذا الباطل! (قبل أن أكتشف أنه كان أكلا فاسدا لثلاثة أيام خلت، تركت هنا لأجل القطة التي لم تدخل منذ يومين للبيت).

وذهبت لأنام وبطني يمووووء! 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • Mohamed

    Tu reste toujours fort Ammar, mais malheureusent tes histoires sont trés courtes!!! fort bezzaf

  • jazair

    Fort bezaf!!!!! tu me rappelles l'ecrivain egyptien Abdelkader El Mazeni

  • Abdellah

    الله يرحم ليك الوالدين يا خويا
    الان و قد قرات مقالك و شبعت ضحكا ساطفي لوردينلتور و نوض نحوس علي باش نتلها و نجيب المغرب
    من بعدها يا ليل طول او لا تطول ......