-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تحيا الجزائر…

تحيا الجزائر…
ح.م

تأكد لي اليوم، بعد تشييع جنازة الفقيد الفريق أحمد قايد صالح رحمه الله، أن الجزائر بإذن الله تعالى على الطريق الصحيح، الآمن والمستقبلي …

لقد بدت وحدة الشعب مع جيشه في أنقى صورها من خلال رمزية الالتفاف الجماهيري حول الفقيد ومرافقته إلى مثواه الأخير.

تأكد اليوم، فشل أعداء الجزائر الفشل الذريع في محاولة إحداث شرخ بين الشعب الجزائري وجيشه، رغم كل الخطط والمكائد والدسائس والمؤامرات…

وتبيّن بوضوح أن جماهير الشعب الجزائري هذه المرة ليست فقط مع الجيش إنما مع قيادته أيضا، مُبطِلة تماما ذلك المخطط المُخادِع الذي كان يحاول وضع الجيش في خانة وقيادته في خانة أخرى!! وأسكتت جماهيرُ أمس وهي تشيع جنازة القائد المرحوم بإذن الله تعالى، كل تلك الأصوات النشاز التي كانت تُغذِّي الكراهية بين المدني والعسكري، كاشفة أن لا فرق في الجزائر بينهما. وأبرزت للعالم أننا على خلاف دول كثيرة جيشنا هو شعبنا وشعبنا هو جيشنا. ومَن أراد أن يتأكد ما عليه سوى قراءة مزيد من الحقائق نذكر بعضها:

– 10 أشهر والجيش بقواته ومصالحه المختلفة يحمي في الشعب المنتفض لأجل كرامته، دون أَن تسيل قطرة دم واحدة.

– مؤسسة الجيش وعلى رأسها الفريق أحمد قائد صالح رحمه الله عاهدت وأوفت بالعهد الذي قطعه قائدها على نفسه عندما قال: “وصيت الوحدات القتالية قلت لهم ردوا بالكم تغلطوا مع الشعب”(فيديو)… وبالفعل التزمت الوحدات القتالية بحماية الشعب، على عكس قيادة ضُبَّاط فرنسا في تسعينيات القرن الماضي الذين أمروا بقتل الشعب وأدخلوا البلاد في العشرية السوداء المعروفة.

– تمكنت مؤسسة الجيش من إدارة الأزمة التي عرفتها البلاد بكفاءة واحترافية ومازالت إلى اليوم. حيث أجهضت كافة المخططات الرامية إلى إدخال البلاد في حالة من الاضطراب والعنف، وجنبتنا تكرار تجارب غيرنا الدموية التي مازالت جراحها تنزف إلى اليوم.

– استطاعت المؤسسة الوحيدة التي استمرت متماسكة في البلاد من إعادة المشروعية لمؤسسة الرئاسة ووضعتها على طريق اكتساب مزيد من الشرعية في السنوات القادمة على إثر انتخابات 12 ديسمبر 2019، ومن خلال مؤسسة الرئاسة ستستعيد باقي المؤسسات مشروعيتها وشرعيتها تباعا وفق منطق الأشياء…

– لم يتوقف الفريق قايد صالح رحمه الله عن أداء مهامه بنفسه في القيادة الميدانية للجيش الوطني الشعبي رغم الوضع السياسي المضطرب، ما رفع من هيبة الدولة وأخاف المتربصين بها ومنع المتسللين إلى داخل أراضيها.

– رغم ما لحقه من انتقادات وأحيانا من مساس بتاريخه وشرفه من قبل معارضيه إلا أنه لم يخرج عن الالتزام بالقانون في الرد على منتقديه، وأبقى للعدالة الحق في إنصاف صاحب الحق، وقد أنصفت من أنصفت بحياته، وستنصف الآخرين بعد مماته بإذن الله، مما يؤكد تصرفه كبشر يصيب ويخطئ وليس كطاغية أو كمن يزعم العصمة من الخطأ. (للتذكير كان ضُباط فرنسا يختطفون ويُعذِّبون ويَقتُلون كل مَن خالفهم دون محاكمة ودون أن يعلم أحد بمصير أو مكان من تم اختطافه وقتله).

– اعترف العالم كله بالانتخابات الأخيرة التي جرت بهدوء في ظل حماية الجيش ومختلف مصالح الأمن، وأيد العالم المسار الدستوري الذي حرصت مؤسسة الجيش على اتباعه مما جعلنا نقف اليوم على عتبة مرحلة واعدة بمستقبل أفضل مليئة بالأمل في بناء الجزائر التي حلم بها الشهداء…

ألا يكفي هذا لنقول للراحل الفريق والمجاهد الضابط السامي ما قبل الأخير، نم قرير العين، لقد أحسن الله خاتمتك…

كل التعازي لأهل الفقيد وعائلته، تحيا الجزائر، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • بن خليفة بدر

    حر و تبقى حر

  • حمودي

    رحم الله القائد المجاهد...قائد "اللاعنف" أحمد قايد صالح...رحمه الله برحمته الواسعة...و أدخله فسيح جنانه...إن العين لتدمع و إن القلب ليخشع و إن بفراقك لمحزنون و لا نقول إلا ما يرضي ربنا إن لله و إن إليه راجعون... هكذا يمضي الرجال الأبطال و تتحرر الفكرة ...و الفكرة التي أردت أن تفهم الناس بها هي "الجزائر بكل ما تحمل من قيم" ...مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء...

  • شكر و عرفان

    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و رحم الله الأسد النوفمبري.