-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحادث تحول إلى لغز وأعاد إلى الأذهان حادثة عياش بالمسيلة

تأخر تحديد موقع سقوط البحار سامي يعقد عمليات البحث

الشروق أونلاين
  • 6494
  • 1
تأخر تحديد موقع سقوط البحار سامي يعقد عمليات البحث
ح.م

كثفت فرق البحث عن البحار سامي خلفة “25 سنة” الذي سقط من سفينة صيد كان على متنها ليلة الأربعاء الماضي، عملها لليوم الرابع على التوالي، أين تدعمت فرق الغطاسين التابعة للحماية المدنية بفرق من ولايات مجاورة كسطيف وسكيكدة وتيزي وزو، إضافة إلى ولاية جيجل التي ينحدر منها الضحية.

تقلصت دائرة البحث عن المفقود سامي، حيث تنقل عدد من زملاء الضحية في طاقم الباخرة التي تنشط على مستوى ميناء الصيد بزيامة منصورية إلى ملبو وكشفوا عن موقع سقوط الضحية بالتحديد أين مكنوا من تحديد موقع البحث، غير أن هذه الخطوة حسب البحارة المشاركين في عملية البحث جاءت متأخرة بعد ثلاثة أيام قضاها أكثر من 500 شخص من الحماية المدنية والمتطوعين في حالة تيه، بحثا عن المفقود على امتداد عشرين كلم مربعا بعرض البحر قبالة شواطئ زيامة منصورية في جيجل وملبو في بجاية، أين رجح البحارة إمكانية أن تكون التيارات البحرية قد جرفته، في حين طرحت العديد من التساؤلات حول سبب عدم تحديد موقع البحث في لحظتها، خاصة وأن التيار كان ليلتها بريا ما يمكن الغطاسين من إجلاء الضحية في ليلتها، وهو ما يفتح بابا آخر للتحقيق في القضية التي تحولت إلى لغز وأعادت إلى الأذهان حادثة المرحوم عياش محجوبي الذي قضى داخل أنبوب بقطر 40 سنتيم في بلدية ام الشمل في المسيلة قبل سنة بعد أن قضى أياما دون التمكن من إنقاذه.

ومازالت عائلة سامي منذ تلك اللحظة في حالة هيستيريا شديدة لاسيما الوالد الذي أصيب بانهيار عصبي بعد فقدانه للابن الثاني في ظرف سبع سنوات، حيث كان قد فقد ابنا من زوجة ثانية في حادث مأساوي بعد أن جرفته مياه واد تازة حسب أقاربه، ليفقد ابنه الثاني صاحب الثلاثة والعشرين سنة في حادث مأساوي وغامض أثار العديد من علامات الاستفهام، وتعود تفاصيل الحادث إلى يوم الأربعاء الماضي في حدود السادسة مساء حين خرجت سفن انطلاقا من زيامة منصورية وكان سامي خلفة المصاب بداء السكري ضمن أحد الطواقم حيث يستخدمه ربان السفينة مساعدا له، وفي حدود الثامنة مساء وصلوا إلى قبالة واد اغريون بولاية بجاية، وهناك توجه كل عناصر الطاقم البحري للتحضير لبدء العمل، مؤكدين أنهم تركوا سامي يقوم ببعض الحركات الرياضية، وفي تلك اللحظة، كان أحد أفراد الطاقم يؤدي صلاة العشاء، وفور قيامه من الركوع تفاجأ بمشهد سامي يسقط في البحر، ليبلغ طاقم السفينة الذي أوقفها فورا وأبلغوا باقي الطواقم البحرية بالجوار التي ألغت عملية الصيد وشرعت في البحث المكثف، مع تبليغ مصالح الحماية المدنية.

تجاهل مرضه بسبب الظروف القاسية

حسب مصادر من مديرية الصيد البحري ومن مديرية الحماية المدنية، فإن ما زاد من صعوبة مأمورية البحث هو عدم تحديد موقع الحادث بالتحديد، أين تضاربت الأنباء حول موقع سقوطه ووسط الشائعات التي كانت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحا لها، تطوع أكثر من 80 طاقما بحريا منهم 60 طاقما بحريا من ميناء زيامة منصورية للبحث عن البحار المفقود، واستمرت عملية البحث طيلة يوم الخميس ثم الجمعة حين تدخلت فرق الغطاسين من كل من ولايات سطيف وسكيكدة وبجاية ونيزي وزو، فيما لازمت الفرقة البحرية التابعة للحماية المدنية بجيجل ضواحي بلدية زيامة منصورية واستمر البحث لغاية ظهيرة الجمع أين تم تحديد موقع سقوط البحار بناء على شهادة زملائه، وأكدوا أنه سقط قبالة واد أغريون ببجاية. العملية تواصلت إلى غاية صباح السبت لكن دون جدوى، حين أكد البحارة الذين كانوا بصدد البحث أن التيارات البحرية قد تغيرت كثيرا منذ تلك الليلة حيث كان ليلتها تيار بري في حين كان صبيحة الجمعة تيارا شرقيا.

