-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مخاوف من غلق الإقامات وتأخير الامتحانات

تعليق الدراسة في أغلب الجامعات وتضارب في الآراء

نادية سليماني
  • 4943
  • 2
تعليق الدراسة في أغلب الجامعات وتضارب في الآراء
أرشيف

تفاوتت آراء الأسرة الجامعية بشأن التعليق المؤقت للدراسة، عبر جلّ الجامعات. فبينما رحّب أساتذة بالموضوع، بسبب الانتشار الكبير لفيروس كورونا بالوسط الجامعي، وعدم احترام غالبية الطلبة البروتوكول الصحي، استهجن طلبة القرار، متخوفين من تفويت امتحاناتهم، وبقائهم صيفا في الإقامات الجامعية، خاصة أنّ التعليق جاء في عزّ امتحانات السداسي الأول.

طلبة: نرفض تعليق الدراسة في عز الامتحانات

علّقت غالبية جامعات الوطن الدراسة لمدّة 10 أيام، قد تمدد، بحسب الوضعية الوبائية للبلاد. وهو القرار الذي طالب به العديد من الأساتذة الجامعيين، بعد الانتشار الكبير لفيروس كورونا، وسط الأسرة الجامعية، إذ بلغ في بعض المؤسسات الجامعية نسبة 60 بالمائة.
وتزامن قرار تعليق الدراسة مع انطلاق امتحانات السّداسي الأول، عبر كثير من الجامعات، منذ الأسبوع الفارط.

الطلابي الحر: قرار التعليق يحتاج إلى مرونة وتفهّم خصوصية كل جامعة

وفي هذا الصدد، أكدت أستاذة إعلام تدرّس بجامعة علي لونيسي بالعفرون، أن الامتحانات الجامعية انطلقت منذ أسبوع، في ظل صعوبات كبيرة، إذ أصيب العديد من الأساتذة بالفيروس، وحتى الطلبة. وقالت: “في أثناء الحراسة في الامتحانات، لاحظت غالبية الطلبة يعطسون ويسعلون، والبعض يتعمّد نزع الكمامة في المدرج أو القسم، ومنهم من كان في حالة كارثية من المرض، وهو ما جعلني أرحّب بقرار التعليق المؤقت، حتى وإن جاء متأخرا”. وبحسبها، سيتم مواصلة الامتحانات بعد تحسّن الوضعية الوبائية قليلا.

تساؤلات عن مصير المتواجدين في الإقامات الجامعية
ورفض بعض الطلبة قرار تعليق النشاطات البيداغوجية مؤقتا، متحججين ببساطة أعراض “أوميكرون” الذي لا يحتاج إلى توقيف الدراسة..!! متسائلين عن مصير الطلبة المتواجدين في الإقامات الجامعية، خاصة االقادمين من ولايات بعيدة. فالطلبة المسجلون في شهادة الدكتوراه، تساءلوا عن استمرار العمل الإداري بالجامعات، لأنهم في حاجة إلى وثائق مطلوبة في التسجيل لشهادة الدكتوراه، المحددة بآجال معينة، وأيضا الأطباء الذين يريدون التسجيل في امتحان التخصص المحدد أيضا بأجل.
“كريمة”، طالبة سنة أولى بجامعة البليدة، أبدت استنكارها لقرار التعليق، ومبررها هو ضرورة التعايش مع هذا الفيروس، خاصة وأنه تبقى لهم 3 امتحانات فقط للسداسي الأول.
وقال “صالح”: “الغلق ليس حلاّ أبدا، بل هو عرقلة لمصلحة الطلبة.. فمن كان مريضا لا يحضر وانتهى”. وبحسبه، فالغلق سيتسبب في تأخّر بيداغوجي كبير، مثلما حدث في 2020، حين أغلقت الجامعات لمدة 6 أشهر كاملة.

