-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أطفال يقلدون أبا عبيدة وبحوث عن جذور الصراع

“طوفان الأقصى” يبعث حب فلسطين لدى الجيل الصاعد

نادية سليماني
  • 355
  • 0
“طوفان الأقصى” يبعث حب فلسطين لدى الجيل الصاعد
ح.م

أعاد طوفان الأقصى القضية الفلسطينيّة إلى الواجهة، وجعل الأجيال الجديدة تبحث عن أصل الصراع الصهيوني- الفلسطيني. فحتى تلاميذ الطور الابتدائي، باتوا يطرحون كثيرا من الأسئلة حول جذور القضية الفلسطينية، ويحاولون معرفة ماهية الأطراف الفاعلة فيها، من القسّام وحماس والسلطة الفلسطينية وحزب الله… وهو، بحسب المختصين، أمر إيجابي، سيسهم في إظهار الظلم المسلط على الفلسطينيين، منذ عقود طويلة، أمام أعين العالم، ويكسبها تضامنا دوليا أكبر.
من هي حركة القسام؟ ولم يقتل الصهاينة الأطفال بغزة؟ ولم لا نقدر على مساعدتهم؟.. هذه الأسئلة وكثير غيرها، بات يطرحها تلاميذ المدارس على أساتذتهم، منذ انطلاق طوفان الأقصى في 7 أكتوبر المنصرم.
وفي هذا الشأن، أكدت لنا أستاذة تدرس السنة الرابعة بابتدائية الشهيد عبد القادر عبد القادر بدرقانة الجزائر العاصمة، “س. صارة”، أنها باتت تتلقى أسئلة كثيرة من تلامذتها، حول القضية الفلسطينية.. فبعضهم يسأل عن معنى حركة القسّام، وآخرون عن سبب احتلال الصهاينة أرض فلسطين.. وتلميذ سأل عن سبب إخفاء “أبي عبيدة” وجهه؟

أطفال يتحدّثون.. يقلدون “الملثم” ويسألون عن الجهاد..
وقالت محدثتنا: “أحد تلاميذي سألني إن كان بإمكان الأطفال الجهاد في فلسطين، وعندما قلت له ذلك غير ممكن وعليك الاهتمام حاليا بدراستك، وترك الجهاد للكبار، رد عليّ.. ولم الطفل عمر في الفيلم الجزائري كان مجاهدا!!”.
ومعلمة أخرى، أخبرتنا بأن جميع التلاميذ الذين تدرّسهم بالطور الابتدائي يرسمون علم فلسطين على أياديهم، وغالبيتهم لم يكن مطلعا على القضية الفلسطينية من قبل.
ووصل الأمر ببعض التلاميذ وبمبادرة فردية منهم، أن رسموا علم الدّولة الصهيونية على ورق كراس، ووضعوها عند مدخل القسم، حتى يدوس عليها الجميع عند الدخول، ومن التلاميذ من بدأ يقلد خطابات أبي عبيدة ويردد عبارات: “نصر أو استشهاد”..

فضول لمعرفة بطولات “القسام”
وحتى فئة الكبار، ممّن لا يملكون قدرا من المعلومات، أو من “الأميّين” وحتى المثقفين، باتوا يبحثون في جذور القضية الفلسطينية. “ليلى”، أمّ لثلاثة أولاد، تقطن ببلدية دالي إبراهيم بالجزائر العاصمة، ورغم أنها تملك مستوى جامعيا، ولكنها باتت تطرح أسئلة على زوجها المهندس حول ماهية الفاعلين في القضية الفلسطينية.
وبحسب قولها: “لم أكن أعرف حركة القسّام، بحيث ظننتها منفصلة عن حماس، وزوجي أخبرني بأنها الجناح العسكري لحماس. كما كنت أجهل أسباب انفصال قطاع غزة عن بقية المدن الفلسطينية، ما جعلني أبحث في الموضوع وبتركيز”.

إقبال على كُتب الصّراع الصهيوني- الفلسطيني
وأفضل ما اطلعنا عليه عن كثب، وجود جزائريين اشتروا كتبا من صالون الكتاب، المنظم مؤخرا بالجزائر العاصمة، تتحدث عن اليهود وفلسطين، وآخرون باتوا لا يفارقون محرك البحث “قوقل”، باحثين عن معطيات حقيقية في هذا الموضوع، بسبب المغالطات الكبيرة التي ينشرها الإعلام والمفكرون العبريّون والغربيّون.
“سليم”، طالب جامعي من باب الزوار، منذ انطلاق انتفاضة الأقصى، وهو منكب على جهاز الكمبيوتر للاطلاع على جميع المنشورات حول فلسطين. وبحسب قوله، فهو لم يكن يوما مهتما بالبحث العلمي أو قراءة كتب في غير اختصاصه خاصة التاريخية، بل يكره القراءة والمطالعة، ولكن انتفاضة الأقصى جعلته “نهما للمطالعة”، إلى درجة أنه صار مُلما بجذور الصراع الصهيوني- العربي.
وقال لـ “الشروق” إنها المرة الأولى التي يعلم فيها بأن اليهود تم طردهم من جميع دول أوربا وآسيا عبر التاريخ. وهذه المعلومة جعلته يتعمق أكثر لمعرفة تفاصيل كل “طردة”، وصولا إلى إقامة دولة إسرائيل عبر وعد بلفور في عام 1948، على حدّ قوله.

بطولات المقاومة ومجاز الصهاينة ستصنع شخصية الجيل الصاعد
وفي هذا السياق، ترى المختصة في علم الاجتماع، ثريا بن مهدي، في تصريح لـ”الشروق”، بأنه زيادة على الانتصار النفسي والإعلامي للمقاومة الفلسطينية في غزة، فإنها حققت نصرا من نوع آخر، وهو لفت الانتباه إلى جذور الصراع الصهيوني- الفلسطيني في المنطقة، إلى درجة أن صار الكل يبحث في الموضوع، سواء من العرب أم الأجانب وحتى من طبقة المثقفين.
وتأثير الأمر على مخيال الجيل الصاعد، بحسبها، أنه سيسهم في زيادة وعيهم حول هذه القضية، فينشؤون على حب فلسطين، بعدما تأكدوا من كونها دولة مظلومة ومحتلة من طرف استعمار وحشي وهمجي قاتل أطفال ونساء. وفي الجزائر خصوصا، سيزيد فخر الجيل الصاعد بشهداء ثورته التحريرية، الذين قهروا أقوى استعمار وبأبسط الوسائل.
وتقول محدثتنا: “أطفال الجزائر خصوصا، باتوا أكثر وعيا وإلماما بالقضية الفلسطينية، فقبل انتفاضة الأقصى، كانوا يرددون شعار: مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، أو عبارة: فلسطين الشهداء، دون فهم معناها، أما الآن، فصاروا يمتلكون معلومات أكثر حول القضية”.
وكل هذه المعلومات المتدفقة، بحسبها، ستنشئ جيلا ثوريا مقاوما وصاحب مبادئ، وأيضا له اطلاع على ما يحدث في بلدان العالم، من ثورات أو انتفاضات أو حتى احتجاجات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!