-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تجييشٌ طائفي خطير في العراق

حسين لقرع
  • 2490
  • 10
تجييشٌ طائفي خطير في العراق

المتتبّع لما يجري في العراق منذ سقوط الموصل وعددٍ من المدن في يد “ثوّار العشائر” و”الدولة الإسلامية”، يلاحظ تصاعداً خطيراً للخطاب الطائفي وتجييش المدنيين الشيعة لحمل السلاح تحت غطاء حماية “المزارات المقدّسة” التي تهدّد “الدولة الإسلامية” بتفجيرها في النجف وكربلاء.

كل المؤشرات تنذر بسير العراق باتجاه حرب طائفية أهلية جديدة تتجاوز في خطورتها ومآسيها الحربَ الطائفية التي ضربته في 2006 و2007 بسبب تفجير أنصار الزرقاوي ضريحين شيعيين، وأدت إلى مقتل نحو 180 ألف من أبناء السنة والشيعة، تحت أنظار الاحتلال الأمريكي. وإذا اندلعت فتنة طائفية جديدة لا قدّر الله، فقد يسقط أيضاً مئاتُ الآلاف من الضحايا من الجانبين بالنظر إلى الاحتقان السائد في البلد وتصاعد الأحقاد ومشاعر العداء وكراهية الآخر والاصطفافات المذهبية التي بدأت تنخر وحدة الشعب وتماسكَه الاجتماعي.

“الدولة الإسلامية” أخطأت حينما هدّدت بتفجير أضرحة الشيعة وتسويتها بالأرض؛ وكأنها مصرّة على تكرار فتنة 2006  التي تسبّب فيها أتباعُ الزرقاوي، لتؤلّب بذلك ملايين الشيعة ضدها، داخل العراق وخارجه، وتفتح على نفسها جبهة قد لا تكون لها طاقة بها، ولكن “المرجعيات” الشيعية أيضاً وقعت في خطإ أكثر فداحة حينما سارعت إلى ترديد خطاب تحريضي طائفي لحشد المتطوعين الشيعة لقتال إخوانهم من أبناء العشائر السنية، وتصوير الأمر لهم على أنه حربٌ ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” وحدها، وهذا تضليلٌ مقصود وتعتيم على الحقائق، هدفه الأول والأخير هو نصرة حكومة مالكي الطائفية ومنعها من السقوط حفاظاً على مكاسب الشيعة منذ الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 إلى حدّ الساعة، وهو الاحتلال الذي ساندته تلك “المرجعيات” آنذاك ورفضت إصدار فتاوى بوجوب النفير إلى الجهاد ضده.

لقد أثبت المالكي طوال ولايتين من حكمه، أنه زعيمٌ للشيعة وليس لكل العراقيين، فانحاز لأبناء طائفته، وأمعن في تهميش السُّنة وإقصائهم واضطهادهم وملأ السجون بالمعارضين منهم لسياساته الاستبدادية، وكأنه ينتقم من سنوات حكم صدام المحسوب على السّنة، ورفض الإنصات لكل التحذيرات والتنبيهات والنداءات إلى ضرورة تغيير سياسته التمييزية ومعاملة كل العراقيين على قدم المساواة، ما فجّر انتفاضة أبناء العشائر السُّنية ضدّه بعد أن طفح كيلُها.

ويُخشى الآن أن تندلع حربٌ طائفية واسعة تأكل الأخضر واليابس، وأخرى عِرقية بدأت بوادرها مع “البشمركة” في كركوك، وأن تتدخل إيران بثقلها العسكري الكبير لمنع سقوط المالكي وعودة السُّنة إلى الحكم، وأن تستبيح الطائراتُ الأمريكية دون طيار “درونز” أجواء العراق وتقتل آلافَ المدنيين كما فعلت في أفغانستان وباكستان واليمن.. تحت غطاء “مكافحة الإرهاب”، فيكون نتيجة كل ذلك ضياع العراق وتفكّكه إلى ثلاث دويلات على أسس طائفية وعِرقية، وربما صوْملته وتحوّله إلى دولة فاشلة جديدة في المنطقة العربية.

