-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شخصيات كروية بقبعات سياسية وسياسيون بنزعة رياضية

بوتفليقة وبن فليس يراهنان على النجوم، وبلعيد يشارك في دورة كروية

صالح سعودي
  • 3416
  • 4
بوتفليقة وبن فليس يراهنان على النجوم، وبلعيد يشارك في دورة كروية

أسدل الستار على الحملة الانتخابية التي عرفت تنافسا حادا بين المترشحين للرئاسيات المقبلة بغية إقناع واستمالة المواطنين من أجل التصويت على برنامجهم الانتخابي وفق شعارات متعددة سواء الداعية إلى التغيير أو الرامية إلى الاستقرار والاستمرارية، والشيء الملاحظ أن توقيف المنافسات الرياضية خلال الأسبوعين الأخيرين لم يمنع المترشحين من الاستثمار في هذا الجانب، بدليل الشعارات التي ميزت القاعات والملاعب التي احتضنت التجمعات ما جعل الجماهير الكروية تشهد فصلا آخر من المباريات التي لها علاقة بالميدان السياسي.

وفي الوقت الذي ركز المترشح المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة رفقة المترشح الحر علي بن فليس على خيار النجوم الكروية وحتى الفنية لكسب قاعدة شعبية إضافية من شريحة الشباب على الخصوص فإن أصغر المترشحين عبد العزيز بلعيد فقد جسّد هذه الخطوة بصورة ميدانية بعد مشاركته في دورة كروية بالعاصمة وشارك في مواجهة فيها الكثير من رائحة السياسة، وكأن عبد العزيز بلعيد يريد أن يقول للجميع أنه لاعب بارز في مجال الكرة وهو ما يجعله في موقع قوة، لأن يكون مهاجما فعالا في الملاعب السياسية، في الوقت الذي بدا بقية المترشحين على غرار موسى تواتي، علي فوزي رباعين، لويزة حنون أقل الأطراف التي وظفت ورقة الرياضة ولو أن برنامجهم الانتحابي حمل عدة نقاط تشير إلى الاهتمام بفئة الشباب.

فريق جبهة التحرير تأسس في قالب سياسي

بن بلة مارس الكرة وبومدين طبق الإصلاح الرياضي

وإذا كان الحديث قد كثر مؤخرا بين العلاقة الوثيقة بين السياسة والرياضة أشبه بخيط معاوية، فإن الرياضة السياسية في الجزائر تعود إلى الحقبة الاستعمارية وبالضبط أثناء تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني يوم 13 أفريل 1958، حيث أجمعت قيادة الجبهة على ضرورة لعب ورقة الكرة في تحقيق أهدافها وتوسيع دائرتها العسكرية والديبلوماسية بين الأمم لفك الخناق الممارس من قبل الاستعمار الفرنسي، وهي المهمة التي قام بها نجوم فريق جبهة التحرير الوطني بامتياز بدليل أن جهود زملاء مخلوفي كانت موازية لتضحيات المجاهدين بالسلاح والسياسيين في المفاوضات والعلماء والإعلاميين والمفكرين بالقلم والكتابات، وما يؤكد هذا المنطق هو أن العديد من النجوم الكروية آنذاك تنازلت عن مغريات الاحتراف أو المشاركة في مونديال 58 مع المنتخب الفرنسي، ولبت نداء جبهة التحرير الوطني عن طيب خاطر، في المقابل يعرف الكثير الجانب الرياضي لأول رئيس للجمهورية الجزائرية بن بلة الذي كان لاعبا بارزا وخاض تجربة كروية في نادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي قبل أن يميل إلى النشاط السياسي، وبالصدفة فإن الانقلاب الذي أقيم ضده من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين كان في سهرة كروية بمناسبة اللقاء الودي الذي لعبه المنتخب الوطني أمام منتخب البرازيل بقيادة بيلي وغارينشا، ولم يستهن الزعيم الراحل هواري بومدين بـ”أفيون الشعوب”، حيث حرم النجوم الكروية من الاحتراف حفاظا على قوة واستقرار الأندية الجزائرية، وطبق سياسة الإصلاح الرياضي التي كانت لها ثمار ايجابية على الكرة والرياضية الجزائرية في النصف الثاني من السبعينيات وامتد أثرها إلى غاية نهاية الثمانينيات.

