-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكرم النووي والسكوت الأمريكي

الشروق أونلاين
  • 2655
  • 0
الكرم النووي والسكوت الأمريكي

سالم‮ ‬زواوي
salllem003@yahoo‭.‬fr

أيام زيارة الزعيم الليبي الأخيرة إلى فرنسا مرت على كثير من الفرنسيين خاصة السياسيين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وكأنها ألف سنة من الضيافة الثقيلة والضيوف غير المرغوب فيهم، على الرغم من أنه حمل لهؤلاء الفرنسيين حقائب مليئة بأكثر من 10 ملايير دولار حقيقية مقابل مشاريع استثمارية وهمية أو غير قابلة للتحقيق خاصة في مجال الطاقة النووية، تماما كما كان الأمر قبل ذلك بقليل بالنسبة لكل من المغرب والجزائر خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لهما ووعوده بالمساعدة على تطوير الطاقة النووية فيهما.ويتساءل كثير من الملاحظين والمراقبين عن سر سكوت الولايات المتحدة الأمريكية عن سيل هذا الكرم النووي الفرنسي على دول المغرب العربي والذي أثار حفيظة إسرائيل – خاصة فيما يتعلق بالجزائر- ولكنه لم يحرك شعرة واحدة من رأس الرئيس جورج بوش أو كوندوليزا رايس، على عكس‮ ‬ما‮ ‬يجري‮ ‬مع‮ ‬إيران‮ ‬وكوريا‮ ‬الشمالية‮ ‬وبعض‮ ‬بلدان‮ ‬أمريكا‮ ‬اللاتينية‭.‬
والجواب عن هذه التساؤلات موجود في ثنايا المواقف التي بدأت مختلف الأوساط السياسية ومعاهد الدراسات والاستراتيجيات وأقطاب صناعة القرار الأمريكي في بلورتها والقذف بها بالجملة والتقسيط، عبر وسائل الإعلام الدولية وخاصة منها القنوات الفضائية العربية، والتي مفادها أن من يحكم البلدان المغاربية، في ظل الغياب الكلي لأبسط القواعد الديمقراطية ودولة القانون، هم مجموعة أشخاص أو أنظمة مخابراتية، كما تسميها بالتحديد، من صنع المخابر المخابراتية الفرنسية تتحكم فيها فرنسا بدقة متناهية ولذلك لا خوف من انزلاقات أو انحرافات البرامج‮ ‬النووية‮ ‬لهذه‮ ‬الدول‮ ‬المغاربية‮ ‬مادامت‮ ‬تحت‮ ‬سيطرة‮ ‬دولة‮ ‬ديمقراطية‮ ‬كبيرة‮ ‬كفرنسا‭..‬‮ ‬أو‮ ‬هكذا‮ ‬تتصور‮ ‬أمريكا‭..‬
ثم إنه، وبعيدا عن هذه الاعتبارات الأمريكية أو زيادة عليها، فإن فرنسا قد أحكمت قبضتها تماما على الميدان النووي في هذه البلدان وتعاونها معها هو افتراض أكثر منه حقيقة، تريد قبض ثمنه قبل التفكير فيه، وبالنسبة للجزائر التي تثير مخاوف بعض الأوساط الاسرائيلية أكثر من غيرها وحتى لو كانت لها نوايا نووية مخيفة أو مشبوهة، فإنها لن تجد ما تخصبه لتكون خطرا مثل إيران مثلا بعد أن استحوذت فرنسا على كامل مصادر اليورانيوم الجزائري الذي قد يحول إلى اسرائيل لإنتاج مزيد من القنابل النووية بعد أن كانت صحراء الجزائر سنة 1967 ميدانا‮ ‬لتجريب‮ ‬أول‮ ‬قنبلة‮ ‬نووية‮ ‬اسرائيلية‮ ‬تحت‮ ‬المظلة‮ ‬الفرنسية،‮ ‬خاصة‮ ‬بالنظر‮ ‬لأصول‮ ‬الرئيس‮ ‬الفرنسي‮ ‬الجديد‮ ‬ودفاعه‮ ‬عن‮ ‬السياسة‮ ‬الاسرائيلية‮ ‬في‮ ‬تقليل‮ ‬العرب‮ ‬والفلسطينيين‮ ‬واستعمال‮ ‬كل‮ ‬الأسلحة‮ ‬المتاحة‮ ‬لذلك‭.‬
وحتى لو شككت فرنسا في قدرتها على مراقبة هذه البرامج النووية الافتراضية في نهاية المطاف، فإنها ستسلمها لقمة سائغة للطائرات الاسرائيلية لتدمرها عن آخرها، وهاهو أسلوبها الذي عودتنا عليه خاصة في العراق حيث جلبت أكثر من 3 ملايير دولار للمساعدة على إنشاء مفاعل تموز‮ ‬النووي‮ ‬ثم‮ ‬قامت‮ ‬بتسليمه‮ ‬للسلاح‮ ‬الاسرائيلي‮ ‬الذي‮ ‬دمره‮ ‬عن‮ ‬آخره‮ ‬وفي‮ ‬رمشة‮ ‬عين‭.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!