-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دولة قومية لليهود!

دولة قومية لليهود!

القدس عاصمة أبدية لـ”إسرائيل” دولة قومية يهودية، تحتضن إلها مزعوما في بروتوكولات بني صهيون، تخضع له كل الأديان السماوية، ويحج إليه كل المؤمنين برسالات التوحيد الإلهي.
“الدولة اليهودية” قائمة منذ عام 1948، بنهج عنصري يطبق آلياته، دون رادع حقوقي أو قانوني، ما الذي تغير الآن؟
هل تغير شكل الصراع، أم حُسم إلى الأبد بكل تفاصيله وفروعه؟
كان صراع “جغرافيا” صراع أرض اتسعت آفاقها، توالت عليها الحضارات، واستقبلت جل الرسالات السماوية، واحتضنت كل الأنبياء، فتعددت فيها الأديان التي تلتقي في توحيد الإله الواحد الأحد، وتفترق في صراعات حقوقها، وشرعية وجودها، على حساب شرعية وجود الآخر.

صراع “الجغرافيا ” حُسم…!

أرض “القومية اليهودية” تغطى بسماء من شرعية نظام دولي، لا يخرج عن نطاقه أحد، تخطت حدود تل أبيب وحيفا ويافا والجليل واللد والناصرة، ووصلت إلى رام الله والخليل ونابلس وطولكرم، ونصَّبت وجودها الاستراتيجي في الجولان.
حروب ثلاث كبرى: 1948، 1967، 1973 توّجتها معارك دبلوماسية، كرست شرعية زائفة لـ”دولة يهودية” في جغرافيا رُسمت خرائطها بدقة، وصادقت الأمم المتحدة على أبعادها.
لكن “الدولة اليهودية” الباسطة حضورها في أرض “آمنة”، لا يرتقي أعداؤها إلى مستوى القدرة على مواجهتها، تفتقر إلى إلهٍ له معبد في مدينة، تتعالى بخصائص قدسيتها، التي شرَّعتها رسالات السماوات العلا.
وارتقاء مع منطق القوة في جغرافيا اتسعت آفاقها، انتقلت “إسرائيل” من نهجها العلماني المزيّن بقيمة ديمقراطية، طالما تغنت بها، إلى تطرف ديني أصولي، يستند إلى نصوص، لا تمتلك دليلا على صحتها، لتكسب بعد “الجغرافيا” معركتها الدينية على حساب ديانات أخرى، لتبدو “اليهودية” وكأنها الدين الأوحد الذي تخضع له كل الأديان، في أرض التقت فيها الأديان الكبرى، قبل رحلة النبي يعقوب من بابل إلى كنعان، ومرورا بالأنبياء زكريا ويحيى، والسيد المسيح، واختتمت بمسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج.
لقد أدرك الكيان الصهيوني منذ البدء، أن القدس هي المبتغى، فمن حكمها يحكم العالم بأديانه التي ترى في بيت المقدس “قبلته الأوحد، ومحجّ المؤمنين بها من كل حدب وصوب، بجعلها بدعم أمريكي “عاصمته الموّحدة”.
الأديان السماوية أمام جغرافيا دينية جديدة، أضحت فيها السلطة المطلقة لـ”الدين اليهودي” دون سواه في أرض الرسل والسماوات.
والإسلام، إذ يفقد سلطته على “بيت المقدس” هل تقوى قواه الإقليمية اللاعبة في الشرق الأوسط بأدوات دينية مذهبية، على نقد القرار الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي، وهي الفاقدة لخصائص مدنية الدولة؟.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ISORANES

    يتباكى العرب عن الإعلان عن دولة قومية لليهود ، متناسين بأنهم هم السباقين لتبني هذه الإيديولوجية ذات الأصول الجاهلية في جغرافيا لا علاقة لها بالعرب كما هو اشأن في تمازاغا.

  • نسومر الأوراس

    العرب أو من أسسوا للقومية و كانوا خنجرا مسموما في ظهر الخلافة العثمانية التي تواطأ عليها هؤلاء القوميون بخياناتهم عندما ساهموا مع الأنجليز في ذبح جيوشها بفلسطين السليبة.

  • ساسي جاري

    احفاد ابراهيم واسحاق ويوسف ويعقوب -اسرائيل - عليهم السلام يريدون بناء دولة علي ارض اجدادهم الانبياء والرسل يحق لهم ذلك كما يحق لكل الجزائريين والعرب اقامة دولهم والعيش بامريكا وبفرنسا واوروبا بكل حرية وسلام واقامة شعائرهم الدينية هناك بلامشاكل
    علينا ان نري الاشياء من جانبها المشرق والواضح يا سادة والحقيقة مرة ومؤلمة احيانا

  • ميم في الصميم

    التحرك الدي تخشاه الدولة القومية أو الدولة الدينية هو مقابلتها بإعلان دول وتجمعات دولية دينية.أمريكا وإسرائيل مهدتا الطريق لقيام الدولة الإسلامية الشاملة .لأن المنطق يقول: إما أن نكون أو لا نكون