-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مؤرخون وهيئات يحذرون من تكريم أحد مجرمي "حرب الجزائر"

تجنيد لافت لرفض تمجيد الجنرال السفاح مارسيل بيجار

محمد مسلم
  • 1501
  • 0
تجنيد لافت لرفض تمجيد الجنرال السفاح مارسيل بيجار
أرشيف

يدور نقاش جدي وسط المؤرخين والمنظمات المناهضة للاستعمار في فرنسا، حول قضية جديدة تتمثل في تكريم المجرم، الجنرال مارسيل بيجار، وهو من فرقة مظليي جيش الاحتلال، الذي ارتكب فظاعات كثيرة، خلال “معركة الجزائر” بين سنتي 1956 و1957، وهو أمر يعدّ من صيغ تمجيد الممارسات الإجرامية للاحتلال.
وأقيم تمثال برونزي للجنرال بيجار في مسقط رأسه بمدينة تول الفرنسية، قام بنحته أحد النحّاتين المحسوبين على اليمين المتطرف في فرنسا، بوريس لوجون، المقرب من الصهيوني، إريك زمور، وقد لقي هذا العمل رفضا كبيرا من قبل الناشطين المناهضين للاستعمار ومعهم زمرة من المؤرخين، على غرار كل من فابريس ريسبوتي وآلان روسيو، الذين يعتبرون هذا العمل تمجيدا لممارسة التعذيب في الهند الصينية والجزائر.
وسبق إقامة تمثال الجنرال مارسيل بيجار الموصوف بجزار “معركة الجزائر”، تمثال آخر لمجرم آخر، وهو الماريشال بيجو، الذي كان حاكما عسكريا في الجزائر ما بين 1840 و1847، غير أن هذا الأخير وبعد تمجيده بلوحات تذكارية في الأماكن العمومية الفرنسية، توجد هناك حملة لنزع هذه اللوحات في باريس ومرسيليا.
وعلى رأس المنظمات التي قاومت هذا التمجيد، “منظمة التاريخ الاستعماري وما بعد الاستعماري”، التي رافقت هذا الرفض بمساهمة جاء فيها: “في الوقت الذي نقوم فيه أخيرا في مرسيليا وباريس بإزالة اللوحات التذكارية من الأماكن العامة تكريما لذكرى المارشال بوجو، جلاد الشعب الجزائري خلال الغزو الاستعماري، هل يمكننا إقامة تمثال للمظلي مارسيل بيجار، كما هو الحال في مدينة تول وكما حدث في كاركاسون عام 2012؟ وبعبارة أخرى، هل تتسامح الجمهورية الفرنسية مع احترام التعذيب الاستعماري من خلالها، على الرغم من إطلاق نداء مرة أخرى للاعتراف به وإدانته أخيراً؟”.
وبدأ تمجيد “جلاد معركة الجزائر” كما يسمى، في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق، اليميني نيكولا ساركوزي، من خلال نقل رفاته إلى “إنفاليد”، وهي العملية التي واجهتها احتجاجات، شاركت فيها سيمون دي بولارديير، أرملة الجنرال التي احتجت على التعذيب، مما اضطر الحكومة إلى التراجع عن قرار النقل.
ويتهم الجنرال مارسيل بيجار بممارسة التعذيب والاعتقال بحق الجزائريين خارج القانون خلال “معركة الجزائر”. ويوجد في الأرشيف الفرنسي “ملف الاعتقالات” التي تمت في الجزائر العاصمة في فيفري ومارس وأفريل 1957.
وقد أشارت أفواج فرقة المظلات العاشرة بقيادة الجنرال ماسو إلى أسماء وتواريخ الاعتقال وحالة المعتقل. وتشير الوثائق الأرشيفية إلى أن أكبر عدد من المعتقلين “أطلق عليهم الرصاص أثناء محاولة الهروب”، والتعذيب حتى الموت والقتل خارج القانون، ثم إشاعة خبر الانتحار. وبسبب هذه الممارسات الوحشية، بات اسم الجنرال الذي توفي في عام 2010 “مرادفا للإرهاب”، وفق مساهمة “منظمة التاريخ الاستعماري وما بعد الاستعماري”، وذلك استنادا إلى شهادات العديد من أقارب وأحفاد أولئك الذين اختفوا من “معركة الجزائر”، الذين قالوا إن قريبهم قد تم اختطافه، في أغلب الأحيان في الليل، واحتُجز بمعزل عن العالم الخارجي، وغالبًا ما تعرض للتعذيب على يد من يسمونهم “البيجاريين”، أو “القبعات الحمراء” بقيادة مارسيل بيجار.
وجاء في المساهمة: “قام الأمين العام لشرطة ولاية الجزائر بول تيتغن، الذي أدان أساليب الجيش باعتبارها مماثلة لتلك التي عانى منها هو نفسه على يد “الجستابو” (مخابرات ألمانيا النازية)، بنشر عبارة “Shrimp-Bigeard” المستخدمة في الجزائر العاصمة في عام 1957، وقامت بتحديد هؤلاء “المشتبه بهم” الذين تم إلقاؤهم في البحر من طائرات الهليكوبتر والذين تم اكتشافهم أحيانًا على الشواطئ”.
وقد تحول الجنرال بيجار خلال الثورة التحريرية إلى منظر لقمع الجزائريين، فهو مؤلف “دليل مكافحة حرب العصابات”، الذي نُشر عام 1957 في الجزائر العاصمة، والذي يبرر ويدعو إلى استخدام التعذيب، وقد تم بالفعل تدريس استخدام هذا لبعض الضباط في معسكر جان دارك في فيليبفيل (سكيكدة حاليا)، في مركز تدريب حربي “مناهض للتخريب” يُطلق عليه اسم “مدرسة بيجار فيل” لأنه كان يديرها في جرائم الجيش الفرنسي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!