الشاذلي أكثر المحظوظين كرويا.. زروال لم يهمل الرياضة وبوتفليقة سار على خطى بومدين

ويعتبر الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد أكثر المحظوظين في المجال الكروي، حيث عرفت فترته أول تأهل للمنتخب الوطني إلى نهائيات كاس العالم عام 1982 بفضل عناصر بارزة عرفت كيف تخطف الأضواء إفريقيا ودوليا، ما سمح لها بالتأهل ولعب أدوار متقدمة في كأس أمم إفريقيا في دورات متتالية قبل أن يحرز زملاء رابح ماجر اللقب الإفريقي الوحيد عام 90 أمام نيجبريا والكأس الآفرو آسيوية أمام إيران، والكلام نفسه ينطبق على الأندية الجزائرية بقيادة شبيبة القبائل ووفاق سطيف التي ساهمت في إحراز 3 ألقاب افريقية إضافة إلى 5 كؤوس نالها منتخب كرة اليد دون الحديث عن بقية الرياضات التي خطفت الأضواء في فترة الثمانينيات، وما يؤكد على أن السياسة لها علاقة وثيقة بالرياضة ما حدث للمنتخب الوطني في دورة السنغال التي استهلها أبناء المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي بخسارة مذلة أمام كوت ديفوار بعد يومين أو ثلاثة فقط عن استقالة الشاذلي بن جديد وتسببت في الخروج المبكر من الدورة، فيما اغتيل الرئيس محمد بوضياف بعد أقل من أسبوع عن حضوره نهائي كأس الجمهورية بين شبيبة القبائل وأولمبي الشلف شهر جوان 1992، ولازال الكثير يتذكر كيف تعامل مع عناصر الأولمبي للتخفيف عليهم من أثر الهزيمة بعد الهدف الذي وقعه أمعوش في الدقائق الأخيرة من الوقت الرسمي، ولم يهمل الرئيس الأسبق اليمين زروال ورقة الرياضة، حيث كيف كسب ود العديد من النجوم الرياضية على غرار العداءة المشهورة حسيبة بولمرقة التي ساهمت في تنشيط حملته الانتخابية وظهرت على شاشة التلفزيون لدعوة الجزائريين إلى التصويت بقوة على زروال، فيما سار بوتفليقة على خطى الزعيم الراحل بومدين منذ ترشحه لرئاسيات عام 1999، حيث كان دائم الحضور لمباريات نهائي كأس الجمهورية، وكانت له حنكة في التعامل والتواصل مع اللاعبين والرياضيين، كما كان له الحظ في تأهل المنتخب الوطني مرتين متتاليتين إلى المونديال، وهو صاحب شعار “لو وجدت منتخبا وطنيا جاهزا لاشتريته”، وهو الشعار الذي طبقه رئيس الفاف محمد روراوة بحذافيره بعد ما مال إلى توظيف ورقة اللاعبين المحترفين والمغتربين، علما أن بوتفليقة يعد أول من تولي حقيبة وزارة الشباب والرياضة بعد الاستقلال.

