-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صيحة الشروق

بومدين والنكتة

عمار يزلي
  • 1972
  • 4
بومدين والنكتة
ح.م
الراحل هواري بو مدين

أربعون سنة تمر على رحيل الرئيس هواري بومدين، الذي وافته منية غير متوقعة، عن عمز ناهز 46 سنة. كان هذا في 27 ديسمبر من عام 1978م.

شابا في مقتبل العمر رحل، تاركا وراءه حلما كان يراوده: أن يرى الجزائر في مصاف الدول النامية، الرافعة لراية الحركات التحررية في العالم، وعلى رأسها أم الحركات: فلسطين. معروف عنه قوله: نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، ومعروف قوله إننا انتهينا من الجهاد الأصغر (الثورة المسلحة) وبدأنا في الجهاد الأكبر.. التمنية، وبناء الدولة ومؤسساتها واقتصادها، من خلال مشروع الثورات الثلات، التي كان يرى فيها الراحل عنوانا للقضاء على التبعية الاقتصادية، والاستقلال الاقتصادي.. بعد الاستقلال السياسي.

رحل هواري بومدين وترك خلفه مشروعا لم يكتمل.. ولن يكتمل

تغير المسار، وتبدلت الأولويات، وانتقلنا من نظام ذي رؤية واحدية إلى نظام بلا رؤية.. إلى بحث من جديد عن نظام اقتصادي جديد، عن سياسة اقتصادية جديدة، سرعان ما فجر هذا البحث عنها غضبا شعبيا لم تكن بريئة فيها الأيادي الداخلية التي تعمل بإيعاز خارجي، وهو ما كان يخشاه بومدين طوال الزمن.. ممثلا في ما كان يسميه بالقوى الرجعية في الداخل والخارج، القوى التي تحن إلى زمن الاستعمار ولغة الاستعمار وممارسة الاستعمار.

وجاء زمن آخر.. وتبدل الزمن الأول

انتهى الحلم الطوباوي في رؤية التعاونيات الفلاحية التي تعمل لصالح الفلاح والعامل.. ورؤية الأرض لمن يخدمها، وتحديد الملكية، وتوزيع الأراضي غير المستغلة على تعاونيات إنتاجية، وتحديد ملكية المواشي، وحلم التصنيع الثقيل لصالح مشروع فلاحي طول الأمد.. الصناعات المصنعة، والمعامل الضخمة للحديد والصلب، والنفط، والشركات الوطنية العملاقة، التي أوكلت إليها مهام البناء والتشييد..

رحل بومدين قبل أن يكمل مشروعه، بل في منتصف الطريق، ليأتي من بعده ليعيدوا النظر في السياسة المتبعة والنهج الاشتراكي الذي كان حلما… وتحول إلى كابوس.. أو بالأحرى، حولوه إلى كابوس.

مرحلة الراحل بومدين، منذ الانقلاب على الراحل أحمد بن بلة في 19 جوان 1965م، كانت أهم مرحلة في تاريخ الجزائر المستقلة: مرحلة البناء ومشروع الدولة الوطنية. لم يكن الجميع يؤمنون بمشروع بومدين الاشتراكي، لكنهم كلهم كانوا يتظاهرون بذلك. فقط القليلون ممن تجرؤوا على قول.. لا.. الكل كانوا يخشون سطوته ومراسه. كان إذا سكت.. فاعرف أنه يجب عليك أن تخاف.. وإذا صرخ في وجهك، فاعلم، حفظك الله ـ كما يقول ابن خلدون ـ أنها غيمة صيف لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

كان بومدين صارما مهيب الجانب قوي الشكيمة لا يقول له لا.. أحد.. لهذا انشرت النكتة الصلبة في عهده..

في دراسة سوسيو أنثروبولوجية قمنا بها منذ أكثر من 10 سنوات، سجلنا 20 نكتة عن الرئيس بومدين، كلها ترمز إلى السلطة والقوة.

النكتة السياسية في عهد بومدين، لم تكن كلها محلية الصنع والإنتاج، فكثير منها استنسخ وألصق به، مستوردة من مصر الناصرية أو من العراق وسوريا البعثيتين، حيث النظام يكاد يكون متشابها وقتها، حتى إن هناك قصة تنسب إلى الشيخ الطاهر بن الموفق، أحد العرافين أيام عبد الحميد بن باديس، توفي سنة 1935 يقول إنه “عندما تستقل الجزائر سيحكمها سبعة رؤساء على التوالي، أولهم “بهلول” ، وثانيهم “رمول”، والثالث “حطّوه يقول”، ورابعهم “يموت مقتول”، والخامس “بقرة محوطة بالعجول”، وسادسهم “يكثر معه القتل والهول”، وسابعهم “هو اللي يجيب الحلول”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • عبد النور

    قراءة كتاب "تاريخ آل سعود" للكاتب (السعودي) المختطف : ناصر السعيد، وقراءة نص الوثيقة "الخطيرة" التي نشرها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح التي أرسلت من الملك فيصل إلى الرئيس الأمريكي جونسون قبيل حرب 67 تعطيك بعض الدلائل حول سبب بلاء هذه الأمة.
    مشروع عبد الناصر وبومدين لاغبار عليهما..ونجاحهما كان مؤكد، لكن الخيانة والظروف الدولية كانت أقوى .. كيف لبومدين أن يحاول إيقاف حرب العراق وإيران وقد بنيت على تلك الحرب إستراتيجية طويلة الأمد لتحطيم أعداء الكيان الصهيوني الواحد تلو الآخر بأموال سعودية خليجية؟ وكيف يأمم المحروقات والشركات العالمية الكبرى تريد إحتكارها وربطها حصريا بالدولار؟

  • okba

    ليس له اي مشروع كل المشاريع هي مشاريع بريجنيف رجل متسلط يحب الكرسي اقصي اغلي الجزائريين الثوريين قتل من لايوافق سياسته الديكتاتوريه قال نبني دوله لاتزول بزوال الرجال ولكن كل شيء تحطم واصبح في خبر كان كفي من العيش علي العاطفه

  • مواطنة

    رجل بمعنى الكلمة.
    الصالحين ما يطولوش في الدنيا

  • bamour

    رغم أن عمي عمار لم ينم هذه المرة إلا أنه كان يكتب واقعا حالما ....إن شاء الله يأتي الذي مع الحلول.