-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إصـــــلاحـــات

''زواوش القـــرمـــود''!

الشروق أونلاين
  • 5259
  • 5
''زواوش القـــرمـــود''!

ما يقوم به عبد القادر بن صالح لا يتعدى أن يكون مهمة من مهمات ساعي البريد، يجمع المقترحات ويوصلها إلى الرئيس، تحت عنوان كبير اسمه: ''لقاءات المشاورات''، ولذلك وجدنا الأسماء الثقيلة التي تملك ـ بالفعل ـ اقتراحات مقنعة، غير مكترثة إطلاقا بالموضوع، وكنا نتمنى أن يجري الرئيس مباشرة، بنفسه، هذه المشاورات، أو يفوّض صلاحيات أوسع لرئيس اللجنة، بما يجعله محاورا فعليا للأحزاب، وليس مجرّد ساعي بريد.

  • والذي يضرب هذه الإصلاحات في العمق ويفقدها المصداقية المطلوبة، هو عدم وجود جهة مسؤولة بصلاحيات واضحة، قادرة على محاورة أطياف الساحة والاستفادة من اقتراحاتها، فحتى وزارة الداخلية المخوّل لها جمع الاقتراحات حول قانوني الأحزاب والانتخابات، حوّلت الموضوع إلى إصلاحات بالمراسلة، من خلال مراسلتها للأحزاب واكتفائها بجمع المقترحات كتابيا.. وحتى وزير الاتصال، الذي كان يعوّل عليه الصحفيون لإصلاح وتطوير المهنة، اكتفى هو الآخر بتوجيه مراسلة إلى الصحف، يطلب منهم تقديم مقترحات مكتوبة إلى ”معاليه”، بما انحرف فعلا عن مبدأ الإصلاحات وجعل هذه المشاورات مجرّد مسرحية سمجة، معروفة النهاية والتفاصيل..
  • كنا في ما مضى نعيب على الحكومة أن لسانها مقطوع، وليس لها ناطق رسمي، وأن وزراءنا أعجميو اللسان، لا يعبر الكثير منهم عن حقيقة هذا الشعب ومطالبه وطموحاته، وأثبتت مشاورات بن صالح ومراسلات ولد قابلية ومهل، أن السلطة فاقدة بالفعل لتصور واضح عن الذي تريده من الإصلاحات، وهو ما يعيد إلى الأذهان سؤالا عاصفا مفاده: هل المراد هو إصلاح الوضع حقيقة؟ أم المراد من هذه المشاورات ربح الوقت وامتصاص الغضب وإقامة الحجة على المجتمع الدولي المتربص بالعالم الثالث؟
  • كان يمكن أن نتجاوز كل هذه الشكوك والنيات السيئة التي أجبرنا، كمراقبين، على الحديث عنها، من خلال اعتماد آلية مشاورات ناجعة وفعّالة ومقنعة لكل الأطراف، كان يمكن إقناع أطياف المعارضة بالجلوس لهذه المشاورات وهم أفضل من يقدم اقتراحات بناءة لإصلاح الوضع، إذا ما قارناهم بـ”زعيط وبعيط ونڤاز الحيط” الذين سيستقبل بن صالح بعضهم، وأن تجلس إلى آيت أحمد ومهري وبن فليس وبن بيتور وجاب الله أفضل من ”زواوش القرمود” الذين يصطفون في طابور طويل، أمام مكتب بن صالح، حتى إن الصحافة أحصت ٥٥٢ شخصية وصفت بـ”الوطنية”، سيتم استقبالها من طرف لجنة بن صالح، وأكيد أن الرجل سيصاب هو وأعضاء لجنته بالغثيان والدوار بعد أن ينهي هذه الجلسات، خاصة وأن أغلب الداخلين والخارجين من عنده أحرص على التقاط الصور من الاقتراحات التي يقدمونها، إلى درجة أن أغلبهم يشددون بعد الخروج على التمسّك بالنظام الرئاسي.. ”وكأنك يا بوزيد ما غزيت”!!
  • كنا نتمنى أن تستغل الجزائر الظرف الدولي وما يحيط بها من بحر هائج بالثورات، من أجل القفز نحو المستقبل بأقل تكاليف من تلك التي قدمها ويقدمها المصريون والتونسيون والليبيون، خاصة أننا لدينا الإمكانيات والوعي والتجربة الكافية لتغيير أوضاعنا نحو الأفضل دون ثورات، لكن طريقة بن صالح وولد قابلية ومهل، تؤكد أن السلطة تعالج بالفعل أمراضا وأوراما مستعصية بمهدئات ومسكنات ظرفية، نخشى أن تزيد في استعصاء المرض واستفحاله.. وكان بمقدورنا أن نصدر درس الثورة النظيفة ومن داخل النظام نفسه لكل الجيران، وفي مقدمتهم المتربصون بنا بعيدا وقريبا.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • محمد الأمين

    نفس الوجوه و نفس الكلام منذ نعومة أظافري . لو كانت لهم ذرة من الوطنية كما يدعون لقدموا إستقالتهم منذ مدة لأنهم ليسوا أهلا للمسؤولية.
    مثلهم كمثل الميكانكي يجد نفسه عن طريق الصدفة في غرفة العمليات وبلباس طبيب جراح و أمامه مريض... ماعساه أن يفعل ؟
    لهلا تربحهم وجوه الشر.

  • لخضر .

    الأشياء التي يجب تصليحها في الجزائر معروفة لدى العام والخاص دون المرور عن طريق عبد القادر بن صالح , وعلى رئيس الجمهورية الإسراع في الإصلاح قبل تدهور الوضع , كون المسؤولين في القاعدة يعبثون بالشعب الجزائري.

  • كمال

    طبيب عليل ويداوي الناس؟ لن تأتي الإصلاحات من هؤلاء القوم لأنهم أصبحوا فاقدي الأهلية.

  • amro adib

    اول شيء يقومون به في هاته الاصلاحات هو الرحيل و ترك المناصب لوجوه جديدة . الاصلاحات التي تاتي منهم هي اصلاحات مريضة ومشكوك فيها مسبقا.

  • بدون اسم

    الله يستركم يا كتاب توقفوا عن الحديث عن المشاورات و الاصلاحات و الله مللنا من هذا الحديث