-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المجتمع العربي الإسلامي وإشكالية القابلية للتغيير الحضاري

محمد بوالروايح
  • 1955
  • 30
المجتمع العربي الإسلامي وإشكالية القابلية للتغيير الحضاري
أرشيف

كل شيء في عالم الحضارة قابل للتغيير وهو ما اصطلحت على تسميته “القابلية للتغيير الحضاري” التي تعني أن لا شيء ثابت في عالم الحضارة بل كل شيء قابل للتغيير ولكن من خصائص هذا التغيير الحضاري أنه لا يحدث عفو الخاطر وإنما يكون نتيجة لجهد إنساني، فإذا انتفى الجهد الإنساني انتفى التغيير الحضاري لأن الإنسان هو قطب الرحى في هذه العملية وهي النتيجة المنطقية التي عبر عنه مالك بن نبي رحمه الله بقوله: “غير نفسك تغير التاريخ”.

قد يتفق معي كثيرون بأن المجتمع العربي الإسلامي قد فقد قدرته على التغيير الحضاري ليس عن رغبة منه ولكن لأنه أصبح مسلوب الإرادة بعد أن عمل الاستدمار عمله في تجريده من عناصر القوة الكامنة فكان العقل العربي المسلم أول ضحايا هذا الاستدمار وبسقوط العقل سقط معه كل شيء، سقط الاجتهاد الذي أصبح لا يعني في عرف الفقهاء سوى الاجتهاد في مسائل الدين وترك الاجتهاد في مسائل الدنيا وهجره الفقهاء وربما حرمه وجرمه بعضهم، وسقط الاقتصاد وتحول المجتمع العربي الإسلامي إلى مجتمع مستهلك بامتياز يقتات على الفتات ويرضى بأن يكون مجتمعا ناميا أو سائرا في طريق النمو على الـتأبيد كأنما خلق ليكون تابعا لغيره قابعا في ظله.

 تحاول النخبة العربية الإسلامية منذ عقود كسر حالة الجمود والركود التي تميز المجتمع العربي الإسلامي والدعوة إلى تظافر الجهود من أجل تغيير ما يمكن تغييره عملا بقاعدة: “ما لا يدرك كله لا يترك جله” ولكنها تصطدم بواقع مر وهي أن حالة المجتمع العربي الإسلامي حالة مزمنة وأنها تحتاج إلى عملية تغيير حضاري طويلة الأمد نتيجتها في النهاية غير مأمولة بسبب التراكمات التاريخية الكثيرة والمعقدة.

وتحاول تيارات فكرية إحداث التغيير الحضاري المنشود في المجتمع العربي الإسلامي ولكنها تغرق في التوصيف وتثقل أسماعنا بالحلول الصورية التي تقترب من الصور الشعرية والأدبية من شاكلة ما يكتبه بعض الشعراء والأدباء الذين تغلب على كتاباتهم وخطاباتهم لغة القواميس وشعرية امرؤ القيس فلا تجد فيما يكتبون شيئا ذا بال في الأساس يصلح لأن يكون منطلقا لإحداث التغيير الحضاري ولو على سبيل الاستئناس.

إن التغيير الحضاري ليس قصيدة شعرية ولا صورة أدبية، إنه عملية حضارية معقدة تستدعي جملة من المهارات واجتماع الكفاءات، وتستدعي قبل هذا إحاطة وافية بمظاهر الأزمة الحضارية التي هي وليدة انتكاسة حضارية قديمة.

إن تعطيل السنن الاجتماعية قد أسهم في تعطل عملية التغيير الحضاري في المجتمع العربي الإسلامي ومن ذلك التخلي عن الإرادة الجماعية التي هي سر قوة كل الأمم في سيرها نحو الحضارة، وهذا رغم أن في نصوصنا الإسلامية ما يحفزنا لذلك كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ . قال: لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل”. إن الأحادية وغياب الإرادة الجماعية هي سبب الغثائية التي أصابت المجتمع العربي الإسلامي ولا ينتظر من هذه الأحادية المفرطة في الغالب أن تكون عاملا من عوامل التغيير الحضاري خاصة إذا علمنا أن هذه الأحادية كثيرا ما ترتبط في العقلية العربية والإسلامية بالأنانية والنرجسية.

