-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

طلب العلم لأجل الصين

طلب العلم لأجل الصين
رويترز
جو بايدن الساعي للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية يتحدث في واشنطن يوم الأحد 15 مارس 2020

لم يترك الرئيس الأمريكي الجديد “جو بايدن” أول لقاء له مع الصحافة العالمية يمرّ، من دون أن يقدّم خطة عاجلة وأخرى بعيدة المدى، لأجل كبح جماح الاقتصاد الصيني الذي ابتلع كل شيء، وولّد من أزمة كورونا، همّة، حقق فيها مزيدا من القفزات في كل المجالات بما فيها الطبية؛ إذ بقي عدد الإصابات بالوباء في الصين يراوح المئة ألف، وتجاوز في أمريكا الثلاثين مليون حالة.

الرئيس الأمريكي الجديد، وعلى خطى بقية الرؤساء القدامى، لم يجتهد كثيرا، وأدرك أن العلم وحده ما يمكنه مطاولة الصينيين عندما وعد بمزيد من الإنفاق في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير التكنولوجيا الحيوية، وقال الرئيس الأمريكي بالحرف الواحد إن من يحقق السبق في هذه المجالات ستكون له كلمة الفصل في المستقبل لقيادة العالم، في تكرير حرفي لما قاله الرئيس الروسي بوتين منذ أربع سنوات أمام طلبة جامعة موسكو، عندما اعتبر الذكاء الاصطناعي هو مستقبل روسيا والبشرية جمعاء، من خلال الإسراع في وضع ما يُسمى بـ”الكومبيتر الكمومي أو الكمي” الخارق للقوة، الذي سيضع الحاسوب الحالي في الأرشيف ويقدِّم للإنسان ذكاءً اصطناعيا استباقيا يحل المشاكل الاقتصادية بطريقة عجيبة، ويزيد من الهوّة بين الدول الكبرى والدول التي مازالت تضع العلم آخرَ اهتماماتها.

كل برنامج حكومي أو حزبي أو شعار انتخابي أو مشروع أمَّة لا يكون أساسه العلم الحديث، يكون مصيره الفشل بكل تأكيد، فالصينيون انطلقوا بالعلم وتجاوزوا في الكثير من المجالات الولايات المتحدة الأمريكية، وصاروا يتحكمون في أسواق العالم بعد أن حققوا اكتفاءً ذاتيا لأكثر من مليار نسمة، والولايات المتحدة الأمريكية لا ترى من سبيل للحاق بالصين وتجاوزهم غير مزيد من الدعم المالي للعلوم الحديثة وجعلها في أعلى المراتب.

لا يمكن للسلطة في الجزائر أن تحلم بجزائر جديدة تتهيأ فيها الحياة الكريمة للمواطنين والاستقرار والسلام في عملها من دون سلاح العلم والتكنولوجيا، ولا يمكن للمواطنين أن ينتظروا جديدا ويقتنعوا به ويساهموا في تطويره من دون أن يكونوا مؤمنين بمكانة العلم الفعّالة في المجتمع، وسيكون مؤسفا لو تقدّم رجالٌ ونساء لصراع مقاعد البرلمان وهم لا يحملون متاعا علميا حقيقيا، وبرامج علمية فعَّالة لدفع السلطة إلى احتضان أفكارهم، ومباشرة تنفيذها، فقد بيَّنت أشهر العذاب مع جائحة كورونا بأن لا شيء يفوق مرتبة العلم، حيث فشل السلاح والثراء والنفط والسياسة في كبح الفيروس المجهري، بينما أعطى العلم وحده لقاحات الأمل من أجل التغلب على الجائحة ومنح الساسة والاقتصاديين والأثرياء والكادحين الأمان وفرصة العمل تحت راية العلم، كما جاء اعتراف الرئيس الأمريكي بالخطوات العلمية العملاقة للصين ومباشرة اللحاق بها والتفوُّق عليها بالعلم، ليؤكد بأن كل ثورة أو حَراك لا معنى له، إن لم يكن العلم منبعه والعلم هدفه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!