-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جنون نتن ياهو!

عمار يزلي
  • 1473
  • 0
جنون نتن ياهو!

ما حدث وما يحدث وما سيحدث في المجسد الأقصى من استباحة، فيما المسلمون في استراحة، والنائحون على الجنائز يكثرون من النّياحة ويتعطشون لرؤية القدس مهودة لأجل السياحة، من خارجه إلى قلبه إلى الباحة، إلى الجدار، إلى داخل الساحة، وجدت نفسي أعيش لحظة تفاعل يهودية من قبيل التايهوديت العربية السفاحة!

فلقد أطل “النتن ياهو” هذا الصباح المشمس على شرفة فيلته الفخمة التي بناها على أنقاض مقبرة إسلامية قديمة خلف أسوار القدس وهي تستقبل أولى أشعة الشمس الصباحية من شهر نوفمبر البارد نسبيا في هذا اليوم الأول من الأسبوع اليهودي. فكر في أن يسبت اليوم على غير عادته “السرية”. فهو يقول في داخله أنه لا دين له ولا ملة، لكن التدين الشكلي مسألة “جوهرية”: لعل الحاخام يوسف قد يؤلب عليه المواجع ويلصق به تهمة الخيانة المقدسة ويساويه بحزب العمال، الذي هو الآخر ـ على لائكيته ـ لا يتوانى في الظهور بمظهر المحترم للدين والتدين والطقوس التافهة المعربدة من طرف الحاخامات على مر العصور. هكذا، كان يقول في داخله!

فكر وقدر، ثم قتل فقدر، ثم عبس ثم نبس! لقد أخبر نفسه أنه عليه أن يصلي اليوم في ساحة حي المغاربة!: سأصلي اليوم هناك جهرا! في ساحة حي المغاربة.. لا لا .. حي البراق! ماذا أقول؟ جدار المبكى! ما هذا الاختلاط عندي في المفاهيم! اللعنة على هذه الأسماء التي تركتني لا أعرف ماذا أقول ناهيك عن ماذا أفعل أو لا أفعل! اللعنة على هؤلاء العرب المسلمين الذين فرضوا علينا أسماء عملنا جاهدين على إزالتها فلم نفلح! وها هم اليوم يقاوموننا من الداخل ومن تحت قبة الصخرة.. العذر ماذا أقول: من فوق هيكل سليمان المطمور! نقول هذا، لكن نعلم أنه لا هيكل موجود لا مطمور ولا مدمور! آآهو.. هذا كلامنا على لسان نتن ياهوو!

فكر، لكن تردد: الإرهاب الإسلامي والذي لا يساوي من إرهابنا شيئا، يخيفني، يرهبني! إنني أخشى على أمة اليهود ودولة اليهود من الزوال عما قريب. فكل أسفارنا وتلمودنا تؤكد ذلك. قرآنهم أيضا يؤكد ذلك. حتى الأمريكان أبناء الكلبة خدامنا الميامين، حلفاؤنا أولادة الحرام، كلابنا المدللة، يذهبون إلى حد التخوف من زوال دولة إسرائيل في حدود 2025. أنا لست متدينا ولا مؤمنا حتى، فكيف لي أن أومن بالخرافات، لكن هذه الخرافات حتى العلماء يرون أنها خرافات مؤكدة! تفوه على هذا العلم وعلى هؤلاء العلماء العملاء! حتى أبناء ملتنا المعتوهين يقولون ذلك! غلاة اليهود ألأمريكان الأرثوذوكس والأنجليكان حذروا كل اليهود من مخاطر إنشاء دولة يهودية على أرض الميعاد، مدعين أن ذلك سيعجل نهاية الوجود اليهودي ككل. وعليه، نصحوا من القديم ببقاء اليهودية دينا واليهود شتاتا. اللعنة عليهم! هرتزل كان عظيما! أفرغ هذا المعتقد من محتواه وأسس لدولة إسرائيل دولة لليهود في الشتات! شتت الله شمل كل من يشتت الناس! (نحن نشتت الفلسطينيين، لكن هذا لا يسمى تشتيتا، بل إعادة توطين!). هرتزل كان عظيما لما ضرب هذه النظرية الدينية الصلفة عرض الحائط، بل وضرب بأفكار أنشتاين نفسه عرض وطول الحائط الآخر! ماذا بهم هؤلاء؟ ماذا يقولون عن أرض الميعاد؟ وتفاسير حاخاماتنا وربيونا لهذا الوعد الإلهي، كيف يفسرونها؟ اللعنة عليهم!

