-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حزب الفايسبوك: ضد من مع من؟

حزب الفايسبوك: ضد من مع من؟

ليس هناك أي شرط للانضمام لحزب الفايسبوكيين، لا تحتاج إلى بطاقة انخراط، ولا لتزكية ولا لأن تُعلن الولاء لهذا أو ذاك، الانضمام للحزب مفتوح للجميع بدون استثناء، والانسحاب من غير قيد أو شرط، حرية التعبير مضمونة إلى أبعد الحدود، وحرية المبادرة لمن شاء، تَكتب تُعلق تَصف تَنتقد تَمدح تَسخر.. لا أحد يفرض عليك شروطا.

الخلفية الأيديولوجية ليست مطلوبة للانضمام أو الانسحاب، والمستوى الثقافي أيضا، هذا الحزب لا مقر له ولا عنوان، ولا يستطيع أي كان حلّه أو تجميد نشاطه مهما كان، لأن مركزه متنقل عبر القارات، ومناضلوه منتشرون عبر العالم ويخضعون لأكثر من قانون، ليس لأي كان عَدّهم أو تتبع خُطاهم، إلا دولة واحدة على وجه الأرض هي الولايات المتحدة الأمريكية، القادرة بالفعل على مراقبة الأنترنت، والتي قالت لنا أن حزب الفايسبوك في الجزائر يزيد عدده عن الأربعة ملايين، ولديها كافة التفاصيل عنه (الإناث والذكور، الشباب والشيوخ، الكلمات المفتاحية، التمركز، العلاقات…الخ)، أما بقية دول العالم فليس لها لا القدرة التكنولوجية ولا الإمكانات المالية لتقوم بذلك. فحزب الفايسبوك أعلى منها وإن كان أعضاؤه منتمين إليها، ومفروض عليها اعتماده من غير وثائق ولا ملف.

المثير للانتباه في هذا الحزب اليوم، أنه أصبح يمتلك موقفا شبه موحد، يكاد الفايسبوكيون يتفقون على الأمر ذاته عندما يتعلق بهذه القضية أو تلك، حتى أصبح المحللون يتكلمون على رأي الفايسبوكيين وليس على تعدد الآراء الفايسبوكية، لأن هؤلاء حقيقة أصبحت لديهم القدرة على تحقيق إجماع قلّما تحققه الأحزاب التقليدية أو الشخصيات الوطنية على أرض الواقع.

يتهكمون، يسخرون، يسخطون، يغضبون، يتّفقون، ينقسمون كما لو كانت لديهم قيادة موحدة، وأحيانا ينقسمون عندما يكون الأمر مازال لم ينضج بعد. هل يمكن أن نتكلم بالفعل عن وجود مجتمع لهم متميز عن بقية المجتمع التقليدي، وعلينا التعامل معه كواقع؟ هل مواقف هذا المجتمع مستقلة بالفعل أم أنه يتم تحريكها والتلاعب بها بكيفية أو بأخرى دون أن ندري؟

سؤال ينبغي أن نطرحه بإلحاح اليوم، ونحن ندخل عصر الجيل الثالث. كيف نميّز بين إجماع جزائري حقيقي حول استهجان سلطة الجهل، ورفض تبديد المال العام، والتطلع إلى تجديد الطبقة السياسية، والسخرية ممن يستحق السخرية، والافتخار بمن يستحق الافتخار، وبين التوجيه الخفي لهذه الملايين من قبل صُنّاع السياسة المحليين أو العالميين؟ كيف نتمكن من جعل المنتمين لهذا الحزب الفايسبوكي بحق مساهمين بموضوعية في هيكلة تفكيرنا الجماعي من أجل إيجاد بدائل أفضل للمستقبل؟ كيف نجد الآلية المُثلى لكي يبقى حزب الفايسبوك معنا وألا يتحول ضدنا وضد نفسه؟

 

يبدو لي أنها أسئلة بحق تحتاج إلى نقاش حقيقي، بين أفراد هذا الحزب الفايسبوكي قبل غيرهم.. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • قادة

    الانسان له حياةواحدة يجتهد ويعمل ويعمرالارض ويصلح فيها.كل مابني على فرضيةفهوقابل للصح والخطا وللنجاح وللفشل وللربح وللخسارة وللخيرو للشر.لهذافانا اؤمن بان الانسان مهماحاول ان يعيش حياةثانية اوموازيةلحياته الا وانتهت بسرعةالبرق لان مدةالحلم قصيرةوحبل الكذب قصيروعمر الفرضيةبدرجةصحتهاوخطاها.لهذا فانالااؤمن بحزب الفايسبوك.لانه موجه من مخترعه ويتحكم فيه كمايشاءولايسمح الالمايخدم مصالحه.هذامايجعلني اجزم بانه لاحل لناكدول متخلفةالامعيشةواقعناومواجهةضعفناواقعياميدانيالا افتراضياكلعبةكمبيوترتنتهي مدتها.

  • seddik

    الكل اصبح معروفا في العالم و ليس في الجزائر انها المصيبة يا اخواني صناع القرار في العالم يعرفوننا واحد واحد عبر الفايسبوك و بالصورة.

  • بدون اسم

    الحقيقة في هذه الجملة :"التوجيه الخفي لهذه الملايين من قبل صُنّاع السياسة المحليين أو العالميين؟"