-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اللي خانوها يديها.. تقول بي السحور

حسدوني وعاينوني… للاختباء وراء الفشل في الحياة

الشروق أونلاين
  • 7226
  • 0
حسدوني وعاينوني… للاختباء وراء الفشل في الحياة

تسود العديد من المعتقدات عند الجزائريين تجاه بعض الحوادث التي قد تقع مع الإنسان صدفة، إلا أنّ المجتمع يصبها غالبا في العين والحسد في مختلف المجالات سواءً تعلّق الأمر بمرض أو عمل أو زواج وغيرها، إذ يحاول الناس التصدّي للعين والحسد من خلال بعض العقاقير أو أشياء أخرى يرتدونها لتردع عنهم خطر الحاسدين.

شكاوى لا تنتهي بسبب العين والحسد

قد يلجأ العديد منا إلى التخفّي وراء الحسد والعين والحقد من الناس، لا لشيء إلا للتغطية على بعض العقبات التي قد تواجههم، فيصل بهم الأمر إلى حد التشكي من ذلك ومحاولة حماية أنفسهم من هذه العين التي أصابتهم ببعض الخزعبلات التي أكل عليها الدهر وشرب، وفي هذا كان لنا حديث مع خالتي يمينة التي التقيناها في حسين داي، حيث استحضرت لنا معاناتها من عين الناس، فتقول إنه بعد زفاف ابنها مباشرة أصيبت ابنتها بنزلة برد قوية كادت أن تودي بحياتها، ليتبع ذلك بأيام سقوط أداة حادة فوق رجل ابنها، ما حتّم عليه الخضوع لعملية جراحية مستعجلة بقي على إثرها طريح الفراش لأكثر من 45 يوما “إنّ الناس لا يحبون لك السعادة”، لذلك أقسمت أن تضع “خامسة” عند مدخل منزلها  حتى لا يصاب أحد بعين الحاسدين مرّة أخرى.

أمّا  كريمة 26 سنة والتي التقيناها أمام محطة القطار بحسين داي، فحدثتنا بحسرة عن قصتها الحزينة، حيث تقول إنها لا تكاد تبادر مشروعا حتى تتعطل أمورها، فبعد أن تمت خطبتها على شاب، وما هي إلا أشهر معدودات حتى بدأت المشاكل تلاحقها، وبعد ذلك بأيام تعرّضت لسرقة هاتفها، في حين يقول مراد 26 سنة والذي التقيناه ونحن في طريقنا إلى رويسو أنه من كثرة ما سمع من الناس وما يفعله الحسد حتى قرّر الاتجاه إلى الرقية ببعض اللترات من الماء للهروب من أعين الحاسدين تجاهه وتجاه كل ما يحيط به قبل عقد قرانه بأيام.

عشّشت في أذهان الكثيرين

فكلمات مثل “العين والحسد” أصبحت تسيطر على العديد من الجزائريين بكل فئاتهم، جازمين بأنها وراء مشاكلهم وما يلحق بهم من سوء، وفي هذا يقول حكيم 33 سنة والذي التقيناه أمام محطة الترامواي برويسو إنّ الحسد آفة ومرض متجذر في نفوس الجزائريين، فلم يسلم منه أحد، وهنا حضرته قصة أحد أقربائه الذي اشترى سيارة فاخرة ليبدأ جيرانه بالتعليق عليها بالقول كيف له أن يقود سيارة من هذا النوع فهو لا يستحقها، ولم تمض إلا بضعة أيام حتى بدأت الأعطال تنهال عليها وتكلفه صرف شقاء عمره ليضطر في الأخير لبيعها لعل وعسى يسترجع بعضا مما خسره. أمّا سعيد 29 سنة، فيقول إن الإصابة بالعين حقيقة تصيب العائلات الجزائرية بقوة أحيانا، ليواصل كلامه قائلا ”أنا مثلا تهاطلت علي الأحداث السيئة، فتحصلت على عمل، لكن تم تسريحي بعد أربعة أشهر، ثم قمت بالمشاركة مع أحدهم في مشروع، فبدأت الأرباح تنهال علينا في البداية، لكن حسد الناس وغيرتهم حوّلت الأرباح إلى خسائر وديون، لم أتمكن من إكمال تسديدها إلى اليوم، وحتى أحد الرقاة أكد لي أنّ الأمر لا يغدو إلا عين حسود ليس إلا”.

اتكال عليها لتبرير أخطائهم

ورغم أنه لا يمكننا التغاضي عن ”العين” فهي حق، أتى ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى “وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ” الآية 51 من سورة القلم، وفي السنة من خلال قوله صلى الله عليه وسلم “العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين”، غير أنّ تعامل الجزائريين مع هذه الأمور مبالغ فيه حتى أصبحت سببا في رضاهم بالفشل وتكاسلهم، وآسيا 25 سنة واحدة من هؤلاء، حيث أرجعت سبب فشلها في حياتها -حسب تعبيرها -إلى “العين” و”الحسد”، خاصة بعد فشلها مع زوجها في إتمام مسيرتهما بعد عقد القران بأشهر قليلة، ما عرّضها لصدمة وانهيار عصبي وقرّرت العزوف عن ذلك ورفض أي أحد مستقبلا.. إلى ذلك يرى محمد من بومرداس أننا كلنا معرضون للحسد من المقربين والغرباء، بل يقول إنّ “عين الجزائري قوية بدليل خسارته المتتالية في تجارته، مرجعا الأمر إلى حديث أصدقائه والمقربين منه عن نجاحاته، لذلك اتخذ قرارا بعدم الدخول في أي عمل تجاري مستقبلا، لأنه ملّ من هذه الإخفاقات التي جعلته يعود خطوات إلى الوراء”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • خالد الجزائري

    العين حق لكن لانربط الفشل دائما بالعين والحسد .