-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جزائر الأسرار؟!

‬فوزي أوصديق
  • 8048
  • 1
جزائر الأسرار؟!

جزائر الأسرار.. ليس عنوان كتاب، أو فيلم، أو مسلسل بقدر ما هو ممارسة يومية ترسخت عند حكامنا وساستنا في الجزائر، فالكل “يعتبر” نفسه “مهما” و”هاما” من خلال نشره ثقافة “الغموض” بدلا من “الشفافية”…

  • ثقافة الاعتقاد الحذر “بدلاً” من “الجزم واللزم”، فهذه لجنة الزيت البرلمانية وكأنها ستخرج لنا “الزيت” من نوع آخر، ولكن مصيرها مصير لجنة 26 مليار دولار البرلمانية، وقس على ذلك تقرير لجنة بن صالح “فإنني شخصيا” لا أنتظر المعجزات، بقدر ما سأنتظر العديد من ردود الأفعال السلبية، فتقريرها رغم مضي مدة ما زال سرا لا يمكن كشف شفرته ولو استعملت الطلاسم الاعلامية، دون نسيان بعض المحرمات والأسرار المورثة في الجزائر والتي إذا ما قورنت بالديمقراطيات المقارنة فإنها تعتبر اشياء عادية، كمرض الرئيس، والتقارير الطبية الشهرية للحكام، وممتلكات الوزراء، وو… إلخ.
  • فهذه الأسرار، أو البيئة “الغامضة”المحيطة بها، قد تساعد الكثير وبالأخص بعض الجماعات، والمجموعات للبقاء.. فحتى احزابنا، وحياتنا السياسية أخذت بهذه الثقافة المؤسسة للنفي، والإقصاء والعنف واللامبالاة… الا نعتبر بما هو جار حولنا، لماذا هذه الثورات، لماذا هذه الاحتجاجات؟! أليست نتيجة هذه الثقافة الغامضة أو -حتى اكون موضوعيا- الجزء منها قد يكون من آثار هذه التراكمات عبر الأجيال، فحتى قوائم السكانات والامتحانات، اصبحت “تفسر” تفسيرا سياسيا وليس نتيجة لمسار تنموي، فالنتيجة نتاج عادي لأي دولة، يكثر فيها انتشار ثقافة الغموض، والاشتباه، فالدولة تبنى بالشفافية، والأسس السلمية في مخاطبة الشعب أو التفاعل معه، وليس من خلال الأبراج العاجية، أو المخاطبة بالإشارة أو التلميح، أو سياسة الفاتيكان عبر الأدخنة البيضاء أو السوداء…!!
  • فجزائر الأسرار حقيقة، وليست بدعة أو خرافة، وقد يكمن ذلك في حكم أننا لا نجيد فن “الاتصال والتحاور” أو “التبليغ”، حتى بعض الاضرابات التي كبدت الملايين ببعض القطاعات (النقل، الصحة) سببها هذه الطامة، أو عدم التحاور رغم ان الحلول موجودة، ولكن لماذا لا نجيد هذا الفن، ولدينا هذه الثقافة متجذرة، والطبخة جاهزة للانفجار في اي لحظة.
  • فانقطاعات الكهرباء -مثلا-، وما تبعه من “مآسي”، بدلا ما يفسر على أساس محدودية القدرة الاستيعابية، أو القيام بثقافة تحسيسية للحد من استعمال بعض الأجهزة، أو ترشيد الاستهلاك، بدأنا إلقاء اللوم على شماعات عديدة، أو البحث عن منتصف النهار وعن الظهيرة!!، وإنني لن ألوم المسؤول بقدر ما ألوم البيئة التي أوجدت هذا المسؤول، وشجعت على نمط التفكير المبني على الأسرار، في عصر الڤوڤل ايرث، والإنترنت، والتويتر، والفيسبوك…
  • والإشكالية الأخرى، البعض من حكامنا، أو الكل، بدلا ما يصحح المسار، ويسدد، ما زال متشبثا بعقلية “الأسرار” وغير قابل للتطور والتطوير، وما أكثر هذه النماذج…
  • ولذلك كلنا ننتظر من هذه “اللجان” أن تكون مهنية في أدائها، ايجابية في تعاملها، غير مبهمة أو نكرة في تعاطيها مع الجماهير… فالشعب مدرك ومميز لها، ولذلك لا عجب في  ترتيبات الذيلية للجزائر، وذلك في العديد من التقارير الصادرة من أجهزة الأمم المتحدة أو الدولية، فأسسها وزراؤنا بتصريحاتهم “النارية” أو “الغامضة”، وإن كانت في دولة أخرى قد تؤدي الى أزمات سياسية، وتبيح مسؤوليات، كما أن هذه التصرفات غير المسؤولة المبنية على الغموض، والسرية كلها عوامل مؤثرة في هذه الذيلية، كمؤشر للأجنبي أو المستثمر، أو الباحث في اتخاذ قراره وإصدار احكامه، وتحديد معالمه…
  • هذه الجزائر، جزائر الأسرار، وأتمنى أنني مخطئ، والعاقبة لأيام أحسن…!!      
     oussedik@hotmail.com
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Saidiya

    لا اتصال ولا تحاور نحيو بن بوزيد من التربية وهي تتعدل لازم نربيو جيل جديد ما يعولش على الساهل ويعرف معنى الحق و الواجب والحلال والحرام وتوعية قانونية ويباركاونا من بن بوزيد يجيبولنا عقلية صغيرة و جديدة اللي قادرة تربي جيل اللي ما يعولش على كاسكيطة باه يوصل اما الجيال اللي رباها بن بوزيد فحدث ولا حرج .