ليتم مساء الجمعة توجيه نداء إلى كافة مهنيي الصيد والمواطنين لتوسيع دائرة البحث عبر كافة الشواطئ الغربية لولايتي جيجل وبجاية قبل وصول الاضطراب الجوي الذي أعلن عن وصوله اليوم الأحد ما قد يؤخر مهمة العثور على الضحية المفقود لأيام أخرى بسبب هيجان البحر.

مطالب بتكثيف جهود البحث

كشف أقارب الضحية، الذين التقت بهم “الشروق” في تغطيتها لعملية البحث عن حالة البحار سامي مفقود، أين تم الكشف أن الضحية مصاب بمرض السكري منذ سبع سنوات، حيث أصيب بصدمة تسببت في إصابته بالسكري منذ مشاهدة مياه واد تازة بزيامة منصورية تجرف أخاه من والده، غير أن هذا لم يمنعه من ممارسة مهنة الصيد، بسبب ظروف معيشته الصعبة، ويعيش الضحية مع والدته وأخته داخل بيت قصديري يتكون من مطبخ وغرفة، وسط حالة تصنف تحت مستوى خط الفقر، ما جعله يتحدى المرض ويدخل غمار الصيد البحري ووسط إصراره وبسبب ظروفه المعيشية استخدمه رئيس طاقم بحري معه مساعدا، حيث يوكل إليه المهام السهلة والبسيطة على متن السفينة، وقبل أسبوع من الحادث توقف الطاقم الذي يشتغل فيه سامي عن العمل ليتحول إلى طاقم آخر بنفس الطريقة، وأكد زملاء الضحية أنها ثالث رحلة له معهم أين أتم رحلتين على أحسن ما يرام في الرحلة الثالثة التي كانت الأربعاء الماضي، حين وقع ما لم يكن في الحسبان، وأصيب الجميع بصدمة بعد اختفاء سامي في حادثة من شأنها أن تفتح باب تحقيق لا ينتهي قريبا، خاصة أن القوانين البحرية تمنع ذوي الأمراض المزمنة من ممارسة مهنة الصيد.

أقدم العشرات من سكان بلدية زيامة منصورية مساء الخميس الماضي على غلق الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين جيجل وبجاية بالحجارة والمتاريس، لحمل الجهات المعنية على بذل جهود أكبر في البحث حسب ما جاء على ألسنة المحتجين. وطالب المحتجون السلطات بولاية جيجل بتخصيص المعدات والطواقم البشرية اللازمة لتسريع عملية البحث هذا في الوقت الذي شهدت عملية البحث هبة تضامنية من قبل البحارة المدنيين الذين خرجوا بالمئات منذ سماعهم بالحادث للبحث عن البحار المفقود، في حين قالت مصادر من الحماية المدنية إن عدم تحديد الموقع في وقت مبكر، صعب من المأمورية، حيث إنه من الصعب تغطية مسافة 20 ميلا في البحر مقابل 1 كلم عرضا، إضافة إلى العمق الذي يتجاوز في بعض المواقع 35 مترا.

شائعات الفيسبوك تفاقم آلام العائلة

تحولت قضية الشاب البحار سامي خلفة إلى مادة دسمة لصفحات الفيسبوك لتداول الشائعات، وفي هذا الصدد تلقت عبر إحدى صفحات الفيسبوك خبر العثور على البحار المفقود قبالة شاطئ ملبو أين تنقل والده رغم مرضه من مقر سكناه بزيامة منصورية إلى ملبو ليجد أن الخبر مجرد شائعة، وكانت ذات الصفحات قد تناقلت العديد من الشائعات التي ضللت فرق البحث وشتتت الجهود على امتداد 20 كلم داخل البحر، أين تم تداول خبر سقوطه ما بين زيامة منصورية وبجاية وأخبار عن كون طاقم السفينة لم يكن على علم بسقوط سامي إلا بعد دخولهم الميناء، في حين تداولت بعض الصفحات خبر العثور على ملابسه بشاطئ العنصر، هذه الشائعات التي أطلقتها مواقع التواصل الاجتماعي أثارت استياء جميع الهيئات المعنية وحتى أفراد عائلته الذين طالبوا مسيري هذه الصفحات بالكف عن تأجيج الوضع، خاصة أن بعضها كانت تؤلب السكان. وقال أقارب الضحية إن عائلته تتابع صفحات التواصل الاجتماعي باستمرار، وهو ما يتطلب منهم ضبط النفس وعدم استغلال الحادث على حساب مشاعر العائلة في ظروف مأساوية كهذه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • قناص

    لا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
    ما دخل لكذا تحشر قضى عياش الله يرحموا في هذه القضية ...و كأنك تلقي بي اللوم على الغطاسين لأن كذا و كذا كما تزعم....
    سبحان الله و كأن الإيمان بالقضاء و القدر تحول إلى مسؤولية الدولة...ترفعوا و ارفعوا المستوى ..من فضلكم
    لا حولة و لا قوة الا بالله ...و انا لله وانا اليه راجعون
    اللهم ارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء و جعله من أهل الجنة