-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حقّقت بداية قوية وواجهت نهاية صعبة واستثنائية

جمعية عين امليلة تعود إلى حظيرة الكبار بعد 16 سنة من الانتظار

صالح سعودي
  • 391
  • 0
جمعية عين امليلة تعود إلى حظيرة الكبار بعد 16 سنة من الانتظار
ح.م

رسّمت جمعية عين امليلة عودتها إلى حظية الكبار، وهذا بعد موسم ومسيرة بين التميز والصعوبة، خاصة في ظل التنافس الحاد الذي واجهه الفريق في الجولات الأخيرة من عمر البطولة، من ذلك خسارته المفاجئة بميدانه أمام مولودية العلمة التي كادت أن تخلط الحسابات، قبل أن يتدارك أبناء قريون الأمر من بوابة بوسعادة، ويختمونه بفوز ثمين أمام ضيفهم ومنافسهم على الصعود أهلي البرج بثنائية نظيفة سمحت للجمعية بمرافقة مولودية بجاية إلى الرابطة المحترفة الأولى، وهذا بعد 16 سنة كاملة من الانتظار.
يجمع الكثير من المتتبعين بأن مشوار جمعية عين امليلة عرف هذا الموسم الكثير من الأوجه والتحولات، وفي الوقت الذي حقق أبناء المدرب شريف حجار بداية قوية جعلتهم يعزفون على نغمة الريادة على مدار النصف الأول من البطولة، إلا أن المعطيات تغيرت بمرور الجولات، خاصة في ظل التنافس الحاد من طرف أندية تملك نفس الطموح، وفي مقدمة ذلك قطبي الكرة البجاوية الموب والشبيبة، وهو ما جعل أبناء قريون يفقدون الريادة في منتصف مرحلة العودة، مسلمين المشعل اضطراريا لـ”الموب”، لكن ذلك لم يمنع زملاء الهداف صاحبي من مواصلة التفاوض من موقع قوة مع بقية المشوار، ما سمح لهم في النهاية بترسيم ورقة الصعود بعد كسب رصيد 54 نقطة، كان خلاصة لتحقيق 17 فوزا و3 تعادلات مقابل الخسارة في 9 مناسبات، في الوقت الذي ضرب خط الهجوم بقوة وسجل 42 هدفا، وهو أفضل خط هجوم في البطولة، بفضل المساهمة الفعالة لعديد العناصر الناشطة في القاطرة الأمامية، في صورة صاحبي وذيب والبقية، في الوقت الذي تلقى الخط الخلفي 31 هدفا، وهو ما يجعل لغة الأرقام تؤكد أحقية جمعية عين امليلة في هذا الصعود الذي يعيدهم إلى حظيرة الكبار بعد 16 سنة كاملة من الانتظار. حدث ذلك بفضل الاستثمار في روح المجموعة، وحرص الهيئة المسيرة على مبدأ الاستقرار الفني على الخصوص، بدليل وضع الثقة في خدمات المدرب شريف حجار من بداية الموسم إلى آخر جولات البطولة.
تعثرا معسكر وتلمسان أدخلا الشك وهزيمة العلمة أخلطت الحسابات
وإذا كانت جمعية عين امليلة قد فرضت منطقها في مستهل البطولة حين حققت سلسلة مهمة من النتائج الإيجابية في ملعب الإخوة دمان ذبيح وخارج القواعد، لكن نهاية هذه المرحلة تخللتها بعض التعثرات فوق ميدانهم على الخصوص، من ذلك خسارتهم المفاجئة أمام غالي معسكر في الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب، وتعادل آخر في عقر الديار أمام وداد تلمسان في افتتاح النصف الثاني من البطولة.
