-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الخطر القادم..المخدرات الرقمية

تتحكم في سلوك شبابنا وتنحرف به بالسماعات

الشروق أونلاين
  • 4931
  • 0
تتحكم في سلوك شبابنا وتنحرف به بالسماعات

لا يقتصر اليوم عالم الرقمنة على كل ماهو مفيد للمجتمعات والأفراد، بل فيه ما هو تدمير للعقول والأخلاق كذلك،وقد تنوعت الصيحات اليوم في عالم الفساد،الذي ينتشر بسرعة كبيرة وخفية وفي أشكال مختلفة وبتسميات عديدة، لا تظهر للعيان لكنها تنهش التركيبات الحساسة لدى الفرد، بدعوى النشوة الزائدة التي تجعل الشخص يهرب من واقعه بطرق مسلية، لكنها في الأصل هي وسيلة جديدة لتدمير الأخلاق والتحكم في سلوكات الأفراد عن طريق هذه التكنولوجيات، التي أصبحت المدمر رقم واحد لشخصية الإنسان الحديث،خاصة بين أوساط الشباب،الذين أصبح معظمهم حبيس هذا التطور، لكن للأسف في كل ما هو سلبي على غرار هذه المخدرات الرقمية.

 ماهي هذه المخدرات وما علاقتها بالرقمنة

 ربما يقول الكثير من الأفراد ما علاقة الرقمنة بالمخدرات؟ وكيف تزاوجت هذه بتلك، الأمر بسيط، فقد تعدت النشوة اليوم الوسائل التقليدية التي تقوم على الجلوس في الأماكن المختفية عن الأفراد وجلب هذه العقاقيرالتي تهدم العقول، وتظهر نتائجها للعيان عند تعاطي كميات معينة منها، بل نستطيع معرفة المتعاطي لها من أول وهلة ومن مجرد سلوك بسيط يقوم به الفرد،أما اليوم فالأمر مختلف، حيث باتت هناك طرقا حديثة، ربما لا ينتبه إليها العديد من الأفراد والآباء خاصة في الأسرة ،مادامت هي خاضعة للذبذبات الموسيقية التي لا ينام  العديد منا إلا بها، كما أنه لا يمكن حظر الموسيقى على الشباب، لكن للأسف الموسيقى تلعب على الأوتار الحساسة للشخص وترفع درجة نشوته إلى فقدان الوعي وعدم الاكثرات لما يدور حوله، في زوايا مظلمة، في حضور الكثير من الشروط التي تتطلبها هذه العملية.

كيف يتعاطاها الشباب اليوم؟

في الماضي كان المتعاطي للمخدرات التقليدية ربما يجد صعوبة كبيرة في الحصول على المال لشرائها، أو صعوبة في اقتنائها من عند المروجين لها،لأنها تحت الرقابة من طرف الأجهزة الأمنية، لكن اليومليس من الصعب توفير شروط التخدير الرقمي، في ظل توفر الإمكانات لهذا، فهي تقوم أساسا على وسائل بسيطة، فهي لا تتطلب الكثير، ماعدا الجلوس في الظلام، وتوفير الجو الهادئ، كما يجب على المتعاطي لها ارتداء ألبسة فضفاضة،بالإضافة إلى هذا، وضع السماعة وإغماض العينين عن طريق قطعة قماش،ثم تشغيل الملف الصوتي، لكن للوصول إلى النشوة عن طريق هذه النغمات، يجب تزويد السماعتين بدرجتين مختلفتين من الذبذبات، ومن هنا تبدأ رحلة الخفة والطيران في الخيال عبر هذه الذبذبات الموسيقية التي كانت للمرح وأصبحت للتخدير،ويزيد التركيز في المتعة كلما كان الفرق أكبر بين الذبذبات في كلتا السماعتين.

حالها اليوم كحال العديد من المخدرات التي تسري في الخفاء من دون مراقبة ،تشل العقول وتدمر الإرادات لدى العديد من الشباب،بل اتخذت هي كذلك العديد من الأسماء مثل”إنقاص الوزن”، “أبواب الجحيم”،”المتعة في السماء”، وهي من الأسماء الشيطانية التي تسهل عملية التواصل بين المروجين لها عبر الملفات الصوتية المتوفرة في كل التطبيقات في الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، وهو ما جعلها سهلة الاقتناء دون عناء.

ربما يكون الحديث في مثل هذا الموضوع سابقا لأوانه،بل ربما هناكمن يعترض وجود هذا المخدر الرقميفي مجتمعنا،لكن الأكيد أن العديد من الشباب اليوم منزوون في أوكار مظلمة يتلذذون بهذه الذبذبات الموسيقية ،والكثير من هواتفنا النقالة تحمل العديد من الملفات الموسيقية ذات الذبذبات المخدرة ونحن لا ندري ،بل العديد من الدراسات الحديثة أقرت بأن تأثيرها على العقل كبير جدا، حالها كحال المخدرات التقليدية، فوجب تحذير شبابنا منها مادامت الموسيقى غير محظورة بينهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!