ولمنع الكارثة التي لن يسلم أيّ طرف من لهيبها، سواء داخل العراق أو دول الجوار، لا بدّ من توقف التجييش الطائفي وتهيئة الأجواء المناسبة للدخول في حوار وطني جامع بين كل الأطراف العراقية يفضي إلى إنشاء حكومة وحدةٍ وطنية تعيد التعايش بين كل العراقيين وتحفظ للبلد وحدتَه قبل فوات الأوان، على أن يتنحى المالكي عن الحكم وترأس الحكومة الجديدة شخصية معتدِلة، يجتمع حولها السنة والشيعة معاً.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • Omar

    Le rôle des pays du Golf est primordial dans ce conflit ! surtout leur leader : l Arabie saoudite ;elle recrute les djihadistes à travers l UE et le Maghreb ; l Arabie saoudite étend son influence en Egypte , en Syrie elle veut exterminer les frères musulmans qui constituent une menace contre la monarchie wahhabite - lutte d influence également entre le Qatar et l Arabie saoudite bref - les pétrodollars sont dépensés à détruire les peuples arabes ! désireux de liberté

  • بلادي ْالجزاير

    عين الله لا تنام و سينتقم الله من كل من سفك دما السوريين من أطفال و شيوخ.
    ستشتعل حرب بين ايران و اسرائيل و تدمر كل من ايران و اسراييل نفسيهما مثل ما يحصل في سوريا و يتهني العالم من هولا الجرثومتين للأبد و تخمد الفتن الي القيامة.

  • عاشقة الوطن7

    ان استمر الحال على ما هو عليه سيكون تقسيم العراق الى دولتين واحدة شيعية تابعة لايران و اخرى سنية تابعة للسعودية هو المآل الوحيد

  • حمورابي بوسعادة

    الصراعات موجودة منذ مدة طويلة ولكنها كانت مكبوتة ومكضومة خاصة في سوريا والعراق في سوريا أقلية تحكم الأكثرية وفي العراق نفس الشيء أيام صدام وحافظ الأسد ودخل الخليج وايران علي الخط فازداد الوضع تدهورا بالتدخل الامريكي واحتلاله للعراق والغريب أن كلا من ايران والخليج ساهموا بذلك ولم يعيروا للشعب السوري والشعب العراقي أي اهتمام ...وربما كان هذا الوضع هو انشطار حزب البعث الي نصفين بالبعد المذهبي في كلا البلدين ...بسبب مساويئ الدكتاتورية ومحاسن الديمقراطية وصل الحال الي ما عليه اليوم...واتخلطت واتجلطت.

  • sarkoko

    Ce faux conflit de la OUMA est l'œuvre de l'IRAN et l'ARABIE SAOUDITE.
    Ces deux pays avec leur OULAMAS seuls peuvent résoudre ce problème.
    L'ARABIE SAOUDITE manœuvre nos frères de la SUNNA comme elle veut, dans ce monde arabo-musulman.
    L'IRAN est la puissance CHIITE de ce monde arabo-musulman, qu'on le veuille ou pas.
    Mais où est le rôle des autres pays SUNNITES.
    La TURQUIE, l'ALGERIE, le MAROC, le PAKISTAN, QUATAR, ces pays peuvent aider avec l'IRAN d'arrêter la FITNA des SIONISTES?.

  • سليم

    طارق الهاشمي هو من خذل السنة عندما أغرته أمريكا بمنصب نائب الرئيس فأمشأ 100000 من الصحوات السنية لقتال إخوانهم السنة والتبليغ عنهم.

  • بدون اسم

    لا اعرف اين كانت الصحافه و المحللين عندما كان يذبح أهل السنه في العراق طيله 11 سنه بل تنتهك اعراضهم ..!! اليوم عندما مست النار الراوافض بدأ الجميع يتكلم عن الطائفيه .. أهل السنه في العراق الكل تنكر لهم العرب و المسلمين و نحن في الجزائر خاصه .. لهذا لنحترم انفسنا قليلا و لنتركهم يديرون شؤونهم فبما اننا لم ننصرهم ايام المحنه لا يحق لنا تناول شأنهم الا بالدعاء .

  • بدون اسم

    للتاريخ تفجيرات مزارات الشيعة ليس من صنع ولا فعل الجماعات الارهابية كما ارادت ان تروج له الحكومة الطائفية حينها انما هو من عمل المخابرات الايرانية و بموافقة الادارة الامريكية وليرجع الكاتب الى تصريحات طارق الهاشمي و الى بعض التحقيقات الامريكية النزيهة وايضا الى تصريحات بعض رجال استخباراتها فيما بعد الحدث.
    وكانت الغاية من التفجيرات هي اعادة النسيج السكاني للمنطقة برمتها.

  • اسحاق

    تفجير المزارات المقدسية هو فى حقيقة عمل ارهابى .

  • Arkoun

    C'est trop tard! La religion est une arme dangereuse.