-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ثروة الثورة

عمار يزلي
  • 4822
  • 2
ثروة الثورة

يشكل أول نوفمبر في وجدان كل جزائري، ضميرا متصلا تقديره نحن في محل “هم”! فهم الذين فعلوا، ونحن من تفاعل مع الثورة من جيل ما بعد الثورة. بدون شك، ثورتنا من أعظم ثورات القرن العشرين رغم ما صاحبها من عور وعيوب كما هو شأن باقي الثورات.

وجدتني أعيش هذه اللحظة، اليوم مع رحيل بقايا جيل المجاهدين الأوائل في صمت أحيانا وفي صخب أحيانا أخرى.

قلت للصحفي الذي كان يقوم بحوار معي باعتباري مجاهدا أروي شهادة عن الثورة، وأنا اليوم الحمد لله بفعل الثورة والاستقلال قد حصلت على كل ما كنت أريده أثناء الثورة لما كنت خماسا أضرب أخماسا في أسداس عند “السبنيولي” الذي كنا نعمل عنده شهرا وفي نهاية الشهر يقول لنا “ما نكلصش!”. صار عندي كل ما أريد: معمل زليج أستورد به السلعة وأبيعها، ولا أنتجها محليا إلا صوريا. شاحنات نقل وحافلات ركاب تغطي نصف القطر. تخليت عن مناصب عالية لأسير أموري التجارية والمالية. أبنائي لم يتعلموا، لكن اشتريت لهم كل ما يريدون حتى الشهادات العليا وهم يسيرون مؤسساتهم الخاصة بشهادات علمية عالية ويدرسون في كبريات الجامعات. منهم محامون وقضاة وأطباء، واحد منهم دخل للسجن، لأنه قتل امرأة أثناء عملية جراحية، لكني أخرجته من السجن قبل أن يدخل. الحمد لله الثورة كانت مكسبا عظيما. قلت للصحفي ردا على سؤال عن شهادتي حول الثورة المظفرة:

 “أنا الحمد لله كنت من الأوائل الذين فجروا الثورة. طلعت “للزبل” (أسمحولي ، لأني أنطق حرف “الجيم” زايا، بعد أن سقطت على فمي هربا من فرنسا في 4 “زويلية” 62، وطلعت “للزبل” لأول مرة! قعدت “ويك آند” في الثورة و”خرزنا” مستقلين بعد أن عملت مع فرنسا “مرشدا” سياحيا في “الزبال”). طلعت “للزبل” في بداية الثورة، و”خرزت” برتبة ضابط  و”مزاهد بزوز نزوم”. تحيا “الزمهورية الززائية”، أحنا اللي “زيبنالكم” الاستقلال.. وعلمناكم نشيد من “زبالنا” طلع صوت الأحرار”… كان معنا السي “الزيلالي بوزلال”، مسكين الله يرحمه، مات، اليوم راه “بوشي” في “زيزل”. المعركة الأولى نتاعي، في “الزهاد” كنا غير أحنا “زوز زنود”، ماتوا منا عشرة وسلكوا 14! أنا “نزرحت” في “الكروصاج”، ضربوني “ببازوكا” بين العينين، اللوبي دخل منا و”خرز” منا! الحمد لله الرصاص نتاع الثروة ظريف! الإيمان  و”السزاعة” و”المعززة” الإلهية، خلاتنا “ننزاو” من زهنم. وندخلوا للزنة.

وأفيق والمرتل يقرأ على التلفاز: ..كلا لا وزر، إلى ربك يومئذ المستقر..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عبد الرشيد

    لا فض فوك هذا أدب وفكر , يمنحك المتعة والحقيقة والفائدة , وتجاوز كلام المتحذلقين المنافقين السطحيين .

  • amor sebi

    الكثير منهم كان مرشدا سياحيا للفرنسيين في الزبال وفي الظلام وبين اظهرنا واليوم تجدهم حاملين لشهادة مجاهد يخفونها عن اعين من يعرفهم ويعرفون ماصيهم الاسود اذا اردت ان تعرفهم فسال عنهم الحساب البريدي والبنكي