-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“اليوم التالي”.. للكيان

عمار يزلي
  • 772
  • 0
“اليوم التالي”.. للكيان

الوضع الداخلي في الكيان المحتل يغلي على نار حامية، بعد أن بقيت النار لعدة أشهر تتسع دائرتها ووهجها على نار هادئة. كل المسألة تُختصر في أن المجتمع الصهيوني بكل فئاته وتصنيفاته السياسية والأيديولوجية قد شاخ بعد نهاية جيلين من قيام الكيان المزروع في الجسد العربي. لم يعد هناك يسارٌ بعد أن ضعُف واستكان لصالح يمين ويمين متطرف ديني عنصري مقابل كتلة علمانية لا عقيدة دينية ولا حتى قناعة في دولة قائمة على الدين، بل على المصالح والمال والترف ولو بتقاسم بعض الفتات مع “السكان المحليين” في شكل دويلة لا سيادة لها ولا أواصر ربط.
يحتدم اليوم الصراعُ ليصل إلى داخل مجلس الحرب المصغر الذي من المفترض أن يكون أكثر انسجاما لقلة أعضائه، غير أن تشكل هذا المجلس في حد ذاته جاء نتيجة الخلافات والصراع الأسبق بين الجناحين اللذين تدعم أحدَهما إدارةُ بايدن من الديمقراطيين، فيما الجناح الثاني الأكثر تطرفا وتشددا وعلى رأسهم رئيس وزراء الكيان، تدعمه الإدارة الأمريكية من الجمهوريين. والملاحظ هو أنه حتى الجناحين المتنافسين في الولايات المتحدة يعيشان أحلك السنوات بعد احتدام الصراع بينهما ووصوله إلى حد لم يسبق له مثيل من الوصول إلى حافة الهاوية بناء على ما شاهدناه بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أوصلت بايدن إلى كرسي الرئاسة على وقع محاولة انقلاب قادها متعصِّبو تيار ترامب من الجمهوريين العنصريين البيض. هذا بالضبط ما يحدث اليوم في الكيان الصهيوني، وهو نسخة مصغرة لما يحدث في الدولة الأم الراعية للكيان.
الترهُّل الذي مسَّ الكيان داخليا، انتهى المطاف به إلى فشل استخباراتي وسياسي وأمني وهزيمة لم يسبق لها مثيل في الـ7 أكتوبر الماضي على أيدي قوة مقاومة ناشئة، عاشت لعقود في ظل الحصار المطبق على 360 كيلو متر مربع يقطنه 2.3 مليون ساكن في ظل خناق غير مسبوق. هذه الهزيمة الإستراتيجية المدوّية تبعتها هزائم تكتيكية يومية متراكمة في الميدان بفعل ضربات المقاومة من حيث لا يحتسب العدوّ، وهي التي زادت من وحشية الرد الأعمى الهمجي الانتقامي ضد كل الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة، محاولة منه لتصفية الشعب الفلسطيني على أسُسٍ عقائدية دينية توراتية محرّفة، خاصة وأن الماسكين بزمام الأمور السياسية في الكيان الغاشم هم من اليمين واليمين الديني المعتمد على عقيدة التقتيل والإبادة التي ينسبونها زورا إلى النبيّ “يوشع بن نون” أثناء دخوله إلى أريحا والتعليمات التي زعموا أنّهم تلقّوها منه لتقتيل كل شيخ وامرأة وطفل وتدمير كل شجر وحجر.. وقد استشهد بالخطة المنسوبة زورا إلى النبيّ “يوشع”، رئيسُ الكيان نفسه لتبرير مجازره وجرائمه بحقّ الأطفال والنساء بغزَّة، مما يوحي بأنه عملٌ ممنهج أساسه التقتيل والإبادة من أجل تهجير من تبقّى ممن لم يُقتل. وهذا ما يفسّر همجية العمل العسكري الذي جاراه في ذلك الجناح العسكري في الكابيني الحربي رغم اختلافه مع الجناح السياسي الديني، فهم على دم الفلسطيني إخوة ولو كانوا أعداء.
رجال بايدن في الكابنت كما يسمّونهم: إزنكوت، قائد الأركان السابق ووزير الحرب الحالي غالانت وسلفه المدعوم من طرف الجناح المعارض لرئيس وزراء الكيان، بيني غانس، اليوم يرتِّبون الأمور داخليا، ومع المحكمة العليا للإطاحة بمن تسبَّب في كل هذه الهزائم في نظرهم، وقد بدأوا تحقيقا عسكريا فيما حدث.. وفي حالة توقف العدوان بعد الوصول إلى صفقة مع المقاومة، فإن الخناجر والسيوف ستخرج ليلا قبل شروق الشمس الموالي لما بعد “اليوم الأول لما بعد الحرب”، وليس مستغربا أن يصل الكيان إلى شفة الهاوية لحرب أهلية قد تعصف بوجوده.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!