تسممات غذائية بالجملة في مصالح الاستعجالات

تستقبل مصالح الاستعجالات مؤخرا، عديد الحالات لأشخاص يعانون من إسهال حاد وأوجاع بطن، بسبب تسمّمات غذائية حصلت لهم في المنازل والشارع. ويحذر الأطباء من تناول الفواكه الساخنة ومن الوجبات السريعة بالشوارع وعلى الشواطئ، لأنها قد تكون قاتلة.
تغيب أطباق الطعام الثقيلة عن المنازل صيفا، إذ تعوّضها العائلة باقتناء الأكل السريع، الذي يعتبر خطرا كبيرا في هذه الأجواء الصيفية الحارة جدا، وبسبب الجهل بطريقة تحضيرها ومكوناتها.
وحتى بعض أصحاب محلات بيع المواد الغذائية، لا يحترمون سلسلة التبريد، بحيث يطفئون المبردات والثلاجات حفاظا على الكهرباء أو لترشيد استهلاكها، في ظل الانقطاعات المتكررة مؤخرا، وهو ما قد يتسبب في تلف مواد غذائية خاصة منتجات الألبان واللحوم.
ونشر بعض الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي، صورا لعلب ياوورت اشتروها فاسدة، رغم عدم انتهاء تاريخ صلاحيتها.

تكديس “الياوورت” والألبان أمام المحلات صيفا..!
ويكدّس بعض أصحاب محلات المواد الغذائية علب الياوورت والألبان، عند جلبها من الجملة، أمام باب المحل الضيق، لتبقى ساعات خارجا، قبل إدخالها إلى الثلاجة.
وينصح طبيب الاستعجالات بمستشفى قالمة، عبد الرحمان توايمية، المواطنين بالحذر من التسممات الغذائية، التي من أهم أعراضها وجع في البطن، قيء وإسهال، تعب عام ودوخة وارتفاع درجة حرارة الجسم.

الفاكهة الساخنة وغير المغسولة.. خطر
وقال توايمية: “هذه الأعراض غالبا يشكو منها الشخص الذي تعرض لتسمم غذائي، نتيجة تناول غذاء ملوّث أو فاسد، وتزيد هذه الحالات صيفا مع ارتفاع الحرارة والانقطاع المتكرر للكهرباء”. وهو ما جعله يوصي أصحاب محلات الوجبات السريعة، بتقوى الله في الناس.
كما حذر، من تناول أي فاكهة ساخنة أو بدون غسل، مع مراقبة شكل المثلجات والمرطبات عند شرائها، فإذا تغير شكل مرطبات العلب، التي تكون غالبا على شكل تموجات في الأعلى وأصبحت مسطحة، فهذا دليل على ذوبانها وإعادة تجميدها.

على كبار السن والمرضى الحذر من الأكل غير الصحي
ومن جهته، أكّد رئيس جمعية مرضى السّكري لولاية الجزائر، فيصل أوحدة، أن كثيرا من كبار السن وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة، يتعرضون لتسممات غذائية صيفا، بسبب تناولهم أكلا غير صحي، خاصة أن غالبيتهم يعانون من أمراض مختلفة بالمعدة والقولون.
وقال أوحدة في تصريح لـ ” الشروق”، بأن غالبية التسممات المسجلة مؤخرا، كانت بسبب المياه المعدنية، التي أصبحت خطرا كبيرا في ظل نقلها تحت درجات حرارة عالية جدا، وسوء تخزينها.

“حماية المستهلك” تحذر من سوء نقل المياه المعدنية
وفي هذا الصدد، حذّرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك “أبوس” مما وصفته شراء السم تحت شعار “تشري السم تتسمم” في إشارة إلى خطر المياه المعدنية والمشروبات التي يساء نقلها واستغلالها صيفا.
وبحسب المنظمة، فإن ظروف نقل مواد حساسة وسريعة التلف تحت درجة حرارة مرتفعة، هو خرق صارخ للقوانين والمراسيم المنظمة لعملية نقل السلع السريعة التلف، ويعتبر كسر سلسلة التبريد، لاسيما المادة 35 من المرسوم التنفيذي رقم 17-140 المحدد لشروط النظافة والنظافة الصّحية أثناء عملية وضع المواد الغذائية للاستهلاك البشري.
وأكدت “أبوس” أن مثل هذه السلوكات تلحق ضررا بالمستهلك، وتعرضه لأمراض مزمنة على المدى القصير أو الطويل ولتسممات غذائية، ونشرت على صفحتها الرسمية بـ”فايسبوك” صورا لشاحنات ومركبات تنقل قارورات المياه والمشروبات، تحت درجات حرارة تفوق 45 عبر مختلف الطرق السريعة.

لا نتلاعب بصحة المستهلك ولا بجودة منتجاتنا
إلى ذلك، أفاد رئيس جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات، علي حماني، بأن جميع منتجي المياه المعدنية، يحترمون صحة المواطن وسلامة منتجاتهم الخاضعة لمجموعة قوانين ردعية.
وقال في تصريح لـ “الشروق”، بأن إنتاج ونقل وتخزين مختلف المشروبات، يخضع لمجموعة قوانين، حددتها وزارات مختلفة، وبالتالي، “لا يمكننا التلاعب في الموضوع، لأننا ننتج مواد موجهة للاستهلاك البشري. وحتى شاحنات نقل المياه على المسافات البعيدة تكون آمنة، في ظل وجود مراقبة دورية من مصالح الدرك الوطني، على طول الطريق السيار “.
وتأسّف محدثنا لما اعتبره اتهامات “باطلة” توجّهها بعض جمعيات حماية المستهلك، لمنتجي المياه، داعيا إياهم إلى زيارة مصانع الإنتاج، للوقوف على المعايير العالية في الإنتاج، احتراما لسلامة المستهلك. وحتى مادة البلاستيك التي نستعملها آمنة على الصحة.
واتهم حماني، بعض محلات البيع بالجملة والتجزئة، بالإخلال بطرق تخزين ونقل قارورات المياه المعدنية، التي تترك مكدسة تحت حرارة عالية جدا.