-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الإرهاب و"الحرقة" وتجارة الأسلحة والبشر

الجزائر الأولى عربيّا في مكافحة الجريمة المنظمة

بلقاسم حوام
  • 4095
  • 0
الجزائر الأولى عربيّا في مكافحة الجريمة المنظمة
أرشيف

تمكنت الجزائر من احتلال المرتبة الأولى عربيا في مواجهة الجريمة المنظمة، ضمن تقرير حديث لمؤشر “الجريمة المنظمة العالمية” 2021، الصادر عن المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

وأعد هذا التقرير بتمويل من وزارة الخارجية الأمريكية وبدعم من الشرطة الدولية “أنتربول” ومعهد الدراسات الأمنية، وبالاستعانة بـ350 خبير من جنسيات مختلفة، حيث تصدرت الجزائر والأردن وتونس المراتب الأولى عربيا ضمن قائمة البلدان التي تعرف أقل انتشار للجريمة المنظمة، بينما صنّف التقرير ذاته سوريا والعراق ولبنان وليبيا والسودان من بين البلدان التي تعرف أكبر انتشار للجرائم المنظمة.

كحلوش: محاربة المخدرات المغربية وأسباب أخرى بوّأتها الصدارة

واعتمد التقرير على مؤشرات عدة، من بينها سوق الجريمة ومدى انتشارها، والجهات الفاعلة فيها وطرق مكافحتها وردعها، ولفت إلى أن إجراءات غلق الحدود التي فرضتها جائحة كورونا ساهمت في انتشار التجارة غير المشروعة وانتشار تجارة الأدوية واللقاحات المزيفة، وأن تجار المخدرات تمكنوا من إيجاد طرق لإدخال بضائعهم في شحنات الإمدادات الأساسية.

كما أشار التقرير إلى أن جائحة كورونا تسببت في انتشار معدل البطالة، مما ساهم في انتشار الجريمة بمختلف أنواعها، وصُنّف الاتجار بالبشر كأخطر الجرائم وأكثرها انتشارا في العالم، لتليه تجارة القنب غير المشروعة والاتجار بالأسلحة.

وفي هذا الإطار، كشف الباحث في الدراسات الأمنية والإستراتيجية، نبيل كحلوش، عن الأسباب والمؤشرات التي جعلت الجزائر تحتل المرتبة الأولى عربيا في مكافحة انتشار الجريمة المنظمة، مؤكدا أنه يجب في البداية تحديد المفاهيم الرئيسية لتعريف الجريمة المنظمة التي تتعلق بالإرهاب والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والأسلحة وترويج المخدرات والتجارة السوداء وغيرها من التحديات الأمنية والاقتصادية الجديدة التي باتت تؤرق الدول وتتسبب في صراعات إقليمية وقارية لمكافحتها.

وأوضح نبيل كحلوش في تصريح لـ”الشروق”، أن موقع الجزائر الجغرافي الذي جعلها تجاور أخطر بلد في ترويج المخدرات وهو المغرب، جعلها تكتسب خبرة كبيرة في مواجهة هذه السموم، وفي مقدمتها القنب الهندي، خاصة وأن الجزائر تمتلك مع هذا البلد حدودا برية تتجاوز 1000 كلم، ما صنفها من الدول الرائدة عالميا في مكافحة ترويج المخدرات، “وهذا ما تكشفه يوميا قيمة المحجوزات الكبيرة لهذه المواد المخدرة خاصة في الحدود الغربية”.

وأضاف محدثنا أن المؤشر الثاني الذي مكّن الجزائر من الصدارة عربيا في مواجهة الجريمة المنظمة، هو إطلالتها المتوسطية واعتبارها بوابة إفريقيا نحو أوروبا، وهو ما جعلها تبذل جهودا كبيرة في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، وهذا ما تبينه التقارير الدورية التي تكشف يوميا عن توقيف أعداد كبيرة من “الحراقة” من مختلف الدول الإفريقية والتصدي لعصابات الاتجار بالبشر والسلاح.

ويتعلق المؤشر الثالث، حسب نبيل كحلوش، بامتلاك الجزائر لصحراء شاسعة تربط الشمال الإفريقي بدول الساحل، التي تشهد اضطرابات أمنية خطيرة، ما جعل الجزائر تملك خبرة في مواجهة الجماعات المتطرفة، خاصة في السنوات الأخيرة، إذ تشهد العديد من الدول الإفريقية انفلاتا أمنيا غير مسبوق، ساهم في تزايد نشاطات التهريب والاعتداءات الإرهابية والسرقة وتجارة الأسلحة والبشر.

ومن الأسباب التي مكّنت الجزائر أيضا من امتلاك الخبرة في مواجهة الجريمة المنظمة، “هي العشرية السوداء التي جعلت بلادنا تمتلك تجربة طويلة في مكافحة الإرهاب، وصدّرت هذه التجربة للعديد من الدول، من خلال مؤتمرات جعلت من تجربة الجزائر عنوانا عالميا للتصدي للإرهاب بمختلف جرائمه وتجريم الفدية، كل هذه المؤشرات جعلت الجزائر تمتلك تجربة وخبرة وظفتها في مكافحة الجريمة المنظمة، الأمر الذي بوأها لاحتلال مناصب مرموقة على المستوى القاري والإقليمي”، وفق الخبير المحلل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!