لقد استطاع الغرب إحداث التغيير الحضاري لأنه أحسن استثمار موروثه الحضاري واستطاع بعد فترة أن يوحد إرادته ويقيم كيانا سياسيا واحدا في الوقت الذي عجزنا فيه نحن عن إقامة كيان ثقافي موحد يجمع شتات الثقافة العربية الإسلامية، والسبب في ذلك ظاهر وهو أننا أصحاب فلسفة أحادية ونظرة نرجسية ولا يؤمن أكثرنا بما يسمى العمل العربي الإسلامي المشترك إلا ما كان من باب الدعاية الإعلامية والصناعة الشعرية والخطب الوعظية.

إن فلسفة التغيير الحضاري توجب علينا أن نوجد في المجتمع العربي الإسلامي هيئة معرفية تحسن قراءة واستقراء التراث الحضاري وتجتهد في تقديمه للأمة في قالب عقلي واقعي قابل للتطبيق يتحول فيه المشروع الحضاري النظري إلى بناء حضاري مادي.

إن فلسفة التغيير الحضاري تقتضي منا أن نعمل بالتوجيه القرآني: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، فتغيير الذات من شأنه أن يحرك فينا ملكة التغيير الحضاري فاجتماع الأنا الذاتي في الأنا الجمعي سيحقق التغيير الحضاري.

يجب أن نعترف بأن بيننا وبين التغيير الحضاري الحقيقي بعد المشرقين ولكن هذا لا ينبغي أن يمنعنا من التفيكر في استعادة الثقة بالنفس، صحيح أن الزمان قد استدار ولكن إمكانية العودة قائمة لأن من خصائص الدورة الحضارية الديمومة وعدم التوقف.

 ينبغي أن نضع في الحسبان ونحن نتحدث عن دورة الحضارة أن هذه الدورة لا تنتظر الفاشلين ولا القابعين في دركات التخلف ينتظرون معجزة خارقة تنتشلهم من الضياع من دون أن يقدموا الأسباب أو يعدوا للتغيير الحضاري عدته، فقد قال الله سبحانه وتعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.

لا يبدو أن التغيير الحضاري في المجتمع العربي الإسلامي وشيك بالنظر إلى الواقع المعيش البئيس الذي نعيشه ولكنه مع ذلك ليس مهمة مستحيلة، فمتى توفرت الإرادة استعدنا مكاننا في سلم الحضارة.

هناك من يربط عجزه عن التغيير الحضاري بالإسلام وهذه مغالطة كبرى، فمتى كان الإسلام عائقا عن التقدم ومانعا للتطور وقد عبر الشاعر العراقي الراحل “معروف الرصافي” عن هذا تعبيرا بليغا بقوله:

يقولون في الإسلام ظلما بأنه  يصد ذويه عن طريق التقدم

فلو كان ذا حقا فقد تقدمت    أوائله في عصرها المتقدم

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
30
  • م.ب ( يتبع)

    الاخ المعلق رقم 26. أولا أنا رقم 25؛ وليس 26 . أنت 26 . مادام . جوبت نفسك بفسك . أدذا تعليقك هي منتهية الصلاحية .بشهادتك! ثانيا صدقني .انني لست من الذين تقصفهم بتاليقك. أو هكذا.! ثالثا . أنا جزائري الهوى؛ والهوية عربي قح. أمازيغي حر اسلامي الروح. أبناء وطني سواسية عندي لافرق بين عربي؛ وامازيغي حر.أومن قوميات أخرى .المهم جزائريون.! رابعا . أن لست سبابا؛ ولاشتاما؛ وقداحا ؛ ولامخون .. تربيتي ؛ وشيمتي العربية الامازيغية الحرة لا تسمح لي بذلك .! الا في حالة الدفاع عن الثوابت ؛ والذاكرة الجماعية للامة الجزائرية . تراني أهل الجاهلين . ! خامسا أنا مربي . أنشر المحبة ؛ والاخوة ؛ والوحدة بين أبناء

  • محمد

    فمتى توفرت الإرادة استعدنا مكاننا في سلم الحضارة. الإرادةبكل أشكالها وصنوفها .

