-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
توزيع 5 آلاف كتاب على مركز الأرشيف وجامعتي باتنة وخنشلة

صالح لغرور: أمنية جمعة جغلال تحقّقت بتحويل مكتبتها من فرنسا إلى الجزائر

صالح سعودي
  • 400
  • 0
صالح لغرور: أمنية جمعة جغلال تحقّقت بتحويل مكتبتها من فرنسا إلى الجزائر
ح.م
الباحثة الراحلة، جمعة جغلال إينوميدن

عبّر الأستاذ صالح لغرور عن ارتياحه، بعد تحقيق أمنية الباحثة الراحلة جمعة جغلال، التي كان حلمها حسب قوله تحويل مكتبتها الضخمة من فرنسا إلى الجزائر، وتوزيع مختلف الكتب والوثائق على مركز الأرشيف الوطني وجامعتي باتنة وخنشلة، وهذا بعد أن كلفته رفقة الصادق كبايري بهذه المهمة وفق وثيقة أمضت عليها شهرا قبل وفاتها نهاية العام 2016.

قال الأستاذ صالح لغرور في حديثه إلى “الشروق”، إن حلم وأمنية الفقيدة جمعة جغلال قبل وفاتها هو إيصال مكتبتها المكونة من 5 آلاف كتاب وعدد مهم من الوثائق إلى الجزائر، حيث تبرعت بها إلى كل من مركز الأرشيف الوطني وجامعتي خنشلة وباتنة، مضيفا بالقول: “هاهي الكتب والوثائق في مركز الأرشيف الوطني، بعد جهد استغرق أكثر من سنة بذلته رفقة الصادق كباري ومدير مركز الأرشيف الوطني الأستاذ عبد المجيد شيخي، بالتنسيق مع السفارة الجزائرية بباريس متمثلة في السيد خالد”. وفي السياق ذاته، أكد صالح لغرور وصول إرث الراحل عمار نقادي الذي تبرع به لجامعة باتنة، ويتكون مما يقارب ألفي كتاب، حيث أقام لهما الأستاذ شيخي جناحا داخل المركز الوطني للأرشيف، وهذا نظير ما قدموه للجزائر. وقال صالح لغرور في هذا الجانب: “بذلنا جهودا كبيرة لإيصالها، من خلال تعبئة الكتب ونقلها، وهذا دون الحديث عن المشاكل الإدارية التي جعلت المهمة تستغرق أشهرا طويلة، من ذلك بقاء الكتب والوثائق في السفارة لمدة سنة كاملة”.

ولم يتوان الأستاذ صالح لغرور في الإشادة بمسيرة وتضحيات الباحثة الأوراسية جمعة جغلال التي تابعت دراستها الجامعية في علم الاجتماع بإحدى جامعات باريس، وكانت في الطور النهائي لإنجاز شهادة الدراسات العليا. وقد استقر بها المقام في باريس، حيث تقلدت عدة وظائف في عدة مصالح عمومية فرنسية، كما نسجت الكثير من العلاقات في الوسط الثقافي الفرنسي، وبخاصة مع المثقفين التقدميين الفرنسيين، أمثال جرمان تيون وبول بالطا وجان لكوتير، ما أهلها حسب محدثنا للدفاع عن وطنها في أوساط قل فيها من يقول كلمة خير في الجزائر، وهي شبه منقطعة الصلة بكل ما هو رسمي في الجزائر. كما انخرطت ابنة خنشلة في بعض الجمعيات الثقافية والأمازيغية بفرنسا والجزائر، وكذا جمعيات الدفاع عن حقوق العمال المغتربين وحقوق المرأة ومنظمات الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، حيث قال الأستاذ صالح لغرور في هذا الجانب: “كانت دائما في الميدان جسديا وفكريا، ولها عشرات المساهمات باللغة الفرنسية على شكل دراسات اجتماعية في العديد من المجلات المحكمة والجرائد، كما عملت كمستكتب لشخصيات مرموقة في إنجاز كتب nègre، بالإضافة إلى دفاعها عن الجالية الجزائرية، من خلال تدخلاتها في العديد من الإذاعات المحلية الفرنسية، وكذا دفاعها عن الهوية الأوراسية وتاريخ الثورة التحريرية، من خلال مداخلاتها المهمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والملتقيات، فقد كانت من النساء النادرات اللواتي تجتمع فيهن الشجاعة الأدبية والثقافة الواسعة والصرامة الأكاديمية وحب الوطن”. وأضاف الأستاذ صالح لغرور أن الفقيدة جمعة جغلال جمعت منذ عشرات السنين آلاف الكتب والوثائق التي تخص الجزائر وتاريخها، ما جعل منزلها مكتبة غنية وضعتها في خدمة الكثير من الباحثين من مختلف الجنسيات، طلبة وأساتذة، فكانت ترشدهم وتساعدهم على إنجاز بحوث عن الجزائر وعن الأوراس بالخصوص.

وتعد الباحثة الراحلة جمعة جغلال من مواليد 1947 بدوار انسيغة خنشلة، عاشت اليتم مبكرا بفقدانها والدتها، هاجرت مع والدها إلى فرنسا وعمرها 7 سنوات، درست في مدينة بزنسون، تزوجت وأنجبت 3 بنات وطفلا. تأثرت منذ طفولتها بالثورة التحريرية وظروف معيشة العمال الجزائريين المهاجرين، بسبب طبيعة نشاط المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني (1954-1962) بفرنسا، واستشهاد بعض أفراد عائلتها، ومنهم ابن بلدتها عباس لغرور، الذي كانت فخورة به ومدافعة عن ذاكرته إلى آخر أيامها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!