-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شكرا للجلد المنفوخ؟!

الشروق أونلاين
  • 2266
  • 0
شكرا للجلد المنفوخ؟!

يحتاج الجزائريون البسطاء و”الزوالية” إلى الفرح، ذلك ما يمكن ملاحظته بسرعة في كل مرة يتصادف فيه فوز فريق بحال المدينة التي ينتمي إليها، سواء بفرحها لانتصاره أو بخيبة أملها الشديدة والقاتلة لهزيمته، فما بالك إذا كان الأمر متعلقا بالفريق الوطني؟!

  • القصة وما فيها، أن الفرح كسلوك وحالة نفسية ومعنوية، أصبح غائبا ومغيبا لظروف وأسباب مختلفة، ربما بسبب التراكمات الكبيرة التي خلفتها المحنة من آثار في البلاد وعلى العباد، وربما لأننا أصبحنا لا نفرق بين الفرح والقرح، أو لأننا أصبحنا نجد صعوبة في تعريف تلك المفاهيم، أو أننا أصبحنا باختصار هواة تشناف ومحترفي “دبزة وزعاف”؟!
  • ولعله من البديهي أن الكرة أو الجلد المنفوخ أصبح يلعب دورا رئيسيا في قلب أحزان البلاد إلى أفراح، والأمثلة والشواهد كثيرة في هذا المجال، ففي الوقت الذي ماتزال فيه عدة أسباب مثيرة للمنغصات، فالبرلمان الفاشل والمتعقد شرعيا وقانونيا يثير الهم والحزن، والأحزاب المتصارعة على الفتات تثير الشلل النصفي في المواطنين، والحكومات المتعاقبة على نفس المشاكل دون حلها تجعل الواحد منا يكفر بالسياسة ومن يمارس السياسة.. حتى الثقافة تحولت إلى تفاهة، وأصبح الفن عفنا، وأضحت الجامعة ملجأ للعاهات غير الأخلاقية.. كل شيء في البلد يثير الحزن والهم، إلا الكرة، نجد أن عشاقها يتزايدون، ومجانينها يتضاعفون، وأفراحها تتناطح مع أقراحها، فاللهم ضاعف أفراحنا واجعل حزننا طارئا لا حالا دائما وقللّ بلوانا في من والانا؟!
  • الإحساس المشترك بالفرح والانتصار المسبق، حتى قبل مواجهة الفريق الوطني لزامبيا لا يمكن وضعه إلا تحت إطار البحث عن الفرح الغائب أو المغيب لأسباب متعددة في هذا البلد الذي يسير بمشيئة الرحمن؟!
  • من دروس الانتصار الكروي الممهد للمونديال، أنه انتصار وطني، بقيادة مدرب وطني، جزائري قحّ، وليس فرنسيا ولا سويسريا ولا بلجيكيا، مثل أولئك الذين صرفنا عليهم الملايير في سنوات سابقة ولم يمنحونا إلا الفشل تلو الفشل، والهزيمة تلوى الأخرى؟!
  • الدولة التي لا تحرص على أجيالها المقبلة، هي دولة لقيطة، سرعان ما يلفظها التاريخ في الأرشيف، حتى لا نقول في مزبلته، والاهتمام بالجيل، يبدأ من الاهتمام بأهدافه ورغباته وهوايته، وفوق الكرة لا يوجد ما هو أهم ولا أرفع ولا أكثر تحقيقا للهوية الجديدة لهذا الجيل المتخاصم مع الكل إلا مع الجلد المنفوخ… فألف تحية لهذا الجلد المنفوخ؟!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!