  • صالح بوقدير

    التغيير الحضاري ممكن ولكنه يتطلب شرطا مفقودا لحد الآن وهو الحرية لأن يدونها يسقط التكليف

  • حقائق مرة لكنها حقائق

    للمعلق 26 : كل من تجرأ بقول الحقائق التي طبعا تغضب الكثيرين بل كل من تجرأ بوضع الأصبع على الجرح الا ويتهم بالعمالة والخيانة وعدو الوطن والكافر وعدو الإسلام وعدو اللغة العربية والحقد والجهوية ...... وغيرها من الإتهامات والشتائم الى درجة مل الجميع من هذا النوع من الخطابات التي يمكن القول أن صلاحيتها إنتهت منذ سنين وبالتالي فلا داعي لأن تجهد نفسك وتضيع وقتك في إرسال رسائل لن تجد آذانا صاغية

  • م/ أولاد براهيم.

    المتأمل في مقالات الاستاذ ؛ و نوعية التعاليق حولها . يستخلص.. أن كل جملة ؛ أو فقرة ؛ أو كلمة ؛ أو نصف كلمة كـ عر.. أو .. أس.؟! تجد بعض المتربصين؛. الحاقدين. الذين ملأت الايديولوجية ؛ والجهوية الضيقة قلوبهم.وعميت ابصارهم ؛ وتجمدت عقولهم ؛ وتوقف تفكيرهم عند بداية ذاك الحدث في ذات اليوم ؛ وذات المكان .؟ ولم يدركوا بعد .. أن ليس في الكون ثابت . فما كان حقيقة في يوم ما.؟ سيصبح ولو بعد حين رمادا تذروه الرياح. ! أليس من المفيد ؛ والاجدر لنا . أن نتناول مثل هذه المواضيع بالموضوعية العلميةالمطلوبة ؛ ونخضعها للمنطق بعيدا عن الافكار المسبقة؛ بعيدا عن التشنج. وكأننا في دورة تدريبية لتصفية حسبات..؟!

  • ج . ج . المقدس

    نعم كل شيء في هذا العالم قابل للتغيير لكن أصعب تغيير هو تغيير العقليات لتتماشى مع العصر كيف لا حين يفكر العرب والمسلمين يعقول القرن 7 في القرن 21 كيف لا حين يريد العرب المسلمين تطبيق نظريات عصر الجمال والكهوف في زمن الأقمار الصناعية وناطحات السحاب كيف لا حين يرفض العرب المسلمين كل من إختلف عنهم دينا ورأيا وفلسفة ... ويعتبرونه عدوا وجب القضاء عليه كيف لا حين ترفض الأقليات الدينية واللغوية في البلدان الإسلامية أي في بلدانها : المسيحيين والأكراد والأمازيغ والأيزيديين ... فتعيش الإستبداد والإغتيالات والمطاردات ... من قبل الحكومات أحيان والإرهابيين أحيانا أخرى .. والمهازل تتواصل

  • TADAZ TABRAZ

    المجتمع العربي الإسلامي وإشكالية القابلية للتغيير الحضاري ... الخرافات والأساطير والدروشة .. من جهة العلم والمعرفة من جهة أخرى خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا ولأن العرب والمسلمين إختاروا الخيار الأول فكان لهم ما أرادوا : التخلف والجهل و والتطرف والإرهاب ...

  • GUGU

    يقول المؤرخ وعالم الإجتماع العراقي علي الوردي : وعيب العرب الأكبر أنهم مولعون بالحذلقات اللغوية والشعرية في زمن نحن أحوج الناس فيه إلى ما ينير لنا سبيل الحياة ويشجع النبوغ والابداع في الأفراد ، همّ أحدنا أن يكتب بحثاً عن أحد الشعراء البائدين أو يؤلف كتاباً عن رفع الفاعل ونصب المفعول به أو يلقي خطاباً رناناً عن مجد الأجداد ثم يهتف منشداً : حسبنا أننا عرب

  • GUGU

    طبيعة العرب إختصرها العديد من علماء الإجتماع وعلى رأسهم إبن خلدون : ... بطبيعة التوحش الذي فيهم .. ينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب خطر .. العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب .. أن العرب ابعد الناس عن الصنائع والسبب أنهم أعرق في البداوة وأبعد عن العمران الحضري ... من الغريب الواقع أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم ... وصدق القائل : العرب نيام فإذا تعرت إمرأة إستيقظوا !!

