-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رحم‮ ‬الله‮ ‬مهري‮.. ‬يا‮ ‬بلخادم‮!‬

محمد يعقوبي
  • 5786
  • 19
رحم‮ ‬الله‮ ‬مهري‮.. ‬يا‮ ‬بلخادم‮!‬

مات عبد الحميد مهري.. وفي حلقه غصّه من الجبهويين الذين أهانوه وأخرجوه من الباب الضيق، لمجرد أنه أراد تحرير هذا الحزب من أغلال السلطة وقيود النظام.. مات وهو مايزال يطالب بأن يسمح له أن يعرض تقريره المالي والأدبي على أعضاء اللجنة المركزية، الذين باع بعضهم توقيعاته مقابل تأمين تقاعد مريح، فيما نكص البعض الآخر على عقبيه، تحت ضغط ترهيب وترغيب السلطة التي رمت بكل ثقلها لتزيح هذا الرجل العظيم من على رأس الحزب العتيد، لأسباب معروفة لدى العام والخاص، لا تتعلق إطلاقا بقوائم الترشيحات، كما هو حال الصراع الدائر بين بلخادم وخصومه، بل لأن الرجل أعاد الاعتبار للأفلان، وأعاد الروح في هذا الجسد المحنّط، فوقف إلى جانب الشرعية الشعبية رافضا إلغاء المسار الانتخابي، في الوقت الذي كان كثير من ”الوطنيين” والإسلاميين والديمقراطيين يلهجون بحمد السلطة صباح مساء.

رحم اللّه مهري.. يا بلخادم، لأنك أنت ومن معك ومن ضدك، جعلتم من الأفلان ظهرا يركب وضرعا يحلب وجهازا تستخدمه السلطة في الاقصاء والتهميش الذي يطال الكثير من طاقات هذا الوطن في الداخل والخارج، رحم الله مهري.. يا بلخادم، لأن الرجل حارب من أجل مبادئ الحزب، بينما تمارسون اليوم اقتسام الريع، فأنت يا بلخادم تحارب خصومك لتظل وحاشيتك مستفيدين من هذه البقرة الحلوب، ويحاربونك هم بحثا عن نفس المزايا وليس من أجل مبادئ الحزب وأفكاره.. هم لم يثوروا ضدك لأنك أكثر الأمناء العامين تدجينا للحزب وإضعافا له وتسفيها لتضحيات الآباء‮ ‬والأجداد،‮ ‬بل‮ ‬ثاروا‮ ‬ضدك‮ ‬لأنك‮ ‬حرمتهم‮ ‬من‮ ‬المناصب‮ ‬التي‮ ‬أعطيتها‮ ‬لأصحابك‮ ‬ومقربيك،‮ ‬هؤلاء‮ ‬الأصحاب‮ ‬والمقربون‮ ‬الذين‮ ‬تحتمي‮ ‬بهم‮ ‬اليوم‮ ‬من‮ ‬الخصوم‮.‬

نعم‮ ‬أقصيت‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ”‬الديناصورات‮” ‬لكنك‮ ‬للأسف‮ ‬قربت‮ ‬المئات‮ ‬من‮ ‬البارونات،‮ ‬الذين‮ ‬يتعاملون‮ ‬مع‮ ‬الحزب‮ ‬العتيد‮ ‬كمقاولة‮ ‬أو‮ ‬بورصة‮ ‬أو‮ ‬مجمع‮ ‬لشركات‮ ‬استثمارية‮ ‬متحالفة‮ ‬على‮ ‬النهب‮ ‬وإهدار‮ ‬المال‮ ‬العام‮..‬

نقول هذا الكلام لأنك كنت في يوم ما، أمل هذا الشعب من حيث كونك تنحدر من طبقاته الكادحة، لكنك خذلتنا جميعا كرئيس للحكومة وكأمين عام للأفلان.. أخذت فرصتك وفرص غيرك ولم تنجز للجزائريين سوى الإحباط واليأس مثلك مثل غريمك أحمد أويحيى.. فأنتما وجهان لعملة واحدة، اسمها‮ ‬الفشل‮ ‬والافلاس‮ ‬والمستقبل‮ ‬الغامض‮.‬

كنا ننتظر منك أن تكون في مستوى الشرائح التي وثقت بك، فرضيت أن تكون تابعا.. حلقة في ترس التخلف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وأكثر من ذلك حجرت على طاقات الحزب، أقصيت كباره وهمشت إطاراته، وكرست قيما بعيدة عما هو مأمول من الأفلان، رغم أنك كنت في يوم ما إلى جانب‮ ‬مهري‮ ‬وهو‮ ‬يخوض‮ ‬معاركه‮ ‬لخدمة‮ ‬الشعب‮.‬

