خبر عاجل “غير مهم”!

تعاملت الكثير من المنابر الإعلامية والفضائيات مع انخفاض سعر برميل البترول وتهاويه إلى أقل من 50 دولارا على كونه خبرا عاجلا، رغم أن كل الأخبار الاقتصادية تحولت منذ أسابيع إلى أخبار عاجلة بسبب الأزمة العالمية.

•  ولكن الشعوب المستضعفة والمنتمية على الورق إلى البلدان المنتجة للبترول لم تهتم كثيرا بأخبار السقوط، لأنها لم تشعر أصلا بالارتفاع في السعر يوما… فكيف تقنع شخصا ظل في الطابق السفلي لعقود أنه حان الوقت لكي ينزل من الطابق العاشر مثلا؟ علما أن كل الشعوب تمارس هواية النزول إلى الأسفل، وهي راضية بالقهر ومرضية “بالغصب”؟!
• برميل البترول تحوّل في قاموس الشعوب إلى مرادف للفقر الإجباري، حيث حالت سياسة العجز وعيوب التخطيط دون رفع القدرة الشرائية للمواطنين، في الوقت الذي أصبح سهلا أن تسأل مواطنا عاديا في الشارع بوهران، أو العاصمة أو حتى بحاسي مسعود، إن كان يشعر حقا بانتمائه لدولة منتجة للذهب الأسود فيخبرك حينها أن حقه مهضوم ورأسه مملوء بالهموم؟!
• المشكلة إذن في الدول المنتجة للبترول، وبينها الجزائر، ليست فقط مرتبطة بأزمة ثقة بين الشعب والنظام، ولا في غياب التخطيط أو حتى في توزيع الريع بشكل غير عادل، ولكن المشكلة الأساسية تتمثل في كون أن الشعوب نسيت انتماءها الفعلي لدول تنام على ثروة باطنية، هي مثار صراع لكثير من قوى النفوذ ومحرك أساسي لعدة حروب، فنحن هنا بصدد فقدان هوية جديدة، هي الهوية الاقتصادية، يستحيل معها الحديث عن وجود اهتمام شعبي بأخبار سقوط سعر البترول أو حتى ارتفاعه، حتى أنه من الغرابة بمكان، القول مثلا أنّ سقوط فريق كروي لقسم سفلي في الجزائر أصبح يحرك الشارع أكثر من سقوط البرميل ومعه تهاوي مستوى المعيشة.