  • ثانينه

    اولا تغير انت ثم اطلب من الاخرين ان يتغيروا مازلت تستفر سكان شمال افريقيا باستعمالك العمدي للمصظلح المجتمع العربي الاسلامي ان سياسه الاقصاء اكل عليها الدهر وشرب عليك ان تحترم كل مكونات هدا الشعب التاريخ واضح في المساله فلما الهروب نحو الامام الشعوب المغاربيه امازيغيه الهويه وكفي من تزييف الواقع والسياسات العربيه فاشله لان منطلقها فاشل والجامعه العربيه لاحدث يقتاه منها المصريون نحن ننادي بمغرب الشعوب دون اقصاء اي كان

  • جمهورية الجهل المقدس

    نعم كل شيء في هذا العالم قابل للتغيير لكن أصعب تغيير هو تغيير العقليات لتتماشى مع العصر كيف لا حين يفكر العرب والمسلمين يعقول القرن 7 في القرن 21 كيف لا حين يريد العرب المسلمين تطبيق نظريات عصر الجمال والكهوف في زمن الأقمار الصناعية وناطحات السحاب كيف لا حين يرفض العرب المسلمين كل من إختلف عنهم دينا ورأيا وفلسفة ... ويعتبرونه عدوا وجب القضاء عليه كيف لا حين ترفض الأقليات الدينية واللغوية في البلدان الإسلامية أي في بلدانها : المسيحيين والأكراد والأمازيغ والأيزيديين ... فتعيش الإستبداد والإغتيالات والمطاردات ... من قبل الحكومات أحيان والإرهابيين أحيانا أخرى .. والمهازل تتواصل

  • TADAZ TABRAZ

    المجتمع العربي الإسلامي وإشكالية القابلية للتغيير الحضاري ... الخرافات والأساطير والدروشة .. من جهة العلم والمعرفة من جهة أخرى خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا ولأن العرب والمسلمين إختار الخيار الأول فكان لهم ما أرادوا : التخلف والجهل و والتطرف والإرهاب ...

  • franchise

    - من أقوى مظاهر الحلول الصورية و الصور الشعرية و لغة الخشب عند المثقفين العرب المسلمين، أنّهم يدعون إلى الوحدة و الإتحاد و الجماعة قبل أن يحسموا إشكال الرّيادة و القيادة و آلياتها في هذا الإتحاد، و يظهر الفشل جليّاً منذ مبادرات القادة العرب من عبد النّاصر و الأسد و بومدين..إلى فشل الثوّار في سوريا و انقسام الخليجيين. ففهم الإنسان العربي للحكم و ليس فقط الحاكم فهم خاطىء و ناقص، لهذا تفشل كل مبادرات لم الشّمل
    - أهم سبب نجاح ثورتنا المجيدة ضد فافا، هو أنّنا حسمنا أمر قيادة هذه الثورة : و حرسنا بالقوّة في بعض الأحيان على عدم ظهور كيانات موازية تقوم بالشيء نفسه فقلنا كلمة واحدة و ضربنا بيد واحدة

  • الشيخ ناصر الفهد 5

    و لك أن تقارن إن أردت الحق في ما فعله المأمون بما فعله الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ، فإنه لما فتحت فارس وجد المسلمون فيها كتباً كثيرة فاستشاروا عمر فيها ، فأمرهم بإحراقها وقال قولته العظيمة :
    ( إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه ، وإن يكن ضلالاً فقد كفاناه الله ) فأحرقت كلها أو طرحت في الماء .
    و كأني بأولئك القوم يحاولون أن يكّذبوا أو على الأقل : يخفوا هذه الرواية وهذا الخبر حتى لا يسمع به الغرب والكفار خير مؤيد للإسلام بأنه دين الجهل ، وأنه غدو للعلم والعلماء و لكن :
    ما ضرَّ تغلب وائل أهجوتها..
    أم بلت حيث تناطح البحرانِ..