كنا ننتظر منك بعد نتائج الانتخابات المحبطة أن تنصرف إلى حالك، بعد أن شاركت في مسرحية غاية في السذاجة، فحصدت مقاعدَ ليست لك، وأدخلت للبرلمان عاملات النظافة، والميكانيكيين والسكرتيرات، بينما لم يدخل البرلمان رؤساء جامعات ودكاترة ومثقفون ترشحوا في أحزاب أخرى.. كنا ننتظر أن هذا المشهد سوف يحبطك أنت أيضا، فتترك الحزب للجيل الذي يستحقه! وتراعي توسلات الرفاق و”الحكماء” والقدماء والمجاهدين الذين نصحوك بالانصراف إلى حال سبيلك، حتى وإن كان الميحطون بك يؤمنون لك نصاب البقاء وإبقاء الحال على ما هو عليه.

رحم‮ ‬الله‮ ‬مهري‮.. ‬يا‮ ‬بلخادم،‮ ‬لأنك‮ ‬تذكرنا‮ ‬بخيباتنا،‮ ‬بينما‮ ‬يذكرنا‮ ‬الراحل‮ ‬بصولات‮ ‬وجولات‮ ‬الحزب‮ ‬العتيد،‮ ‬رحم‮ ‬الله‮ ‬مهري‮ ‬لأنه‮ ‬فهم‮ ‬الرسالة‮ ‬ونأى‮ ‬بنفسه‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬بيدقا‮ ‬أو‮ ‬جهازا‮ ‬أو‮ ‬حاجزا‮ ‬مزيفا‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬أحد‮.‬

رحمه الله، لأنه عندما عرض عليه أن يكون سفيرا في فرنسا، لم يشترط توظيف أقاربه وأصحابه أو امتيازات لا يقرها القانون، بل اشترط أن تمنح مصالحه القنصلية بباريس جواز السفر لكل المنفيين والمهمشين والمعارضين الذين لم تتسع لهم ربوع الوطن، وعلى رأسهم المجاهد حسين آيت‮ ‬أحمد‮. ‬

رحم الله مهري.. يا بلخادم، لأن الأفلان الحقيقية ماتت بموته أوتكاد، فلم نعد نأمل من أحدكم أن يخرجها من عباءة التبعية والهيمنة، تحصد الأغلبية في البرلمان، لكنها عاجزة حتى عن تنظيم دورة ناجحة للجنة المركزية، بعيدا عن الأحذية والعصي والكلاب المدربة ورجال الأمن والدرك.. حزب بهذا الحجم وهذا الفوز لا يستطيع أن يجمع كوادره لدراسة أوضاع البلد الصعب، وعوضا عن ذلك تقام الدنيا ولا تقعد لخلع الفاشل فلان، وتنصيب الفاشل علان.. كم أصبحت صغيرة يا جبهة التحرير!!؟.. عفوا.. كم أنت مسكينة يا جبهة في أيدي هؤلاء!!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
19
  • karima

    allah yarham hadak alfom

  • amine

    شكرا لك

  • amine

    شكرا لك اعطيت بلخادم درسا

  • malak

    بارك الله فيك ,لقد عرفت السيد بلخادم من جهات عدة وشخصيته تعكس تصرفاته , رايته عندما كان رئيس برلمان الجزائر في 1991 وبارك حينها عن انشاء اول حزب اسلامي في ذلك الوقتfis؟
    و من جهة ثانية كيف دخل السياسة مع عهد الشادلي حيث عندما راه الشادلي اول مرة قال له مكانك ليس هنا؟؟ و من جهة ثالثة كيف كنت اراه يصلي في مسجد القولف و هو وزير خارجية ثم يختفي بسرعة ؟؟ و من جهة رابعة مع ابنه الضابط الجمركي ؟؟
    الامر مريب وعجيب و غريب

  • A..KAZI

    رحم الله الرجل و اسكنه فسيح جناته ,رحم الله امرئ عرف قدر نفسه...

  • ابن الجزائر

    السلام عليكم وبعد:
    ارجوا ان تنصف الرجل فهو من قال :من اراد ان يتكلم عن الجزائر فلابد ان يتوضأ وهو من معارضي التطبيع علنا وهومن شبب جبهة التحرير مؤخرا واذا لم تصدقني ارجع الى مقال سابق لك بعنوان :ليس دفاعا عن بلخادم والذي تسميه فيه بصاحب اللحية البيضاء فستكتشف كثير من التناقض فرفقا بشباب الجزائر ارجوك وخاصة من كاتب رائع مثلك .مع احتراماتي فانا احب الجزائر كثيرا واتمنى من كل قلبي ان تكون كتاباتنا تدفع للامل والانطلاق لا النظر الى الوراء فانظر الى شرقك غربك وجنوبك حتى شملك ستجد اننا بالف خير.