سأصلي اليوم بدون خوف، لكن الخوف يعصرني! فإذا حدث لي مكروه لمن سأترك زوجتي ومالي.؟ زوجتي لا تهمني سوى لأنها أكثر مني حريصة على أموالي لمن ستذهب أموالي؟ أكيد لمن سيتزوج زوجتي! هذا إن لم تكن متزوجة أصلا! اللعنة على هؤلاء المتشددين المسلمين الذين هم أحرص الناس على الموت منا نحن الأحرصون على حياة! حتى قرآنهم يعلمهم أن قتال اليهود جهاد في سبيل الله!

أكاد أجن! رغم أن طبيبي النفساني أمرني ألا أكثر من هذه الحبوب اللعينة، إلا أني لا أجد راحة إلا فيها ومعها! أريد أن أعتلي الحائط وأخطب في الناس قبل أن أهوي لأصلي في الباحة، لكن البروتوكول لا يسمح تخوفا من أي اعتداء غير محسوب!

رغم القبضة الأمنية، إلا أن التوتر يزداد يوما بعد يوم وأخشى أن أفقد شعبيتي إذا لم أحسم الأمر بسرعة، لكن حسمه بسرعة قد يفقدني منصبي بسرعة أيضا. هؤلاء المجانين قادرون على أن يفجروا الوضع في أية لحظة وأصبح أنا المتهم بإفساد الوضع وعدم التحكم فيه وأفقد صوابي بعد أن أفقد منصبي وسمعتي! ماذا أفعل؟ اللعنة! أصلي أم أدخل بيتي وأسكت وأتابع مع مكتبي الأمني عن بعد وأقرر بعدئذ ماذا سنفعل؟

لقد تابعت قبل اليوم فيلم صديقنا المحب لليهود ولإسرائيل الممثل القدير “براد بيت” في فيلمه البطولي “زيد وورد” (نهاية العالم) وأعجبني تصوير القدس بأسوارها وشعب الهمج العرب فيها، والذي تحولوا إلى “زومبي” يأكلون وينهشون كل من يقع بين أيديهم وأرجلهم! صدمت من تلك الصورة المفزعة حين يتسلق فيها هؤلاء المرضى الموتى الأحياء أسوارنا التي بنيناها بأيد، لحماية شعبنا اليهودي بجد! كان يتسلقون الأسوار مثل النمل ويهجمون علينا! صورة مرعبة أتمنى أن لا تحدث حتى في الحلم، لأننا سنكون نحن الأخسرين أعمالا!

“براد بيت”، رغم أنه رجلنا وممثلنا ومحبنا، إلا أنه تعامل بشكل متطرف ضدنا كدولة محبة للحرية ومنكرة للتطرف! لكن هذا ما يتطلبه أحيانا التسويق والترويج للفيلم.


ماذا سأفعل؟ أشعر أن دوارا في رأسي يجعلني أرى الشرفة التي أنا عليها الآن تقترب نزولا نحو ساحة الباحة، نحو حائط المبكى! أريد أن أرمي خطوة من الشرفة فقط لأجد نفسي عند حائط المبكي، أبكي وضعي وتردي ونهاية تاريخي الذي أراه قريبا للأسف! الأمريكان تخاذلواّ، الروس أيضا، العالم خذلني أمام هؤلاء البراغيث في القدس الشرقية. الأنظمة العربية معي والدول المجاورة تساندي، لكن الشعوب أبناء الكلبة لا يأبهون بحكامهم الذين عملنا لجيلين على تثبيتهم في الحكم خدما لنا ولاستراتيجيتنا في المنطقة. الشعوب لا يؤمن جانبها! كان علينا أن نصفيهم عوض أن ننصفهم فيما سمي بالربيع العربي! ساندنا ذلك خطأ قبل أن نعتذر للحكام على فعل ذلك سرا!

الآن سأقفز من الشرفة نحو حائط المبكي، أنا فقط على ارتفاع نصف متر! (هذا النصف متر، كان في الواقع خمسون مترا!).

..وأفيق وقد سقطت من سرري بعد أن كسرت الطوق وسقطت من تحت إلى فوق!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!