-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رمضان الانتصار

رمضان الانتصار

لن يترقّب هلالَ رمضان هذه السنة المسلمون فقط، فهناك أقوامٌ آخرون سيترقبون الشهر الفضيل.وعندما ينصح الرئيس الأمريكي المسيحي جو بايدن، صديقه رئيس الوزراء الإسرائيلي اليهودي بنيامين نتانياهو، بأن يجنح لهدنة “إنسانية” قبل حلول رمضان، فمعنى ذلك أن هؤلاء يعرفون الكثير من معاني شهر الجهاد والشهادة والانتصار أيضا.
وإذا كان الإسرائيليون في السابع من أكتوبر الماضي، أو السبت الأسود كما يسمّونه، قد اعترفوا بأن ما حدث لهم هو أكبر صدمة منذ حرب السادس من أكتوبر 1973، فهم أيضا يدركون أن الجيوش العربية التي غلبتهم منذ أكثر من نصف قرن، كانت صائمة في عز رمضان.
لقد مارس الإسرائيليون في الأشهر الخمسة الماضية كل الآثام التي مارسها أبو جهل وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وأبو لهب والوليد بن المغيرة، وجميعهم تذوّقوا الخسارة في رمضان في غزوة بدر الكبرى، ومارسوا مكر أبي سفيان بن حرب وخداعه، وقد استسلم في رمضان في فتح مكة، وكانت أهمّ مناورات صلاح الدين الأيوبي وخططه التكتيكية الراقية من أجل تحرير الأقصى قد جرت في شهر رمضان الصبر والصوم والانتصار، وفتح سعد بن أبي وقاص بلاد فارس كما فتح المسلمون الأندلس في رمضان…
قد يبدو الأمر مختلفا بين ماضي الأمجاد وحاضر الخذلان، وبين رمضان السلف ورمضان الخلَف، ولكن ما عمله أبناء المقاومة وأهلهم من صمود أمام قوات عالمية كبرى، يبعث بعض الأمل في أن يتحول رمضان القادم إلى هبّة حقيقية لنصرة الأقصى الذي سُمّيت به آخر غزوات الإسلام في السابع من أكتوبر المجيد.
كلمة رمضان خرجت من فم الرئيس الأمريكي واستقرت في أذن رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهي مستقرة في قلوب قرابة الملياري مسلم، كما استقرت في قلوب المقداد بن عمرو ومصعب بن عمير والعباس بن عبد المطلب وسعد بن أبي وقاص وصلاح الدين الأيوبي والعربي بن مهيدي ومصطفى بن بولعيد وعابري قناة السويس ومحمد ضيف ويحيى السنوار… وكلّ الذين شاركوا في الانتصارات الرمضانية الكبرى، وجعلت الرئيس الأمريكي يصرّ على أن يجد صديقه الإسرائيلي حلا قبل بزوغ هلال رمضان، ليس رأفة منه على الصائمين من أبناء فلسطين، وإنما خوفا على “المفطرين دما” من الصهاينة.
في رمضان، سيعود المسلمون في صلواتهم وقيامهم وتلاوتهم القرآن الكريم، إلى آيات: “أعدُّوا لهم ما استطعتم من قوة” و”لتجدنَّ أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا” و”العزة لله ولرسوله وللمؤمنين”، وأحاديث “ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع” و”المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص”، وفي رمضان، سيستذكر الصائمون كل معارك الشهر الكريم، وجميعها انتهت بالانتصار من بدر إلى عين جالوت، وفي رمضان يجب أن نلبِّي صيحة إخواننا في فلسطين.
أما إذا مرّ رمضان، كما مرَّت الأشهرُ الخمسة السابقة، فعلى الأمة السلام.. عفوا، فإنها لن تستحقّ آنذاك حتى السَّلام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!