-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لسير مشاريعهم وسهولة حياتهم اليومية

الجزائريون مجبرون على استخدام التكنولوجيا

نسيبة علال
  • 1133
  • 2
الجزائريون مجبرون على استخدام التكنولوجيا
ح.م

تطور العالم سريعا في السنوات العشر الأخيرة، بوتيرة مبهرة، جعلت التكنولوجيا تتحكم في أبسط التعاملات اليومية، وتتولى أتفه الوظائف الروتينية التي يحتاج إليها البشر، لكننا في الجزائر ظللنا بعيدين نوعا ما عن تطبيق هذه القاعدة نحو التطور، إلى غاية قدوم الفيروس الصيني كورونا، الذي أجبرنا على اللحاق بركب التكنولوجيا.

على سبيل التقاعس في التعلم والتطبيق، أو ربما هو انعدام الثقة، ما يجعل الجزائريين يفضلون الأساليب التقليدية في المعاملات، كالبيع والشراء، لقاءات العمل، التخطيط لمشاريع، الحصول على معلومات وخدمات متنوعة..

المعاملات التجارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي

تشير إحصائيات أجراها طلبة كلية العلوم الاقتصادية بجامعة الجزائر، دالي إبراهيم، إلى أن 0.8 في المائة من الأفراد هي فقط نسبة الجزائريين الذين يثقون في الباعة على الفضاء الافتراضي، ويقبلون على اقتناء سلعهم وعقد صفقات شراء دون أي ضمان. هذا الأمر يعتبر من نتائج التراجع الرهيب والفوضى التي تسود السوق الإلكترونية في الوطن، وافتقار هذه الأخيرة إلى قوانين تحكمها وتنظم نشاطها. مؤشرات، وإن استمرت في البروز، غير أنها صنعت واقعا مغايرا في ظل الحجر المنزلي، الذي فرضته كورونا على العالم منذ أشهر، إذ تغيرت الأنماط الاستهلاكية للأفراد، وتم ترشيد نفقاتهم، وبشكل غير مرتقب، فقد توجه الجزائريون صوب ثقافة بيع وشراء جديدة، متى أغلقت المحال التجارية وأضحى أصحابها بلا دخل، واضطر المواطنون إلى لزوم منازلهم، مع الحصول على سلع ضرورية وحتى كماليات بأي أسلوب، حتى لو اقتضى الأمر دفع تكاليف التوصيل، أو اقتناء منتجات بغير أثمانها. تقول مريم: “مر رمضان، وكان علي تجهيز منزلي الجديد ببعض الأواني، لم أقتن من قبل سلعا عبر الإنترنت، ولكنني لجأت مجبرة إلى صفحات البيع عبر الفايسبوك، ثم اقترب العيد، وكنت قد اكتسبت ثقة في هذا النوع من التجارة، فطلبت ملابس لي ولأطفالي. والغريب، أنني أفكر في اعتزال عناء التسوق، كل ما يخطر ببالي أصبحت أبحث عنه عبر الفايسبوك، وأحظى بتوصيله حتى باب منزلي..”.

الاجتماعات الافتراضية تنقذ شركات من الهلاك

من كان يتخيل أنه سيأتي اليوم الذي يجلس فيه إلى طاولة قاعة الضيوف أو بمكتبه المنزلي، ويجري اجتماعا مع زملائه في الشركة، يناقش قضايا العمل، ويجد الحلول ويوجه أو يتلقى التعليمة عبر شاشة صغيرة، ويطل على البقية من عين غاية في الصغر.. لقد غيرت كورونا الكثير من القواعد الصارمة للمؤسسات العمومية والخاصة، وفي الوقت الذي منحت الأفراد حرية أكبر في العمل والإنجاز، ظلت محافظة على المواعيد ومنسوب الصرامة الذي لا يحتمل أن يعلو عليه تأخر أو غياب أي موظف. فقد حل تطبيق زوم، سكايب، واتس آب، وغيرها من الفضاءات الافتراضية، محل قاعات الاجتماعات، وأصبحت القرارات والرؤى تنبثق انطلاقا من هذه المنصات، التي لجأ إليها العالم في فترة العزل الصحي. عبد الحليم جواد، رب عمل، صاحب وكالة عقارية بتيبازة، لم يحتمل توقف العمل والخسائر التي باتت تلحق مؤسسته وفروعها، فباشر أسلوب عمل جديدا، قائما على التواصل الافتراضي، بحيث يعقد اجتماعا كل أسبوع مع فريقه: “… تفاديا للتقارب الاجتماعي، بتنا نتواصل عبر الإنترنت، نقدم المستجدات، ونتحاور بخصوص الزبائن والخدمات التي نقدمها، الأمر أصبح عمليا أكثر، واحترافيا وشفافا، عكس ما كان يبدو لنا في السابق..”. أما وليد، وهو موظف حكومي بشركة عمومية كبيرة، يشغل منصب مطور واب، فيقول: “في الأصل، عملنا لا يستوجب وجودنا في الشركة، رغم ذلك أعمل عادة بدوام كلي، ولكن الحجر المنزلي جعل المسؤولين في الشركة يؤمنون بهذه الفكرة، وقد يستمرون عليها مستقبلا، فبقائي في هدوء في منزلي الخاص، جعل عملي أكثر احترافية وسرعة، وتمكنت من إتمام خارطة الموقع الإلكتروني الجديد للشركة في ظرف قياسي..”.

بالإضافة إلى كل هذا، دفعت عزلة كورونا الكثير من الآباء إلى طلب مساعدة أبنائهم في الولوج إلى عالم الإنترنت، بحثا عن ضالتهم على أرض الواقع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • sohbi

    تختارون عينة ويقاس عليها المجتمع ،كلذي يتكلم باسم الشعب .
    طلبت البطاقة الذهبية منذ 08اشهر لحد كتابة هذه الاسطر لم اتحصل عليها .ليس لدي ثقة تماما .

  • قناص قاتِل الشـــــــــــر

    وش من تكنولوجيا راهم يهدرو عليها