-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

السياسة الواضحة.. جدا

الشروق أونلاين
  • 3223
  • 0
السياسة الواضحة.. جدا

لا يوجد أوضح من السياسة الفرنسية الحالية، فرجل قصر الإليزي الأول يفي لحد الآن بكل الوعود التي قطعها على نفسه أثناء حملته الانتخابية على الأقل على الصعيد الخارجي

  • فقد وعد بالوقوف مع اسرائيل، ووعد بقطع الطريق على تركيا الساعية لدخول الإتحاد الأوروبي، ووعد بعدم الاعتراف بجرائم الحرب التي اقترفتها فرنسا في حق شعوب الجنوب وكان فعلا عند وعوده، وأكد أن لا سياسة أوضح من السياسة الفرنسية التي تقول وتسعى وتفعل.
  • فقد تمكن الرئيس نيكولا ساركوزي من بعث الاتحاد المتوسطي وزار كل الدول المتوسطية الجنوبية ولم يبق أمامه سوى شوط واحد ليجمع إسرائيل بأعدائها الأزليين ضمن اتفاقية جوار عجزت مختلف السياسات الأمريكية المتعاقبة عن تحقيقها وجاءت رباعية دمشق التي أقحم فيها تركيا وقطر اللتان لهما علاقات مباشرة وغير مباشرة مع اسرائيل ليتمكن من مد جسور غير مرئية ما بين سوريا واسرائيل عجزت كوندوليزا رايس وبوش ومن سبقهما عن مدها وتمكنت فرنسا في مشروع الاتحاد المتوسطي واجتماع الرباعية من الوفاء بعهودها في العمل لأجل مصالح اسرائيل وتمكن من العمل لإقناع تركيا بأنها غيرأوربية ومكانها هو ملاقاة الجنوبيين في الاتحاد المتوسطي وجيرانها من قارة آسيا مثل سوريا وقطر وطبعا الكيان الاسرائيلي.
  • أما عن الاعتراف بالجرائم التاريخية المقترفة ضد الجزائريين، ففرنسا لم تستفزها أبدا الخطوة الإيطالية وقابلت الاعتراف الإيطالي والتعويضات المحتملة لليبيا باللامبالاة، وبمزيد من العمل في الملف الروسي الجورجي والاسرائيلي السوري وطبعا لا حديث عن الملف التاريخي الجزائري الفرنسي.
  • قد تكون فرنسا أكثر إدراكا من الولايات المتحدة وأنجلترا بأن اسرائيل تمر بأصعب مرحلة منذ تأسيس دولتها الصهيونية منذ نصف قرن، خاصة بعد الصفعة الاستراتيجية والتاريخية العنيفة التي تلقتها من حزب الله، والقوة النووية المنبعثة في المنطقة متمثلة في إيران الدولة الوحيدة في العالم التي مازالت تتحدث عن ضرورة إزالة إسرائيل، وعدم جدوى تهديد سوريا دون التمكن من المساس بها، فقد تأكدت فرنسا بأن وضع حزب الله في قائمة الإرهاب وتهديد إيران وعزل سوريا مجرد فقاعة أمريكية قد تنطفئ نهائيا عندما يغادر بوش في الأشهر القليلة القادمة البيت الأبيض، لأجل ذلك اقتربت من سوريا ومن إيران ومن حزب الله.. ولكن كل ذلك من أجل مصلحة اسرائيل التي كانت معها فرنسا دائما وأبدا ظالمة أو .. ظالمة..

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!