  • الشيخ ناصر الفهد 3

    لا يزال أثره إلى اليوم ، لذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ( إن الله لن يغفل عن المأمون ما أدخله على المسلمين بترجمة تلك الكتب ) وقال ( 2 / 84 ) : ثم طلبت كتبهم ( أي الفلاسفة ) في دولة المأمون من بلاد الروم ، فعُرِّبت و درَّسها الناس ، وظهر سبب ذلك من البدع ما ظهر .
    ونصوص العلماء في ذم فعل المأمون هذا كثيرة ، ولكن الذي يزيد الأمر ضغث على إبّارة أن أولئك القوم يجعلون عصر المأمون هذا من أعظم العصور الإسلامية علماً وفتحاً على المسلمين (إن لم يكن أعظمها على الإطلاق) بسبب هذه الترجمة

  • الشيخ ناصر الفهد 2

    فالحاصل : إن الحضارة الإسلامية لا تقاس بعمران الدنيا ولا بعلومها ، فإن المسلمين لما اشتغلوا ببناء القصور الفارهات ، وبتعلّم الفلسفة والمنطق والطبيعيات ، وركنوا إلى الدنيا واستهانوا بالعلوم الشرعيات ، رماهم الله بالدواهي والمصيبات ، فالفهمَ الفهمَ ، فإن الإسلام لم يأتِ لعمارة الدنيا إلا بالطاعات والله أعلم وهو الموفق للصالحات .
    الفصل الثاني : العلوم الدنيوية التي قيل : إن المسلمين برعوا فيها
    تمهيد :
    لم تنتشرْ هذه العلوم والتي تسمى بـ ( علوم الأوائل ) عند المسلمين وتظهر بصورة كبيرة إلا في وقت المأمون الذي أمر بترجمة كتب اليونان في الفلسفة والحكمة وغيرها ، فأدخل بفعله هذا على المسلمين شرا

  • الشيخ ناصر الفهد

    العلم هو العلم الشرعي وهو الذي دل عليه القرآن والسنة وكلام السلف لا علوم الفلاسفة والملاحدة ، وفي الحديث العلم ثلاثة وما سوى ذلك فضل : آية محكمة ، وسنة متبعة ، وفريضة عادلة ) و قال الأوزاعي رحمه الله : ( العلم ما جاء به أصحاب النبي فما كان غير ذلك فليس بعلم )
    فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها ، والتقيد بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث .. في ذلك غاية لمن عقل ، وشغل لمن بالعلم النافع اشتغل)
    وقال الشافعي :
    كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث و إلا الفقه في الدين
    العلم ما كان فيه قال و حدثنا و ما سوى ذاك وسواس الشياطين

  • حشاش الركايب

    كوريا الجنوبية، اليابان التي تم تدمير مدينتين منها بالقنبلة الذرية ، اسرائيل التي بدأت ب17 رجلا ، و حتى ألمانيا التي خسرت حربين عالميتين و خرجت ببنية تحتية مدمرة بالكامل و بقروض ضخمة إلا أنها استطاعت أن تعود قوة كبيرة مجددا، في النهاية السر في الإخلاص في العمل.

  • لا يهم

    حينما ينضاف الفكر الخرافي الى الوصولية السياسية كما هو الحال في الاسلام السياسي ، تترسخ نظرية المؤامرة و تتشعب فينضاف الى الشيطان الماسونية و الصهيونية العالمية و الشيعة الروافض و الأحمديين و الملاحدة و عبدة الشيطان الخ

  • محمد الأمين

    ان هؤلاء الظلاميون لم يتعلموا سوى ما طبخ لهم وجهز من دور نشر وكتب وكتاب ووعاظ ودعاة وأئمة وشيوخ من الخليج وغير الخليج ممن يخضعون بشتى الطرق للأمراء السعوديين ممن إمتلكوا ثروات لانهاية لها وأنفقوها في تحقيق المآرب الإستراتيجية لأمريكا بالذات والغرب..كيف و أينما تواجد البترول والغاز تجد حركات متطرفة مسلحة تتبع نفس التيار التكفيري المتشدد: أفغانستان أو نيجيريا أو الصومال..و لاتحدث العمليات في الغرب إلا لما يبحثون عن ذريعة لغزو العراق وسوريا و ليبيا و غيرها من البلدان.

  • نظرية المؤامرة

    هناك من يعتنق عقيدة او ايديولوجيا ما فلا يستطيع تصديق انها خاطئة و لا تفي بما انتظره منها فيهرب الى فكرة المؤامرة التي تحارب دينه و معتقده ، و عليه فان هذا الاعتقاد اصيل و عميق في النفس البشرية ، و هو مرتبط برفض الانا الاعتراف بالفشل او العجز و الاصرار على نسبته لجهة خارجية اما لتبرير الفشل لذاتت الانا او للاخرين او لمجرد الثار من جهة ما يعتقد انها السبب في فشله، اما الدول الدكتاتورية فان العدو الخارجي ركيزة في ايديولوجيتها و هو حاجة ماسة يخلقونها خلقا ليقنعوا العامة عبر العاطفة حين العجز عن اقناعهم بالمنطق و الحجة ، و لربط المخالفين بالعدو الخارجي متى ما كانت الحاجة لذلك .