نحناح شجع رياضة الأخلاق وسعدي مارس الكرة والسباحة

وإذا كان الرؤساء الذين تداولوا على الجزائر ابدوا ميلهم للرياضة، فإن الأمر تعدى إلى الكثير من المترشحين للرئاسيات في مناسبات سابقة على غرار رئيس حركة مجتمع السلم الراحل الشيع محفوظ نحناح الذي كان يركز في كلامه على ضرورة الاهتمام برياضة الأخلاق من خلال تكريس ضوابط للرياضة النسوية، إضافة إلى تشجيعه لممارسة الرياضة في المنظومة التربوية وأماكن الشغل، وإعادة الاعتبار لرياضة النخبة من خلال إجراءات قانونية ومادية ملائمة، وإدماج هياكل رياضية في مخططات التهيئة العمرانية والتكفل بالمواهب الرياضية، وحرصه على إبعاد الرياضة عن الممارسات غير الأخلاقية، في الوقت الذي كان مولعا بالسباحة، فيما لعب زعيم “الأرسيدي” السابق سعيد سعدي كرة القدم وكان يفضل منصب جناح أيمن، ومارس رياضة السياحة هو الآخر، وسبق أن ترشح لرئاسيات 95، حيث حرص في برنامجه آنذاك على محاولة تشجيع الاحتراف الرياضي بعيدا عن منطق “الطرابندو”.

درواز ولبيب من الرياضة إلى الوزارة

ونجوم تريد الاحتراف في الملاعب السياسية

وفي الجهة المعاكسة، نجد العديد من الرياضيين الذين غيروا المسار نحو السياسة على غرار المدرب الوطني الأسبق لمنتخب كرة اليد عزيز درواز الذي شارك في الانتخابات بعد التعددية السياسة بداية التسعينيات تحت لواء جبهة القوى الإشتراكية ليتولى فيما بعد منصب وزير الشباب والرياضة، والكلام نفسه يقال على الدكتور سيد علي لبيب الذي كان له مسار ايجابي كرياضي في الجيدو ومتحصل على الدرجة الخامسة (حزام اسود)، وشغل مناصب رياضية مختلفة مهدت له بتولي هرم وزارة الشباب والرياضة منتصف التسعينيات، قبل أن يكلفه بوتفليقة عام 1999 باللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات، وفي الصحافة الرياضية نسجل القفزة النوعية التي قام بها الشاعر والكاتب عزالدين ميهوبي عام 1997 حين كان مديرا لأسبوعية “صدى الملاعب” وعبد طريقه للصعود نحو قبة البرلمان وتدرج في عدة مهام ومسؤوليات وصولا إلى منصب كاتب الدولة مكلف بالاتصال في فترة حساسة عرفتها الرياضة الجزائرية عام 2009 بسبب الحرب الإعلامية التي خلفها اللقاء الكروي الذي جمع المنتخب الوطني أمام مصر وسمح لأبناء المدرب رابح سعدان بالعودة إلى أجواء المونديال، وعرفت الملاعب السياسية دخول عدة وجوه رياضية خطت المسيرة بسلام على غرار رئيس اتحاد البليدة الحالي محمد زعيم، ورئيس أولمبي الشلف عبد الكريم مدوار، والرئيس الأسبق لاتحاد عنابة عيسى منادي، وأسماء أخرى أخفقت رغم مسارها وشعبيتها الكروية مثل نجم الرئيس السابق لوفاق سطيف عبد الحكيم سرار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • مواطن حر من النخاع

    نحبوك بوتفليقة ونموتوا عليك وسكان مدينة سيدي عقبة كامل معاك بل ولاية بسكرة من الجنوب غلى الشمال ومن الشرق الى الغرب كلهم مساندوك وسيصوتوا عليك يا أبونا وحاكمنا نموتوا عليك يا رئيسنا بوتفليقة بالروحبالدم نفديك يا بوتفليقة .

  • abbasi.22

    benbella rabi yarhmou ètè l'un de meilleur joueur à L'O.M..olympic de marseille ..et faut dire a nos jeunes algeriens la vrai histoire arrètè avec votre mensenge et le regionalisme

  • الاسم

    لم يبقى له إلا التفتيش في زبالة ليجد شئ يجعل الناس تحبه ؛الناس تكرهه كره أسود و الحب ميش بالسيف ؛ حتى و لو يجعل من الجزائر بقوة أمريكا فلم يكن و لن يكون رئيس إلا بقوة الحديد و النار

  • تلميذ البشير

    عندما تعود كرامة المثقف والأنتلجنسيا عندها فقط نقول إنّ الجزائر بخير.