-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحدث والدروس

الشروق أونلاين
  • 1144
  • 0
الحدث والدروس

على الرغم من مرور 5 سنوات كاملة على واقعة 11 سبتمبر 2001 بنيويورك الأمريكية، إلا أن الحدث لايزال حيّا في الأذهان والوجدان وكأنه وقع منذ لحظات، ليس فقط لهول الكارثة على أمريكا الذي تجاوز هول كارثة بيرل هاربور، التي أنزلها اليابانيون على الكبرياء الأمريكي في خضم الحرب العالمية الثانية، ولكن أيضا لأنه أصبح يتحكم في رسم السياسات الحاسمة للدول والتكتلات الجهوية والإقليمية ومازالت بعض المجموعات والأفراد تعتبره معجزة أو أعجوبة من أعاجيب الماضي والحاضر أن قامت مجموعة بسيطة من الأفراد وبوسائل عادية جدا باختراق كامل المنظومة‮ ‬الدفاعية‮ ‬الأمريكية‮ ‬الأحدث‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬وألحقت‮ ‬خسارة‮ ‬فادحة‮ ‬بهيبة‮ ‬أمريكا‮ ‬العسكرية‮ ‬والسياسية‮ ‬والاقتصادية‮ ‬خاصة‮ ‬بأن‮ ‬استهدفت‮ ‬رمز‮ ‬جبروتها‮ ‬المصرفي‮ ‬والمالي‮ ‬ممثلا‮ ‬في‮ ‬البرجين‮ ‬التوأمين‮.‬
سالم زواوي
أمريكا لحد هذه الساعة لا تزال تتذرع بحدث 11 سبتمبر لبسط هيمنتها المطلقة على العالم بقوة الحديد والنار والبطش بالشعوب العربية والإسلامية باستعمال كل الإمكانيات والأسلحة، بما فيها أسلحة الإبادة الجماعية والدمار الشامل وهذا ما تفعله في العراق، لبنان وأفغانستان وما تريد أن تفعله بالسودان والصومال وإيران وسوريا، بدعوى ملاحقة الإرهاب العربي الإسلامي الذي سبب زلزال 11 سبتمبر في أمريكا وهذا على الرغم مما لا يزال يقال من طرف الخبراء حول هذه الأحداث ومصدرها وأهدافها وإمكانية أن تكون مختلقة اختلاقا من طرف اللوبي اليهودي العالمي لتأليب القوة الأمريكية على العرب والمسلمين والإسراع بالإطاحة بهم بدعوى ملاحقة الإرهاب الدولي والقضاء عليه في كل مكان تشتم رائحته فيه حتى أصبح الإرهابي المطلوب هو العربي المسلم الذي لا يدين بالولاء لإسرائيل وأمريكا ونظامها العالمي الجديد.
وفي الوقت الذي استغلت بعض الدول البعيدة عن تداعيات الحدث، خاصة الغربية منها، الاندماج في السياسة الأمريكية لما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 لتأكيد هويتها واستقلاليتها بحضاراتها وسياساتها وثقافاتها بطريقة أو بأخرى عما تريد أن تفرضه أمريكا على العالم من أحادية وهجانة وهمجية، نجد أن غالبية الأنظمة العربية المستهدفة بشعوبها وحضارتها واقتصادها من هذه السياسة الأمريكية الإسرائيلية تتسابق إلى إعلان الولاء لأمريكا وإسرائيل. كما ثبت من خلال المواقف من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، بالاندماج المطلق دون قيد أو شرط في سياسة ما يسمى بمكافحة الإرهاب الدولي إلى الدرجة التي أصبح بعضها ينكل بشعوبه ومواطنيه ويرهن ثروات بلاده من أجل نيل رضا أمريكا والحصول على مكانة في سياستها القائمة على معاداة العرب والمسلمين.
وهذه‮ ‬هي‮ ‬النتائج‮ ‬والدروس‮ ‬الوحيدة‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تزال‮ ‬تستنتج‮ ‬من‮ ‬أحداث‮ ‬11‮ ‬سبتمبر‮ ‬التاريخية‮ ‬بالنسبة‮ ‬للشعوب‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية‮ ‬وربما‮ ‬ستظل‮ ‬كذلك‮ ‬لحقب‮ ‬طويلة‮ ‬طالما‮ ‬ظل‮ ‬هؤلاء‮ ‬الحكام‮ ‬في‮ ‬الحكم‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!