شركة إيطالية تلوث مياه الشرب بسكيكدة

أدانت محكمة الحروش بولاية سكيكدة، الثلاثاء، أربعة إطارات من شركة “سيصالدو” الإيطالية، بالسجن النافذ لمدة 5 سنوات مع الأمر بالقبض في حقهم، وجميعهم من جنسية إيطالية، كانوا يشتغلون في مؤسسة لتركيب قنوات مياه الشرب والسقي بولاية سكيكدة.
وبرّأت رئيس بلدية السبت الحالي ع.ر البالغ من العمر 63 سنة، وكان يشغل المنصب ذاته زمن الوقائع، عن تهمة إساءة استغلال الوظيفة بأداء عمل في إطار ممارسة الوظيفة على نحو يخرق القوانين والتنظيمات بغرض منح منافع لكيان آخر، وجنحة تفريغ مياه قذرة في الوديان، وجنحة إفراغ مادة في المياه السطحية بسبب مفعولها أو تفاعلها مع التسبب في الإضرار بصحة الإنسان والنبات والحيوان.
القضية حدثت في منتصف صيف 2012، حيث اكتشف السكان رغوة بوادي السبت الذي يستعمله السكان في الشرب، وفي سقي مواشيهم، فقاموا باحتجاجات، وأودعوا شكاوي، أكدت التحاليل بأنها مؤسّسة وبأن المياه صارت فعلا ملوثة وخطير استهلاكها، وأفضت إلى أن بلدية السبت زوّدت الشركة الإيطالية المكلفة بإنجاز مشروع القنوات بالمنطقة بالمياه الصالحة للشرب، لكن الشركة الإيطالية رمت بنفايات مصنعها وقاعدة الحياة التي يعيش فيها عمالها في الوادي، أين تغيّر لون المياه ورائحته، وظهرت رغوة غريبة، وحلّت بعد ذلك لجنة من مديرية البيئة لولاية سكيكدة، وقامت بالتحقيقات الأولية قبل أن تقرر إحالة ملف القضية على محكمة عزابة ووصفت ما حدث بالخطير على الإنسان والنبات والحيوان، وبدورها أحالت القضية على غرفة الاتهام بمجلس قضاء سكيكدة، أفضت إلى إحالته على المحاكمة.
وخلال جلسة المحاكمة نفى رئيس البلدية التهمة الموجّهة إليه، وأكد أنه أوصل ماء الشرب إلى عمال المؤسسة الإيطالية وفق القوانين المعمول بها، وليست مهمته متابعة أعمال الشركات، وشهدت المحاكمة غياب المتهمين الأربعة، وهم إطارات بشركة سيصالدو الإيطالية غادروا أرض الوطن، وأكد ممثل الحق العام بأن التهمة ثابتة والتمس تسليط عقوبة السجن النافذ لمدة سنتين في حق رئيس بلدية السبت و5 سنوات في حق الإطارات الأربعة من شركة سيصالدو الإيطالية، وبعد فترة المداولة أصدر القاضي، الأحكام السالفة الذكر.