-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الرد الإيراني يشل الكيان الصهيوني ويربك حلفاءه…

الرد الإيراني يشل الكيان الصهيوني ويربك حلفاءه…

أكثر من مؤشر يدل على أن الرد الإيراني بضربة صاروخية، مهما قال عنها المهزومون، خلق وضعا جديدا في منطقة الشرق الأوسط، إن لم نقل في العالم، وهذه بعض المؤشرات الدّالة على ذلك:

ـ1 خلافا لما كان يتباهى به الصهاينة بأنهم سيقومون إن عاجلا أو آجلا بضرب إيران، وكان ذلك بمثابة التخويف الكبير لكل بلدان المنطقة، العكس هو الذي يحدث، الكيان الصهيوني هو الذي يتلقى الضربة من إيران ويجد نفسه في وضعية ردة الفعل، وتكون هذه المرة الثانية التي يجد فيها نفسه في مثل هذه الحالة في أقل من 7 أشهر، بعد الأولى التي كان الفضل فيها لكتائب المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر عند إعلان بدء معركة “طوفان الأقصى”.

ـ2 لأول مرة يتم ضرب عمق دولة الاحتلال بصواريخ من خارج الدول المحيطة به، وهذه الصواريخ على خلاف تلك التي ضربه بها الرئيس العراقي صدام حسين سنة 1991، هي من صنع البلد المهاجم وليست مستوردة أي أن عملية إنتاجها ستستمر في حال بقاء الحرب مدة طويلة، ولن يتدخل طرف خارجي للتأثير في قرار استخدامها من عدمه.

ـ3 على خلاف معركة “طوفان الأقصى”، تم تنفيذ الرد الإيراني بعد الإعلان عنه، من دون خوف من ردع مسبق لهذا الرد، ولا شك في أنه لن يحقق أهدافه.. وبعد التنفيذ، تبيّن فيما بعد أن كذبة إسقاط 99% من المسيّرات والصواريخ الإيرانية ما هي إلا دعاية إعلامية للظهور بمظهر القوي، حيث أن المصادر الصهيونية ذاتها أصبحت بعد يوم واحد من ذلك الادعاء تتحدث عن إصابة 7 صواريخ بالستية لأهدافها، وتم الاعتراف الرسمي بضربة منطقة عسكرية واحدة على الأقل هي مطار “نيفاتيم” في الجنوب المحتل الذي كانت تنطلق منه طائرات F35 الأمريكية ـ الصهيونية التي ضربت القنصلية الإيرانية في دمشق، وأعطت المبرر القانوني لإيران باستخدام حق الدفاع عن النفس.

ـ4 المسألة الأخرى المثيرة للانتباه، أنه لولا الحماية الأمريكية – البريطانية المباشرة لأجواء الكيان، لما تمكّن من مواجهة حتى المسيّرات الإيرانية، فما بالك بالصواريخ البالستية، وهذا يبيّن أن قدراته العسكرية خارج الحلف الغربي وبعيدا عن الدعم الأمريكي بالتحديد ليست بتلك الصورة  التي يتم الترويج لها في حال تعرضه لهجوم من قوة إقليمية تصنع أسلحتها بنفسها مثل إيران، وسارت شوطا بعيدا في مجال القوة الصاروخية وهي الآن سيدة قرارها في مجال الدفاع عن النفس أو صد هجوم خارجي، عكس الكيان الصهيوني الذي لا يستطيع اتخاذ أي قرار من دون الرجوع لصانعيه والمحافظين على وجوده وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والتحقت بالمجموعة في المدة الأخيرة ألمانيا وبقية الدول الغربية بدرجات متفاوتة في الدعم والتأييد.

ـ5 أما الرسالة الأعمق في هذا الرد، أنه أنهى تلك الصورة الوهمية التي أعطاها  الكيان الصهيوني عن نفسه أنه أرض الأمن والاستقرار وواحة الديمقراطية وحقوق الإنسان، لقد  قدّمت حرب الإبادة على غزة الدليل الحي على عدم احترام الصهاينة للروح البشرية وحقوق الإنسان في حدها الأدنى كاحترام دفن ضحايا مزاجره أو تجنّب القتل العمدي للأطفال والنساء والشيوخ.. خلافا لما قامت به الجمهورية الإسلامية في إيران حيث لم تستهدف التجمعات السكانية ولا البنى التحتية، وكان أسهل عليها، إنما استهدفت مناطق عسكرية انطلق منها العدوان على القنصلية الإيرانية أو كانت داعمة له. وقد تمت ملاحظة كيف أن الإعلام الصهيوني ركّز الأضواء، ليلة الرد الإيراني، على مدنه الرئيسية في محاولة يائسة منه لتقديم إيران كدولة تستقوي على المدنيين وليس على الجيش الصهيوني.

هذه الإشارات الواضحة يبدو أنها أغاضت الكثير من المتخاذلين وأصابتهم بالإحباط، إلى درجة أنهم تجاوزوا حتى الصهاينة أنفسهم في محاولة منهم للتقليل من أهمية هذا التحول النوعي في التعامل مع الكيان وجعله يضطر مع حلفائه لمراجعة الكثير من حساباتهم بعدما رأوا كيانهم المصطنع بات يختنق تدريجيا، في انتظار ضربات أخرى أكثر قدرة على شل قدراته التي طالما استقوى بها علينا عقودا من الزمن، وما ذلك على الله بعزيز…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • على عبد الله الجزائري

    في القمة كالعادة استاذ سليم