ويبقى التعثر الذي كاد يفسد أفراح أبناء قريون، هو خسارتهم في الجولة 27 بملعبهم أمام مولودية العلمة التي افتكت 3 نقاط مكنتها من إحياء حلم البقاء، في الوقت الذي دخل المليليون في متاهات حتمت عليهم التدارك في بوسعادة للتمسك بطموح الصعود، وهو الأمر الذي تجسد بفضل الفوز المحقق بـ3 أهداف مقابل هدفين، ليثروه بفوز آخر فوق ميدانهم ضد أهلي البرج بثنائية نظيفة.
لاصام ستستعيد أيام زمان في حظيرة الكبار
والواضح أن جمعية عين امليلة قد عرفت كيف تعود إلى الواجهة، وهي التي يلقبها الكثير من الفنيين بالمدرسة الكروية، بالنظر إلى مشوارها المشرف في حظيرة الكبار خلال فترة التسعينيات، بدليل تنشيطها لنهائي كأس الجمهورية، ومشاركتها في منافسات عربية وإقليمية، وأدائها مسارات مميزة في البطولة لعدة مواسم، ناهيك عن إنجابها للاعبين بارزين فرضوا أنفسهم في أندية كبيرة، على غرار بوغرارة وبلغربي وبن حمادي وخوني وشاطر وعلوي والقائمة كبيرة، دون نسيان بصمة المدرب التاريخي عبد الحميد أزروال الذي ساهم في تشكيل فريق كبير تميز بالصمود وروح المجموعة منذ فترة الثمانينات إلى غاية التسعينيات، ما يجعل الفرصة مواتية لعودة المدرسة المليلية إلى الواجهة من بوابة حظيرة الكبار، على أمل أن يستعيد أيام زمان ويضفي البهجة في نفوس الأنصار فوق ميدان الإخوة دمان ذبيح وفي بقية الملاعب الجزائرية.
بن صيد وحجار واللاعبون يجمعون على أحقية لاصام في الصعود
عبر المحيط العام لجمعية عين امليلة عن ارتياحه بعد تحقيق حلم الصعود إلى حظيرة الكبار الذي جاء تتمة لارتقاء الفريق الموسم المنصرم من القسم الهاوي إلى الرابطة الثانية، ليتم هذا الموسم وضع لبنة الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، حيث لم يخف المدرب شريف حجار فرحته بعد مساهمته في تحقيق هذا الهدف، مؤكدا بأن فريقه كان أمام حتمية الفوز أمام أهلي البرج لترسيم الصعود، وهو الأمر الذي تجسد ميدانيا بفضل جهود وتضحيات اللاعبين والمسيرين والأنصار وجميع الأطراف الفاعلة في محيط النادي.
وقال حجار بأنه فرط في عرس ابنته من اجل قيادة الفريق في لقاء هام وحاسم أمام أهلي البرج، مؤكدا بأن الفرحة فرحتان بالنسبة إليه، مادام أن ذلك تزامن مع صعود جمعية عين امليلة وحفل زفاف ابنته، وفي السياق ذاته أكد رئيس الفريق شداد بن صيد بأن صعود فريقه كان ثمرة جهود جميع المحسوبين على أسرة النادي، مضيفا بأن الصعوبات التي واجهوها لم تثن من عزيمتهم، ما جعلهم يواصلون المسيرة بنفس العزيمة من اجل تحقيق طموحات أنصار ومحبي النادي الذين من حقهم حسب قوله أن يفرحوا ويستمتعوا بهذا الإنجاز المميز.
كما أشاد المهاجم صاحبي بالمسار الذي حققه فريقه، مرجعا ذلك إلى تجند زملائه اللاعبين والطاقم الفني والمسير وجمهور النادي، مؤكدا بأن فريقه صمد طيلة أطوار البطولة من اجل تحقيق الصعود، وهو الأمر الذي تجسد في النهاية، ما يعكس حسب قوله الأجواء الإيجابية السائدة في محيط النادي، بشكل مكن الجميع من تشريف ألوان النادي رغم الصعوبات والتنافس الحاد بين مختلف الأندية الطامحة في الارتقاء إلى حظيرة الكبار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!