-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بريطانيا وشمس الصحة

بريطانيا وشمس الصحة

إذا كان هناك بلدٌ يجب أخذه كقدوة في مجابهة فيروس كورونا، فهو المملكة المتحدة، التي بدأت تتعافى تدريجيا، ولكن بكل تأكيد، فهي حاليا المرشحة الأولى للخروج من نفق جائحة كورونا التي ضربت معاقل كل الدول العظمى، وأعجزتهم عن الردّ حتى وهم يمتلكون اللقاح بين أيديهم، ويجب احترام صراحة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع شعبه، عندما صُدم العالم في الرابع عشر من شهر مارس من السنة الماضية، لما أطل على البريطانيين بخطاب الرعب، طالبا من الشعب الصبر، وانتظار المآسي والتحضير لتوديع ذويهم، وعندما ارتفعت أرقام الموت في بريطانيا وتخطت ألف ضحية في اليوم الواحد، كان يصارح الشعبَ بعجز حكومته بمنظومتها الصحية، أمام الفيروس المجهري، والآن بعد مرور أكثر من سنة كاملة من الألم، عاد نفس الرئيس بوريس جونسون ليقدِّم التهاني للشعب الإنجليزي ويبشرهم بقرب نهاية الكابوس بعد أن اعتصر الأفئدة وفقدت فيه بريطانيا ما لا يقل عن مئة وثلاثين ألفا من أبنائها، ومعروف عن بريطانيا أنها أمة لا تضحي بأبنائها في الحروب، وفي الغالب تعتمد على حلفائها في الدفاع عن مصالحها، خاصة وأن لها العديد من البلدان وفي مختلف القارات التي كانت لبريطانيا يدٌ في تأسيسها ودعمها سياسيا واقتصاديا لتكون الدرع الحامي لمصالحها.

المقارنة بين بريطانيا وفرنسا في معالجة جائحة كورونا، غير واردة تماما، فمازالت باريس إلى حد الآن عاجزة عن تحقيق الإجماع بين أبنائها حول نوع اللقاح الذي يجب التركيز عليه، كما خسرت الكثير من الوقت في تبنّي لقاح عالمي، وحاولت في بعض الأحيان ربط السياسة بالصحة عبر مجاملة بعض الشركات الغربية التي أطلقت لقاحات لكبح جماح الجائحة، فخسرت الوقت وأيضا صحة أبنائها، ولم تُقنع الحكومة الشعب الفرنسي وهي تقدِّم بياناتها الصحية، وتركت بعض رجالات الطب هم من يتحدثون بدلا عن وزير الصحة، وبلغ الأمر أن بشّر الطبيب المختص في الأمراض الوبائية ديديي راؤول بنهاية فيروس كورونا في شهر جوان من السنة الماضية، وتعدُّ فرنسا من الدول القليلة في أوربا الغربية من لا تمتلك أيَّ محاولة لإنتاج لقاح لوباء كورونا، وهي بين أيدي المخابر الكبرى المتواجدة في الصين وألمانيا وبريطانيا وأمريكا وروسيا وحتى تركيا.

اتَّفق العالم على تسمية جائحة كورونا بالحرب العالمية المفروضة على الإنسانية، وتساووا في دفع الثمن من أرواح أبنائهم وآبائهم، ومن اقتصادهم وأعصابهم، ولكنهم اختلفوا في تسيير معارك هذه الحرب العالمية خاصة في الجولات الأخيرة والحاسمة مع اللقاح، وعندما تصل بريطانيا إلى تطعيم كل مواطنيها الذين تجاوزوا الخمسين سنة، وتضع مخططا لإنهاء العملية في شهر ماي، والعودة إلى الحياة الطبيعية في شهر جوان، فمعنى ذلك أننا أمام بلد قدوة، تلقى الطعنة الدامية التي دفع فيها أثقل فاتورة من الضحايا في تاريخه ولكنه داوى جراحه وهو يسير إلى النجاح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • شاوي حر

    خرنسا ليس لها قيمة علمية او ادبية ،امام بريطانيا والمانيا واليابان ،وسيدتها الولاياة النمتحدة الامريكية ،بل وحتى امام جارتها ايطاليا ،الا في نفسهاالمتجبرة على ضعفاء افريقيا ،ونفوس وعقول عملائهاالخانعين لها،والمدافعين عن اجرامها.

  • زارا

    ظلم وطغيان واستبداد وتكبر وتجبر بني البشر هو من جاء بكورونا كورونا باقية بقاء الظلم والطغيان والي ابد الابدين

  • لزهر

    حذارِ من المياه الركدة و الألتزام بالحيطة و الحذر.