-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب الآثار السلبية التي تخلفها على حياتهم

سكان أهل القصر بالبويرة يطالبون بوقف نشاط المحجرة

فاطمة عكوش
  • 632
  • 1
سكان أهل القصر بالبويرة يطالبون بوقف نشاط المحجرة
أرشيف

طالب مواطنو أهل القصر بولاية البويرة في عريضة موجّهة للسلطات الولائية بالوقف الكلي لنشاط المحجرة المتواجدة بقرية إحرقان الآهلة بالسكان بسبب الآثار السلبية التي تخلفها على حياتهم اليومية، والأضرار الوخيمة التي تلحقها بالمحيط البيئي.
أبدى ممثلو سكان أهل القصر بالبويرة في اتصالهم بـ”الشروق” لنقل انشغالهم للجهات المعنية من عدم مبالاة السلطات المحلية تجاه مطالبهم المرفوعة إليها عشرات المرات والمتمثلة بضرورة إيجاد حلّ للأضرار التي أضحت تسببها المحجرة القريبة من سكناتهم كونها تشكل خطرا على صحة المواطنين خاصة الأطفال والمسنين وذوي الأمراض التنفسية والجلدية بسبب الغبار المتطاير منها، إضافة إلى الخوف والذعر من الأصوات التي تخلفها المتفجرات والأضرار التي تلحقها هذه الأخيرة بالبنايات المجاورة، ناهيك عن الخسائر التي ألحقت بالمزروعات حيث أتلفت الكثير من الأشجار المثمرة، كما أن نظافة المنازل والسيارات أصبحت صعبة المنال بفعل ديمومة الغبار المتطاير.
للتذكير فإن محجرة أث القصر تم إنشاؤها سنة 2007، من طرف مستثمر فرنسي، في وسط مستثمرة فلاحية كبيرة ، أغلب أراضيها خصبة وزراعية ، حيث كان هناك ما يقرب 18000 شجرة لوز ، و6000 شجرة بيسطاش، وعشرات الآلاف من أشجار الزيتون، ورغم المعارضة الشديدة لهذا المشروع من طرف السكان المجاورين، لكن أصحاب الأراضي وبسبب جهلهم بالمخاطر التي ستنجر من هذا المشروع، وأمام التهديدات التي تلقوها من ملاك المشروع استسلموا للأمر الواقع بعد أن وعدوهم بتوظيفهم وباستعمال أحدث التقنيات الخاصة بتنقية الغبار، وأنهم سيجعلون منطقتهم هذه جنة فوق الأرض بإعادة تشجير كلي للمنطقة، وبعد مرور السنين، أصبحت مظاهر الدمار واضحة أكثر وأكثر، فقد أتى الغبار المتطاير من المحجرة على الأخضر واليابس، ولم تعد حقول الزيتون والحبوب واللوز تأتي ثمارها كالسابق، وذلك نظرا لتراكم الغبار على أوراقها وسيقانها مما أثر عليها وتسبب في موت آلاف الأشجار.
ولم يتوقف تأثير هذه المحجرة على الجانب النباتي فقط، بل تعدى ذلك إلى هجرة كل الحيوانات التي كانت تعيش في المنطقة، حيث كانت تزخر بأنواع عديدة من السمان البري “الحجل”، والأرانب، لكنها اليوم أصبحت من السابق ما أثر تأثيرا كبيرا على التوازن الإيكولوجي بالمنطقة. وحسب معظم الدراسات، فإن المحاجر بكل أنواعها تعد تهديدا خطيرا لصحة المواطنين أو العاملين فيها، وذلك لأن الغبار الكثيف يتسلل إلى الرئتين لا إراديا عن طريق استنشاقه ويترسب بداخلها ليتحوّل في ما بعد إلى أمراض مزمنة كالربو وأخرى أخطر كالسرطان، هذا ناهيك عن التشققات والتصدعات الكبيرة التي ظهرت على جدران وأسقف السكنات القريبة بفعل عمليات التفجير الأسبوعية المروعة التي تستعمل فيها غالبا كميات أكبر مما هو مسموح به في ما يخص كمية الديناميت، ويضاف لكل هذا، التدهور الشنيع لحالة الطرقات والمسالك المؤدية بسبب الشاحنات الناقلة للمواد ، حيث يتم شحن المركبات بكميات زائدة.
ورغم المحاولات العديدة لإيقاف نشاط المحجرة من طرف بعض السكان المتضررين، عن طريق تنديدات كتابية موجّهة للسلطات المعنية، البلدية، مديرية الصناعة والمناجم، الدائرة، الولاية، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل أمام النفوذ الكبير الذي يتمتع به المساهمون في هذا المشروع، ليبقى الفلاح والمواطن القصراوي مكتفيين بالنظر إلى الدمار التدريجي الذي يلحق بهذه المنطقة الفلاحية التي كانت إلى وقت قريب موطنا هاما لإنتاج أطنان معتبرة من مختلف المنتجات من لوز، وفستق، وحبوب من كل نوع وزيتون.
تجدر الإشارة أن هناك ضريبة تسمى ضريبة النشاط المهني TAP تدفع بنسبة 3 من المائة من مجموع أرباح المحجرة إلى البلدية تستغل في المحيط المتضرر، لكن هذه الضريبة لم يسبق لمنطقة إحرقان أن استفادت منها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • أستاذ

    المستثمر الفرنسي يجمع الأموال و الناس يمرضون ويموتون ! و الأراضي الزراعية و الفلاحة تتوقف والبيئة تتدهور و كل شيئ يتغير و تصبح الطبيعة الخلابة تشبه سطح القمر أو المريخ !!!! كل هذا كي يجمع الأجانب المال !! لماذا لا يفعلون هذا في بلدهم ؟؟ لأن القوانين المتعلقة بالبيئة في فرنسا صارمة جدا و لا يمكنه الربح بسببها !
    من هذه الاجراءات أن تكون المحجرة بعيدة عن الأراضي الفلاحية والسكان وأن يبني المستثمر متودعات الترشيح ودورها تقليل الغبار المنبعث من آلات الكسر والتفتيت إضافة إلى دفع أموال البيئة لأن القانون يقول من يلوث يدفع !