  • جبهاوي

    جبهة التحرير الوطني حلقتها الأخيرة مهري وبمهري انتهت جبهة التحرير وما بلخادم إلا خادم ومن تبعه نادم والشر من عقبه قادم .

  • مذكور

    الى السيد محمد يعقوبي الشكر والتقدير على هذه المقارنة الرائعة بين بين رجل صدق ماعهد الله وقضى نحبه وبين آخر خدع الله والوطن ومازال يخدع واروي لك اخي الكريم لانني مناضل في حزب جبهة التحرير الوطني منذ 1982 وابن مجاهد وخريج كلية الحقوق قضيت 33سنة في ميدان التشريع ترشحت رفقة دكتور في الرياضيات فى قائمة بومرداس لبرلمان 2012 فتصور باننا اقصينا وتم قبول راس القائمة رئيس مؤسسة خاصة تقني فلاحي والثاني رئيس بلدية امي والرابع فلاح امي له قرابة بالامين الوطني للفلاحين فرحم الله المجاهد الاستاذ مهري

  • فريد

    و ما بلخادم الا وليد زمانه و بيئته، للاسف كل القطاعات اصيبت بعدوى الفساد بما فيها الصحافة و الكتابة، ام انتم محصنون؟ الحاصل كما كنتم يولى عليكم. و بلخادم يبدو في المشهد السياسي الحالي كالحمل الوديع ، ليس الى هذه الدرجة... بعدا

  • مواطن

    شكرا لك لقد قلت كلمه حق في زمن الباطل .زمن الشيته للتقرب من اصحاب القرار زمن قل فيه الرجال نعم الرجال وليس الذكور.

  • فاتح

    شكرا لصاحب المقال الذهبي الاخ محمد انت نموذج الصحفي الموضوعي والنزيه تقول ما تشاء لمن تشاء بالطريقة التي تشاء ووالله لم أقرأ عن مهري ولا بلخادم ابلغ من اوصافك التي اوجزت بها الفرق بين الثرى والثرية شكرا لك وللشروق التي انجبت امثالك

  • salah eddine

    أحيانا عندما يطالع المتصفح موضوعا مثل هذا ثمينا له قيمة كبيرة ؛ عندما ينتهي منه يجد نفسه ثقيلا صاحب اعتبار كأنما ظفر بكنز، هكذا نريد مثقفينا: أصحاب أقلام تزن الجبال وتتفه ما هو أغلى من الذهب. لا أملك إلا أن أقول لك كثر الله من أمثالك.

  • اسماعيل

    شكرا على هذا الموضوع الذي انصف الرجل الكبير في النضال الجزائر اثناء الاستعمار و بعد الاستقلال و اثناء وقف المسار الديمقراطي فاين كان بلخاذم من هذا كله

  • nedjma

    Monsieur vous vous etes debranché avec la cause syrienne

  • جزائرية فحلة

    لفض فوك يا كاتب المقال ...نطقت فأوجزت و لم تترك لنا ما نقول فبارك الله فيك وجعلك قائل حق أمام سلطان جائر فواصل توضيحاتك لهذا الشعب المغبون و لا تخش في الله لومة لائم ...لانك ستسأل عنها يوم القيامة وجزاكم الله خيرا

  • med

    من حقكم علينا أن نقرا لكم مقالتك و بعد السلام أشكرا على هذا الموضوع .....................

  • عبدو

    رحم اللّه مهري..يا بلخادم،لأنك أنت ومن معك ومن ضدك من العقلاءوكبيرهم الذي علمهم العقالةوقادهم لتخطيط وتنفيذ المؤامرةالعلميةكما سمها هو بنفس التي كانت ضد المرحوم المجاهدوالمناضل الكبير عبد الحميدمهري احد اكبرالمناضلين العرب وفي العالم الثالث وليس في الجزائر فقط،الذي كان له الباع الكبير في النضال الشريف ابان الثورة وبعدالاستقلال وفي احداث مايسمى بالماساة الوطنية.حزب فيه اكبر المفسدين و المتامريندام فيه عناصرغيرمخلصون ونفذوا اقذرمهمةضدمسؤوليهم من اين ياتيه حسن التسيير؟لقد تححق قول مهري للرداءة رجال

  • أحمد الوافي

    أذكرك يا سيدي أنه عند إلغاء المسار الإنتخابي كان هاذا الكائن العجيب رئيسا للمجلس الشعبي الوطني والذي لم يكن منتهي الصلاحية و كان من القانون أن يتحمل مسؤوليته في رئاسة الجمهورية إلى حين إنتخاب رئيس جديد ولم نسمع عن حل البرلمان القديم إلا بعد أستقالة ( أو تنحية) الرئيس الشاذلي بن جديد

  • naas

    جزاك الله خيرا لقد اصبت في الشكل والمضمون وانصفت الرجل الغظيم