-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يتعارفون في الأسواق والحافلات وعلى مواقع التواصل

“الثقة العمياء” في الأغراب.. أوصلت للوقوع ضحية جرائم بشعة

نادية سليماني
  • 5943
  • 0
“الثقة العمياء” في الأغراب.. أوصلت للوقوع ضحية جرائم بشعة
أرشيف

كثرت في الآونة الأخيرة، قضايا السرقة المتبوعة بالقـتل، والغريب فيها أن الضحايا يعقدون صفقات مع أناس مجهولين عبر مواقع التواصل، أو أشخاص يلتقونهم لأول مرة، بعد أن يثق الضحايا في غرباء ويسلمونهم أموالهم وأنفسهم، بعدما يتنقلون إلى ولايات بعيدة للقائهم، وينتهي بهم المطاف مقتولين ومرميين في الغابات والأحراش.
كثيرة هي قضايا القتل البشعة التي سجّلتها المصالح الأمنية مؤخرا، والتي يكون دافعها السرقة، وغالبية هذه القضايا تعرف فيها الضحايا على “قاتليهم أو سارقيهم” عبر منصات التواصل الاجتماعي، فيثقون فيهم ثقة عمياء ويسلمونهم أموالهم طواعية، وهم يُمنون النفس بالظفر بصفقة العمر.
من أبشع القضايا التي حصلت مؤخرا، جريمة مقتل شابين من ولاية برج بوعريرج، واللذين اعتقدا أنهما ظفرا بصفقة “ذهبية” لشراء الأورو بسعر منخفض، فجلبا معهما مبلغ 8 ملايير سنتيم لتسليمه للبائعين الوهميّين بالجزائر العاصمة.
وحسب معطيات الجريمة، فإنّ الضحيتين لم يخبرا أحدا بالصفقة، وإلاّ لكانا تلقيا ربما النصح من أي أحد، لينتهي بهما المطاف مقتولين بعد سرقة أموالهما.

يصطادون ضحاياهم من أسواق السيارات
وسبق لمحكمة الجنايات بالجزائر العاصمة، معالجة قضية مقتل شاب على أيدي عصابة سرقة بالعاصمة، فالأخيرة كانت تصطاد ضحاياها من أسواق بيع السيارات، حيث تم استدراج الضحية إلى فيلا بمنطقة الكاليتوس بالعاصمة، بحجة مراقبة سيارة الضحية قبل شرائها وتسليمه المال، لينتهي المطاف بالضحية مقتولا في تلك الفيلا.
ويثق كثير من المواطنين، في غرباء بمواقع التواصل الاجتماعي، ويتنقلون إليهم مهما بعدت المسافة، ومنهم شاب من ولاية البويرة حضر إلى العاصمة لشراء سيارة، فحاصره البائعان الوهميان، وسرقا منه المال وهربا.

تعارف بالحافلة انتهى بجريمة اغتصاب وتعذيب
وتلجأ العصابات إلى حيل مختلفة للإطاحة بالضحايا، ومن القضايا التي عالجتها محكمة جنايات العاصمة، قصة سيدة أربعينية ومطلقة كانت تبحث عن عمل، فالتقت امرأة مجهولة بحافلة نقل المسافرين، وتبادلا الحديث. السّيدة الأولى أخبرت “الغريبة” عن وضعيتها الاجتماعية المزرية فوعدتها بمساعدتها في إيجاد منصب عمل، بعد تبادلهما أرقام الهواتف.
وفي أحد الأيام اتصلت “الغريبة” بالمطلقة تخبرها بوجود عمل بمصنع موجود في منطقة مهجورة، وما عليها إلا انتظارها في مكان معين لتصطحبها للمكان، وهو ما حصل.. ولكن المرأة أخذت ضحيتها إلى عصابة رجال، قاموا باغتصابها بالتناوب في جلسة خمر، وتمكنت الضحية من الهرب بعدما أمضت ليلة مع مختطفيها، الذين كانوا ينوون التخلص منها قتلا، حسب حديث سمعته.

حذار من الثّقة في صفقات “الفيسبوك” المُغرية
ويؤكد المحامي جمال بن زهرة، بأنّ غالبية قضايا القتل تكون بهدف السرقة، كما أن الضحايا تعرفوا فيها على المجرمين، عن طريق الصدفة، سواء في السوق أو في الحافلة أو عبر منصات التواصل الاجتماعي. والغريب حسب قوله لـ “الشروق” أن الضحايا يعقدون صفقات مالية أو اجتماعية مع المجرمين في ظرف دقائق، وهم لا يعرفون عنهم شيئا، وهو ما جعله ينصح المواطنين، بعدم الثقة في أي شخص “حتى ولو التقيته لعشرات المرات، خاصة عندما يتعلق الأمر بتعاملات مالية، أو بمواعيد لقاءات في أماكن بعيدة عن التجمعات السكانية أو داخل منازل.. فلا تدري ما ينتظرك”.
وبخصوص صفقات البيع والشراء، ينصح المحامي بتفادي صفقات “الإنترنت” مهما كانت مغرية، قائلا “تأكد بأن الصفقات الذهبية لا توجد في الإنترنت، خاصة إذا كانت مبالغها المالية ضخمة جدا”.
وأشار المحامي إلى أن العدالة تقف بالمرصاد لعصابات السرقة، وتكيف جرائهم إلى جنايات تتراوح عقوبتها بين 20 سنة وقد تصل إلى غاية السجن المؤبد والإعدام، خاصّة إذا كانت جريمة السرقة مصحوبة بالقتل والتعدّد والكسر واستغلال عنصر الليل والتعذيب، ومع ذلك على المواطنين الحذر، لأنّ غالبية قضايا السرقة تنتهي بالقتل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!