  • الثلاثاء

    نفشل في حياتنا لثم نقول : "عينوني و حسددوني"
    نفشل في ادارة مشاريعنا فنقول : "الى تبعك كحل الراس عمرك ما تربحش".
    حتى في الحب نعشق امرأة حد الهيام وفي داخلنا نرتاب منها .
    هكذا نحن ، نحن محور الارتكاز و المحور البريء الطاهر و المحيط الخبيث من بشر وشجر وحجر يتآمر علينا .
    على المستوى الشعبي نجد تمثلات لنظرية المؤامرة لنسب الفشل للعين او الحسد او سوء الحظ او الاستهداف من ( التابعة) و المكتوب ،و هناك الكفار المنحرفون اعداء الاسلام.
    المعتقد بالمؤامرة اما ان يكون لديه نظرة مغلوطة لقدراته فحينما يعجز او يفشل لا يصدق ان الفشل نابع منه، او انه يعلم بمحدودية امكانياته فيلجأ للمؤامرة لتبرير فشله

  • الاثنين

    نظرية المؤامرة متجذرة في أعماقنا و تتجلى في موروثنا و تعاملنا مع المسؤولية بالتهرب منها و القائها على الآخر أو على شيء آخر متوهم نلحظها في المواقف التالية :
    عندما نستيقظ متأخرين ونتخلف عن مواعيدنا فنقول : "غلبني الرقاد"فنحن ابرياء من تخلفنا عن مواعيدنا و العين هي المسؤولة ، يعربد سكير وفي الصباح يقول لك : الله غالب المشاكل: يعني هو برئ
    نتخلف عن موعد القطار ونلقي المسؤولية على هذا القطار : فاتني الTrain .
    نقوم بمصائب يخجل منها إبليس فنقول : غرني الشيطان و لا نعرف من يستحق فعلا اللعنة و الخزي أ نحن ام الشيطان ؟
    نتحرش بالمرأة و نلقي عليها اللوم انها متبرجة وتثير غرائر بلباسها او مشيتها

  • الأحد

    نحن أمام حالة اختلطت فيها نظرية المؤامرة بإدمان البكاء و التلذذ بمازوشية عجيبة بالإحساس بالمظلومية والاضطهاد مع إشهارهما بأساليب دعائية فجة لاستدرار العطف وحجب العجز عن العثور على المخارج من ظلمات التخبط وانعدام القدرة على التكيف مع الواقع الجديد الذي وجد فيه البكاؤون انفسهم فجأة في مقطورة القيادة كمن ربح سيارة اللامبورجيني في اليانصيب ليكتشف انه لا يتوفر على رخصة السياقة .
    الحالة اليوم بالنسبة للأمة الاسلامية يمكن تشخيصها بمتلازمة منشهاوزن Le syndrome de munchausen التي تفسر حالة اشخاص يفضلون المرض والعجز وملازمة الفراش حتى يحظوا بعطف ورعاية الاخرين .

  • Sifao

    يعتبر المسلمون أن التدمير من أجل العقيدة نصر و تقدم ، أما البناء و التشييد في غياب الدين تخلف وتقهقر ، هكذا يصبح التقدم هو الحفاظ على ثوابت الدين و التخلف هو الابتعاد عنها والغرق في ملذات الحياة ، لذلك يرون انفسهم افضل حالا من الغرب مادام يحتفظون ولو بالقليل من قيم مرحلة "عزة الاسلام " اما مظاهر الحياة كما يجسدها الغرب فهي مضمونة في الآخرة ولا داعي للسعي ورائها في الدنيا .