طلبة متخوفون من تكرار سيناريو 2020
وقالت طالبة أخرى إن قرار التعليق، سيعود سلبا بالخصوص على طلبة الطب وطب الأسنان. وبحسبها، فالطلبة المؤيدون لقرار التعليق “هم نفسهم الذين يركبون في حافلات الطلبة من دون كمامات، وهم المتكاسلون عن الدراسة”.
أما الطلبة المقيمون في الإقامات، فتساءلوا عن مصيرهم، حيث اعتبر بعض طلبة الطب أنه حتى من دون غلق الجامعات ينهون الموسم الجامعي في 25 جويلية، فكيف الحال بعد تعليق الدراسة؟ متسائلين عن سبب تأجيل الامتحانات، إذا طبق الطلبة بروتوكول الوقاية؟

ضرورة غلق الجامعات الكبرى لاكتظاظها
وفي الموضوع، اعتبر نائب الأمين العام للاتحاد العام الطلابي الحر، عبد الكريم بن مالك، أن قرار تعليق النشاطات البيداغوجية يحتاج إلى مرونة وتفهم خصوصية كل جامعة، من حيث تعداد طلبتها، ونسبة انتشار الوباء فيها، فيما يجب غلق الجامعات الكبرى مؤقتا، بسبب اكتظاظها.
ودعا بن مالك، في اتصال مع “الشروق”، إلى إبقاء أبواب الإقامات الجامعية مفتوحة لطلبة الجنوب الكبير، متأسفا في الوقت نفسه، لإغلاق بعض الإقامات أبوابها وتسريحها “ظلما الطلبة، إذ يوجد طلبة يبعدون آلاف الكليومترات، وليسو مستعدين للسفر”.
ويقترح الطلابي الحر العودة إلى التدريس عن بعد، مع الاكتفاء بالوحدات الأساسية حضوريا، وتقليص الحجم الساعي في الحصص، والرجوع إلى العمل بنظام الأفواج في الجامعات في حالة الفتح، مع المرونة في تجميد الموسم والغياب في الجامعات التي بقيت مفتوحة، وتفعيل الدارسة عن بعد بالنسبة إلى المقاييس الاستكشافية والأفقية.
ودعا أيضا إلى تفعيل دور لجنة متابعة الموسم الجامعي، خصوصا في ما تعلّق بتطبيق الإجراءات، مع التنفيذ الصارم للقانون وبقاء أبواب اللّجنة مفتوحة، تحسبا لأي طارئ.
وختم محدثنا بدعوة الأسرة الجامعية إلى ضرورة الانخراط في الحملة الوطنية للتلقيح، تحت شعار “بالتلقيح تعود الحياة..”.

استغلال الطّلبة فترة الغلق للتحضير للامتحانات
ومن جهتها، أكّدت الحركة الوطنية للطلبة الجزائريين، مطالبتها بتعليق الدراسة بالنسبة إلى طلبة السنوات الأولى لجميع التخصصات، لمدة أسبوع. أما طلبة السنوات الأخرى، LMD، فيخصص لهم الأسبوع القادم لتقديم المشاريع المصغرة عن بعد، مع الإبقاء على طلبة الطب العيادي وتوفير الخدمات لهم. وهي المطالب التي وافق عليها أغلبية الشركاء الاجتماعيون، بحسبهم.
وقالت الحركة إن نقابة العمال ساندت بشدة قرار الغلق، بسبب انتشار كوفيد19.
وتفهّمت الحركة الوطنية للطلبة الجزائريين، بحسب ممثليها، امتعاض المعارضين لقرار تعليق الدراسة، وللرأي المساند للغلق، إذ “لا يمكن اتخاذ قرار يرضي الجميع والاختلاف يجب أن يكون، لكن يبقى في إطار عدم الأنانية والأخذ بعين الاعتبار للمصلحة العليا للجميع”.
وهو ما جعلهم يدعون إلى ضرورة العمل، لعدم تمديد هذا التعليق، حفاظا على الموسم الجامعي، مع وجوب استغلال الطلبة هذه الفترة للتحضير الجيد للامتحانات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • فؤاد

    عندما تغلق الجامعات ويبقى العمال والاداريون يشتغلون بصفة عادية ماذا سننتظر سوى ان العدوى ماتزال تنتظر الطلبة حتى ولو غابوا شهرا كاملا ، هناك خلل في اتخاذ الاجراءات الصحية

  • فريفط زكريا

    حسبنا الله ونعم الوكيل في مسؤولين الجزائر... الى اين .. معقول اهم قطاع في الدولة مغلق