ترامب يحتد مع مذيع قناة فوكس نيوز التي يحبها

دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سجال حاد مرات ومرات مع كريس والاس مقدم برنامج “فوكس نيوز صنداي”، الذي تبثه القناة التي كانت يوماً ما من أكثر المحطات تفضيلاً للرئيس.

وشملت المقابلة تصريحات من ترامب بعدم مبالاته لما يقوله الجيش بشأن إعادة تسمية القواعد العسكرية، وجدل بشأن ما إذا كان التعرف على صورة فيل مؤشراً على سلامته العقلية أم لا.

وقالت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، الاثنين، في تعليقها على المقابلة التي وصفتها بـ”الجنونية”، إنه بعد أربع سنوات تقريباً على بداية فترة الرئاسة الجامحة وغير المتوقعة لترامب، يبدو الرئيس غير قادر على إثارة صدمة العالم.

ويرجع جزء من الصدمة التي أثارتها المقابلة إلى أنها أذيعت على شبكة “فوكس نيوز”، التي كانت حتى وقت قريب ترتبط بعلاقة ودية مع ترامب، لكنها بدأت تسوء.

وكانت مقابلة ترامب، التي سُجلت في البيت الأبيض، الجمعة، نموذجاً واضحاً على ذلك، إذ أشار والاس إلى “تغريدات مسيئة” نشرها ترامب عنه، وسأل ترامب ما إذا كان يفهم مسؤولياته بصفته مراسلاً صحفياً، وأجاب ترامب: “لأكن صريحاً معك، أنا لست معجباً كثيراً بشبكة فوكس”.

وكان ذلك واحداً من تعليقات مفاجئة عديدة، وفي هذا الصدد، علَّق أنتوني سكاراموتشي، مدير اتصالات ترامب سابقاً، في تغريدة: “مقابلة كريس والاس ما هي إلا دعايا لحملة بايدن”.

وأظهر استطلاع رأي أجرته شبكة فوكس نيوز، أنه عندما سُئِل المشاركون ما إذا كان بايدن وترامب يتمتعان بالسلامة العقلية لتولي رئاسة الولايات المتحدة، صوت 47 في المائة من المُستَطلع آراؤهم لبايدن، و43 في المائة لترامب.

كذلك أعرب 51 في المائة منهم عن تيقنهم بعدم تمتع ترامب بالسلامة العقلية، في حين 39 في المائة فقط قالوا ذات الشيء عن بايدن.

رداً على ذلك، طالب ترامب (74 عاماً) بأن يخضع بايدن (77 عاماً) لاختبار إدراكي على الفور، وفقاً للصحيفة البريطانية.

وصرح الرئيس الأسبوع الماضي، بأنه “نجح” في اختبار غير محدد، ويُعتقَد أنه يشير إلى تقييم للقدرات الإدراكية أجراه في عام 2018. وقال والاس، إنه قد أجرى الاختبار أيضاً بعد أن شاهد الرئيس يخضع له.

وقال والاس عن ذلك الاختبار: “هذا ليس اختباراً صعباً. فهم يعرضون صورة ويسألونك ما هذا؟ إنه فيل”، إلا أن ترامب ردّ واعتبر أن والاس أساء عرض الاختبار، وهو فحص يستخدمه الأطباء على نطاق واسع، مضيفاً: “أراهن أنك لن تستطيع الإجابة عليه. فالأسئلة تزداد صعوبة خاصة الأسئلة الخمسة الأخيرة”.

https://www.youtube.com/watch?v=-0Cpi2nicQ4

تجاهل ترامب لكلام الجيش

ومع استمرار الاحتجاجات العالمية ضد التمييز على أساس عرقي ووحشية الشرطة، تدرس وزارة الدفاع الأمريكية إعادة تسمية القواعد العسكرية التي تكرم القادة الكونفدراليين.

لكن ترامب، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قال: “لا يهمني ما يقوله الجيش. من المفترض أن أتخذ أنا القرار”، وادعى أن الإدارة الأمريكية الفيدرالية لم تتمكن من تحديد أسماء أخرى للقواعد الأمريكية.

إذ تساءل ترامب: “ماذا سنسميها؟ هل سنطلق عليها اسم ألفريد شاربتون؟”، في إشارة إلى زعيم الحقوق المدنية الأمريكي من أصول إفريقية.

واحتدت المقابلة بشكل أكبر تحديداً عندما تطرقت إلى جائحة “كوفيد-19″، التي أصابت 3.7 مليون شخص وقتلت أكثر من 140 ألف شخص في الولايات المتحدة، وفق موقع “عربي بوست”.

فهنا ضغط والاس مراراً وتكراراً على ترامب بشأن عدد الوفيات، فيما حاول الرئيس من جانبه تغيير نطاق الحديث بالإشارة إلى معدلات الوفيات في البلدان الأخرى، قائلاً إن الولايات المتحدة لديها “واحد من أدنى معدلات الوفيات في العالم”، وأجاب والاس مصححاً: “هذا ليس صحيحاً سيدي الرئيس”.

واستمر الجدل. ثم قال ترامب وهو يلوح بورقة: “آمل أن تظهروا هذا على الهواء، لأنه يوضح الأخبار المزيفة”، ورد والاس: “لا أعتقد أنني أروج لأخبار مزيفة”.

ثم عرض والاس مقطع فيديو للرئيس ترامب وهو يقول: “سيتضح في النهاية أنني على حق. وسأقولها مجدداً: الجائحة ستختفي. ستختفي وسأكون على صواب”.