-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الطلاق الأسود

الشروق أونلاين
  • 3578
  • 0
الطلاق الأسود

ما الذي يدفع شابا جزائريا إلى القذف بنفسه في البحر لبلوغ الضفة الأخرى؟ وما الذي يدفعه إلى الحياة في سواد الليل لجمع المال؟

  • وما الذي يدفعه بعد ذلك إلى الارتباط بعجوز في الغابرين أوربية الجنيسة أو مريضة بالسرطان ميؤوس من حالتها نظير حصوله على بطاقة إقامة وجنسية فرنسية أو سويسرية مقابل مبلغ مالي يصل إلى خمسة آلاف أورو؟… أسئلة مازلنا نبحث لها عن إجابات ملونة فنتحدث عن العمل بالأسود وعن الزواج الأبيض لأجل البقاء في الخارج، والحقيقة أنه طلاق أسود من الوطن الأم وبالثلاث من خلال المجازفة بالروح في رحلة الهجرة، والتضحية بعلاقة الزواج المقدسة لدى الجزائريين، والتفريط في الأهل وفي القيم الاجتماعية والروحية والانسلاخ من الذات بالبحث عن جنسية وهوية أخرى بدل جنسية الآباء.
  • للأسف يقدم المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة تناقضات أشبه بالطلاسم، والألغاز، فكلنا نحفظ عدد الشهداء المقدر بالملايين وكلّنا نطالب باعتراف فرنسا بجرائمها ومع ذلك يركع شاب جزائري متعلم وفي كامل قواه البدنية والعقلية والاجتماعية أمام عجوز فرنسية يمنحها شبابه وماله وصحته من أجل أن تمنحه ورقة زواج يحصل بها على الإقامة والجنسية الفرنسية التي من المفروض أن الجزائريين رفضوها بالدم وبالنار، وعندما يصبح زيدان وبن زيمة وناصري الذين يلعبون للعلم الفرنسي وللنشيد الفرنسي أبطال لدى كل الجزائريين فمعنى ذلك أن الباحث عن الجنسية أو المغامر لأجلها والمضحي بنفسه وبهويته وبعرضه له مبرراته، خاصة أن الألم صار أكبر من التحمل، فالباحثون عن الزواج الأبيض ليسوا بطالين فقط، بل فيهم أصحاب المراتب الأولى في جامعاتنا وليسوا رجالا فقط، بل فيهم من بناتنا اللائي يدفعن المال من أجل أن يتزوج منهن فرنسي أو إيطالي، وقوارب الحرڤة صارت مزدحمة بالأطفال والنساء والجامعيين وحتى بالكهول.
  • السؤال يجب أن لا يطرح في الضفة الأخرى بحثا عن جمال فرنسا والفرنسيات ونظام العمل والعيش هناك وإنما لماذا يهرب الشباب من هنا ولماذا يتزوجون بالأبيض من فرنسيات وفرنسيين ويطلقون بالأسود بلدهم ومجتمعهم؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!