  • Sifao

    التقدم بالنسبة للمسلمين هو الحفاظ على قيم العقيدة كما تجسدت في حياة النبي و من تولى الخلافة بعده من الخلفاء الراشدين ، وهذا التصور ينسجم مع نظرة الدين للعالم المادي باعتباره عالما مزيفا وزائلا ومصدر قلق للانسان ، يدفعه الى الانزياح عن مسار حياة العفة والطهارة ويغرقه في الملذات التي تنجس النفس وتبعدها عن اداء واجبها الحق والمتمثل في الالتزام بما اقره الله، بهذا تكون اية خطوة اللامام هي خطوة نحو الفساد وابتعاد عن المنبع الاصل لقيم الخير واقتراب من الشر ، وكل تراجع الى الوراء هو اقتراب من الخير ، لذا فإن تدمير سوريا مثلاو تشريد سكانها وقتلهم جميعا لا يساوي شيئا امام رفع راية الاسلام .

  • Sifao

    للمسلمين تصورهم الخاص للتاريخ و الزمن ، ينظرون الى فترة الخلافة الاسلامية على انها ارقى ما يمكن ان تصل اليه البشرية في ترسيخ قيم العدل و المساواة و الاستقرار و السلم الاجتماعي و الثبات العقائدي ، و يعتقدون ان سبب تعثرهم هو عدم حفاظهم على ثوابت تلك المرحلة ، فكلما ابتعدوا عنها الا وزادوا تقهقرا و تأخرا ، وهذا ما تفيده عبارة العودة الى السلف الصالح ، الغرب غارق في الجهل و التخلف رغم مظاهر الابهة التي تظهر عليه ، في حين المسلمون رغم ابتعادهم عن خط سلفهم الا انهم ما يزالون يحتفظون ببعض قيم تلك الفترة الذهبية ، فهم احسن حالا من الغرب الفاحش .

  • Sifao

    اذا ما نظرنا الى أحوال المسلمين بعين غربية ، بمعنى اذا وضعنا حال المسلمين في السياقات الاقتصادية والفكرية السائدة في العالم ، اذا قرننا اي دولة "اسلامية" مع دولة غربية بالمعايير الغربية لمفهوم التقدم سنصل الى النتيجة ذاتها ، الغرب متقدم والمسلمون متأخرون ، لكن اذا حاولنا ان نجد معنى آخر للمفهوم في سياقه الاسلامي ، سنصل الى نتيجة معاكسة تماما للتي توصلنا اليها آنفا ، المسلمون متقدمون والغرب متأخر ، كيف ذلك ؟ المسلمون لهم تصور خاص للتاريخ و الزمن ، ينظرون الى فترة الخلافة على انها ارقى ما يمكن ان تصل اليه البشرية في ترسيخ قيم العدل والمساواة والاستقرار والسلم الاجتماعي والثبات العقائدي .

  • ناسوتي

    العلم الحديت و الخرافات لا يجتمعان في دماغ واحد. إما هذا أو ذاك, لأن الأول نقيض الثاني .
    و نخبنا منافقة متملقة للأساطير خوفها من ردة العموم التي لم تأهلها أو لم تستتمر في تكوينها فبقت في ضلام دامس تستغلها و تعزف علي أوتار الوهم المتخلف.
    تاريخنا مليئ بحرق كتب لعلمائنا لتحررهم و جرأتهم و لولاهم ما كان لنا سبق في شيئ و الكارثة أن العموم تظن العكس.
    عندما انهار المعسكر الاشتراكي قالوا بأن الخلل في النظام الاشتراكي الذي لا يصلح، و عندما انهارت دولة الخلافة و تخلفت شعوبها باتوا يقولون بأن الخلل في الخلق و ليس في إديولوجية الخلافة الاسلامية.
    أين هو المنطق السليم ؟

  • شاوي

    لا أفهم شيء بمقالات أحفاد العرب بالجزائر
    لم يذكر الجزائر بنصف كلمة
    العربية الإسلامية ؟!
    بالعقلية العربية يكون التحليل كما يلي
    المجتمع العربي المسيحي ـ الأقباط و.مسيحي سوريا و لبنان و .... متقدم متطور لأن اغلبية الدول المسيحية متطورة ـ ألمانيا و..ـ
    المجتمع العربي الإسلامي متأخرمتقاتل خائن منبطح و... لأن الأتراك والأمازيغ و ...متأخرون و..
    المجتمع العربي اليهودي متقدم مزدهر لأن الدولة اليهودية متقدمة
    نعرف كل هذا
    أحكي لنا وضعيتكم كعرب فقط
    الأتراك ـ مسلمون ـ لا يقولون بمدارسهم المجتمع التركي ـ المسلم ـ العربي